وقال سيبوَيْه : أما تكْسيرُهم إيّاه على أفْعُل فهو الغالِب على هذا البِناءِ من المؤنّث . وأما تكْسيرُهم له على فُعول فلتَكْسيرهم إيّاه على أفْعُل ؛ إذ كانا يعْتَقِبان على باب فَعْل . وفي المثَل : العُنوق بعْد النّوق يُضرَب في الضّيقِ بعْدَ السَّعَةِ . وفي حديث الشّعْبيّ : نحْنُ في العُنوق ولم نبْلُغ النّوق قال ابنُ سيدَه : وفي المثَل : هذه العُنوقُ بعد النّوق يقول : مالُكَ العُنوقُ بعدَ النّوق يُضرَبُ للذي يكونُ على حالَة حسَنة ثم يركبُ القَبيحَ من الأمر ويدَعُ حالَه الأولى وينحَطُّ من عُلْوٍ الى سُفْلٍ . قال الأزهريّ : يُضرَب للذي يُحَطُّ عن مرتَبَتِه بعد الرِّفْعَة . والمَعْنى أنه صار يرْعَى العُنوقَ بعد ما كان يرْعَى الإبلَ وراعِي لشّاءِ عندَ العرب مَهينٌ ذَليلٌ وراعي الإبِل عَزيز شَريف . وعَناقُ الأرض : دابّة صَيّادَة يُقال لها : التُّفَّةُ والعُنْجُل وهي أصْغَر من الفَهْدِ الطّويل الظّهْر . وقال الأزهريُّ : فوقَ الكَلْبِ الصّينيّ يَصيدُ كما يَصيد الفَهْد ويأكل اللّحْمَ وهو من السِّباع . يُقال : إنه ليسَ شيءٌ من الدّوابّ يؤَبِّر أي : يُعَفِّي أثَره إذا عَدا غيرَه وغيرَ الأرنَب وجمعُه عُنوقٌ أيضاً عجَميّتُه سِياهْ كوشْ قال : وقد رأيتُه بالبادِيَة وهو أسودُ الرّأسِ أبيضُ سائِره . والعَناقُ أيضاً : الدّاهِيَة . يقال : لقِيَ فُلان عَناقَ الأرض وأُذُنَيْ عَناق أي : داهِيَة . وقيل : الأمرُ الشّديد . قال : .
" إذا تمطّيْنَ على القَيافِي .
" لاقَيْنَ منه أُذُنَيْ عَناقِ أي : من الحادِي أو من الجَمَل . ويُقال : رجَع فُلانٌ بالعَناق : إذا رجَع خائِباً يوضَع العَناقُ موضِعَ الخيْبة قال : .
أمِنْ ترْجيع قارِيَةِ ترَكْتُم ... سَباياكُم وأُبتُم بالعَناقِ وصفَهُم بالجُبْن . وقارِية : طيْر أخضَرُ يُنذِرُ بالمطَر . يقول : فزِعْتُم لمّا سمِعْتُم ترْجيعَ هذا الطّائِر فتركْتُم سَباياكم وأُبتُم بالخَيْبة . كالعَناقة . والعَناقُ : الوُسْطَى من بَناتِ نَعْش الكُبَر وقد ذُكِر في : ق و د تفْصيلاً وأشَرْنا له هُناك . وفي شرْح الخُطْبة : والعَناق : زَكاةُ عامَين قيل : ومنه قولُ أبي بكْرٍ رضِي اللهُ عنه لعُمَرَ بنِ الخطّاب رضِي اللهُ عنه حين حارَب أهلَ الرِّدّة : لو مَنَعوني عَناقاً مما كانوا يؤدّونَه الى رسولِ الله A لقاتَلْتهُم عليه . ويُروى : عِقالاً وهو زَكاةُ عام . وقال ابن الأثير : في الرّواية الأولَى دَليلٌ على وُجوب الصّدقةِ في السِّخالِ وأنّ واحدةً منها تُجزِئُ عن الواجِبِ في الأرْبَعين منها إذا كانت كُلُّها سِخالاً ولا يُكلَّفُ صاحبُها مُسنّة . قال : وهو مذهب الشّافِعيّ . وقال أبو حَنيفة : لا شيءَ في السِّخال وفيه دَليلٌ على أنّ حوْل النِّتاج حوْلُ الأمّهات ولو كان يُستأنف لها الحَوْل لم يوجَدْ السّبيلُ الى أخذِ العَناقِ . والعَناقُ : فرسُ مُسْلِم بنِ عَمْرو الباهِليّ من نسْلِ الحَرونِ بنِ الخُزَزِ بن الوَثيميّ بنِ أعْوَجَ . والعَناق : ع قال ذو الرُّمّة : .
عَناقَ فأعْلَى واحِفَيْنِ كأنّه ... من البَغْي للأشْباحِ سِلْمٌ مُصالِحُ وقيل : العَناقُ : مَنارَةٌ عادِيّة بالدّهْناءِ ذكرَها ذو الرُمّةِ في شِعْره وبه فُسِّر البيْتُ الذي تقدّم له . وقال أيضاً يصِفُ ناقتَه : .
مُراعاتُك الآجالَ ما بيْن شارِعٍ ... الى حيثُ حادَتْ من عَناقِ الأواعِسُ قال الأزهريُّ : رأيتُ بالدّهْناءِ شبه مَنارةٍ عاديّةٍ مبْنيّةٍ بالحِجارَة وكان القومُ الذين أنا معَهم يُسمّونَها عَناقَ ذِي الرُّمّة لذِكْرِه إيّاها في شِعْرِه . والعَناقُ : وادٍ بأرضِ طيئ بالحِمَى عن الأصمعي كما في العُباب . وأنشد للرّاعي : .
تبصّرْ خَليلي هل تَرَى من ظَعائِنٍ ... تحمّلْن من وادي العَناقِ فثَهْمَدِ