فذهبَت كلمتُه مثلاً . ثم إنّه خرج يوْماً وعلَيْه حَليٌ وثِيابٌ فاستُطير ففُقِد زَماناً فضُربَ في الآفاقِ فلم يوجَدْ وأتى علَى ذلك ما شاءَ الله ثم وجدَه مالِكٌ وعَقيلٌ ابنا فارجٍ كذا في العُباب ويُقال : ابنا فالِج أيضاً باللاّم كما في شرْح الدُرَيْديّة لابن هِشام اللّخْمي : رجُلان من بَلْقَيْن أي بَني القَيْن كانا متوجّهين الى جَذيمَة بهَدايا وتُحَف فبَيْنَما هُما نازِلان بوادٍ من الأودِية في السّماوةِ انْتهى إليْهِما عمْرو بنُ عَديّ وقد عفَتْ أظفارُه وشَعْرُه فسألاه : من أنتَ ؟ فقال : ابنُ التّنوخِيّة فلَهيا عنه فقالا لجاريةٍ معَهُما : أطْعِمينا فأطْعَمَتْهُما فأشار عمْرو إليها أنْ أطْعِميني فأطْعَمَته ثم سقتْهُما فقال عَمْرو : اسقِيني فقالت الجاريَة : لا تُطْعِمِ العَبْدَ الكُراعَ فيطمَعَ في الذِّراعِ فأرسَلَتْها مثَلاً ثم إنّهُما حَملاه الى جَذيمة فعرَفَه ونظَر الى فتىً ما شاءَ من فتىً وضمّه وقبّلَه وقال لهُما : حُكْمَكُما فسألاه مُنادَمَته فلم يَزالا نَديمَيه حتى فرّق الموتُ بينهم وصارَتْ تُضرَب باجتماعِهم ومُنادِمتِهم الأمثالُ الى الآن . وبعثَ عَمْراً الى أمّه فأدْخلَتْه الحمّامَ وألبَستْه ثيابَه وطوّقَتْه طوْقاً كان له من ذهَبٍ فلما رآه جَذيمَةُ قال : كبِر عمْروٌ عن الطّوْق فأرسَلَها مثَلاً . والأطْواق : لبَنُ النّارَجِيل . قال أبو حَنيفة : وهو مُسكِرٌ جداً سُكْراً معتَدِلاً ما لم يبْرُز شارِبُه للرّيح فإن برزَ أفرَطَ سُكرُه وإذا أدامَه مَنْ ليسَ من أهلِه لم يعتَدْهُ أفسدَ عقلَه ولبّس فهمَه فإنْ بقِيَ الى الغدِ كان أثْقَفَ خَلٍّ . وفي اللِّسان : شرابُ الأطواقِ : حلَبُ النّارَجيل وهو أخبثُ من كُلّ شراب يُشرَب وأشدّ إفساداً للعَقْل . وقال ابنُ دُرَيْد : الطّوْقَةُ : أرضٌ تستَديرُ سهْلَةٌ بين أرَضِينَ غِلاظ في بعضِ شعرِ الجاهليّة قال : ولم أسمَعْه من أصحابِنا . والطّاقُ : ما عُطِفَ من الأبنِية ج : طاقاتٌ وطِيقانٌ فارسيٌّ معرَّب كما في الصِّحاح . وقال غيرُه : هو عَقْدُ البِناء حيْث كان . والجَمْع : أطواقٌ وطِيقان . والطّاقُ : ضَربٌ من الثِّياب . قال الرّاجز : .
" يكْفيكَ من طاقٍ كَثيرِ الأثْمان .
" جُمّازةٌ شُمِّرَ منها الكُمّانْ كما في الصِّحاح . وقال ابنُ الأعرابيّ : الطّاقُ : الطّيْلَسان أو هو الطّيلَسانُ الأخْضَر عن كُراع . قال رؤبَة : .
" ولو تَرَى إذا جُبّتي من طاقِ .
" ولِمّتي مثلُ جَناحِ غاقِ وأنشدَ ابنُ الأعرابي : .
لقد ترَكَتْ خُزَيْبَةُ كلَّ وغْدٍ ... تمشّى بينَ خاتامٍ وطاقِ والجمْع : الطِيقان كساجٍ وسيجان . قال مُلَيْحٌ الهُذَليّ : .
من الرَّيْطِ والطِّيقانِ تُنشَرُ فوقَهم ... كأجْنِحَةِ العِقْبانِ تدْنو وتخْطِفُ والطّاقُ : د بسِجِسْتان من نواحِيها . والطّاقُ : حِصْنٌ بطَرِسْتان . وبه سكَن محمّد بنُ النُّعمان شيطانُ الطّاقِ وإليه نُسِبت الطّائِفَة الشّيطانيّة : من غُلاة الشّيعة . والطّاقُ : ناشِزٌ ينشِزُ أي : يندُرُ من الجبَل كالطّائِقِ . وقال اللّيثُ : طائِقُ كلِّ شيءٍ : ما استدَار به من جبَلٍ أو أكمَةٍ وجمْعُه أطْواقٌ . وكذلِك ما نشَزَ في جالِ البِئْر قال عُمارَةُ بنُ أرْطاةَ يصِف غرْباً : .
" موقَّرٍ من بقَر الرّساتِقِ .
" ذي كِدْنةٍ على جِحافِ الطّائِقِ .
" أخْضَرَ لم يُنْهَكْ بموسَى الحالِقِ أي ذو قوّة على مُكاوَحَة تِلْك الصّخرة وقال في جمْعِهِ : .
" على مُتونِ صخَرٍ طوائِقِ قال أبو عُبَيد : وفيما بين كُلِّ خشَبَتيْن زادَ غيرُه من السّفينة وقيل : الطّائِقُ : إحدى خشَباتِ بطْنِ الزّوْرَق . وقال أبو عمْرو الشّيْبانيّ : الطّائقُ : وسَط السّفينة وأنشَد للَبيد : .
فالْتامَ طائِقُها القَديمُ فأصْبَحَتْ ... ما إنْ يقوِّمُ دَرْأَها رِدْفانِ وقال الأصمعيّ : الطائِقُ : ما شخَصَ من السّفينةِ كالحَيْدِ الذي ينحدِرُ من الجبَل . قال ذو الرُمّة : .
" قَرْواءَ طائِقُها بالآلِ محْزومُ