قال : وهو حرْفٌ نادِرٌ في القُنّة . والطّاقَةُ : شُعْبَةٌ من رَيْحانٍ أو شعَر وقوّةٌ من الخَيْطِ أو نحْو ذلك . ويُقال : طاقُ نعْلٍ وطاقَةُ رَيْحانٍ أي : شُعْبَة منه كما في الأساسِ . وطائِقانُ : ة ببَلْخ . وطوّقْتُكَهُ أي : كلّفْتُكه . وقولُه تعالى : ( سيطوَّقونَ ما بخِلوا به ) أي : يُلْزِمونَه في أعْناقِهم . وفي الحديث : من ظلَم قِيدَ شِبْرٍ من الأرضِ طوّقَه اللهُ من سَبْعِ أرَضِين هذا يُفسَّر على وجْهَين : أحدُهما : أن يخسِفَ اللهُ به الأرضَ فتَصيرُ البُقعَةُ المَغصوبةُ منها في عُنُقه كالطّوقِ . والآخر : أنْ يكونَ من طَوْقِ التّكْليفِ لا مِنْ طوْقِ التّقْليدِ وهو أن يُطَوَّق حمْلَها يومَ القِيامةِ . ويُقال : طوَّقَني اللهُ أداءَ حقِّه أي قوّاني علَيه كما في الصِّحاح . وطوّقَتْ له نفْسُه : لغةٌ في طوّعَتْ أي : رخّصَت وسهّلَتْ حَكاها الأخفَشُ كما في الصِّحاح . قال ابنُ سيدَه : وقُرِئَ شاذّاً ( وعلَى الّذينَ يُطوّقونَه ) . قال ابنُ جِنّي في كِتابِ الشّواذّ : هي قِراءَةُ ابنِ عبّاس بخِلافٍ وعائِشَةَ وسعيدِ بنِ المُسَيّبِ وطاوُس بخِلافٍ وسَعيد بنِ جُبَيْر ومُجاهِد بخِلاف وعِكرِمةَ وأيّوبَ السِّخْتِياني وعَطاء أي يُجْعَلُ كالطّوْقِ في أعْناقِهم . ووزنه يفَعِّلونَه وهو كقولك : يُجشَّمونَه ويُكلَّفونَه . يَطَّوَّقونَه وهي قِراءَةُ مُجاهِدٍ ورُويت عن ابنِ عبّاس وعن عِكرِمة . أصلُه يتطوَّقونَه قُلِبت التّاءُ طاءً وأُدْغِمَت في الطّاءِ بعدها كقولهم : اطَّيَر يَطّيَّر أي : تطيَّر يتطيَّر . قال ابنُ جِنّي : وتُجيز الصّنعةُ أن يكونَ يتَفَوْعَلونه ويتفعْوَلونه إلاّ أنّ يتفعَّلونَه الوَجْه ؛ لأنّه أظْهَرُ وأكثرُ . يُطَيَّقونه وهي قِراءَةُ ابنِ عبّاس بخِلاف . أصلُه يُطَيْوَقونَه قُلِبت الواوُ ياءً كما قُلِبت في سَيّد ومَيّت وقد يجوزُ أن يكونَ القَلْب على الُعاقَبة كتهوّر وتهَيَّر على أنّ أبا الحسَن قد حَكَى : هار يَهِير فهذا يؤنِّسُ أنّ ياءَ تهيّرَ وضْعٌ وليست على المُعاقَبة قال : ولا تحْمِلَنّ هارَ يَهِير على الواوِ قِياساً على ما ذهَبَ إليه الخَليل في تاهَ يَتيه وطاحَ يَطيح فإنّ ذلك قَليل يَطّيَّقونَه جاز أن يكون يتَفَيْعَلونه كما هو ظاهِرٌ لفْظاً أصْلُه يتطَيْوقونَه قُلِبَت الواوُ ياءً كما تقدّم في سَيّد ومَيِّت ويجوزُ أن يكون يُطَوَّقونَه بالواوِ وصِيغَةِ ما لَمْ يُسَمَّ فاعِلُه يُفضوْعَلونه إلا أنّ بناءً فعّلْتُ أكثَر من بناءِ فَوْعَلْت . وقال ابنُ جِنّي : وقد يُمْكِنُ أنْ يكونَ يتطَيَّقونَه يتفعّلونه لا يتفَيْعَلونه ولا يتفَعْوَلونه وإن كان اللّفْظُ بهما كاللّفْظ بيتَفَعّل لقلَّتِهما وكثْرته . ويؤنِّسُ كوْن يتطيَّقونَه يتفعّلون قِراءَةُ مَنْ قرأَ يتطَوَّقونه وكذلك يؤنِّس كوْن يُطَيَّقونه يتفعّلُونه لا يتفَيْعَلونَه قِراءَة من قرأ : يُطوَّقونَه والظاهر من بعد أن يكون يتَفَيْعَلونه . هذا آخر نص الشّواذّ لابْنِ جِني . والمُطَوَّقة : الحَمامة ذاتُ الطّوق في عُنقها . قال ذو الرُمّة : .
ألا ظعَنَتْ مَيٌّ فاتِيكَ دارُها ... بها السُّحْمُ تَرْدي والحَمامُ المُطَوَّقُ