فإنّه ذكرَ الظّهْرانَ وهو من ضَواحي مكّة وهُناك منازِلُ كعْبٍ من خُزاحةَ فيكونُ أطرِقا أيضاً من مَنازِلِهم بتِلْكَ النّواحي . أو هو هُناك من مَنازِلِ هُذَيلٍ ؛ لأنه جاءَ ذكرُه في شِعرِهم . وقال ابنُ بَرّي : من رَوَى الثُّمامَ بالنّصْب جعلَه استِثْناءً من الخِيامِ ؛ لأنّها في المَعْنى فاعلُه كأنّه قال : بالياتٌ خِيامُها إلاّ الثُّمام لأنهم كانوا يُظلِّلون به خِيامَهم ومن رفَع جعلَه صِفَةً للخيام كأنّه قال : بالِية خِيامُها غيْرُ الثُّمام على المَوْضِع . وأفعِلا مَقْصور بِناءٌ قد نفاه سيبَوَيْهِ حتى قال بعضُهم : إنّ أطْرِقا في هذا البيت أصلُه أطرِقاء : جمْع طَريقٍ بلغة هُذَيل ثم قصَر الممْدود واستدلّ بقول الآخر : .
" تيمّمتُ أطرِقَةً أو خَليفَا ذهَبَ هذا المُعلِّلُ الى أن العَلامَتَيْن يعْتَقِبان . وقال الصّاغانيّ : ورُوِي : عَلا أطْرُقاً : جمْع طَريق أي : عَلا السّيلُ أطرُقاً . وقال ياقوتُ في مُعْجَمِه : وللنّحْويّين كلامٌ لهم فيه صناعة - قال أبو الفتْح : ويُرْوَى : عَلا أطْرُقاً فَعَلا : فِعْلٌ ماضٍ وأطْرُق : جمْعُ طَريقٍ فمَنْ أنّث جمَعَه على أطْرُق مثل : عَناقٍ وأعنُق ومن ذكّر جمَعَه على أطْرِقاء كصَديقٍ وأصدِقاء فيكونُ قد قصَره ضَرورة . ويُقال : لا أطْرقَ اللهُ عليه : أي لا صَيّرَ اللهُ له ما ينكِحُه وهو مَجاز . والمُطرِقُ كمُحْسِن : اسمُ وَاد وأنشد أبو زيْد : .
" حيثُ تحجّى مُطرِقٌ بالفَالِقِ وقال امرؤ القَيْس : .
على إثْرِ حيِّ عامِدينَ لنِيّةٍ ... فحَلّوا العَقيقَ أو ثَنيّةَ مُطرِقِ والمُطْرِق : الرّجُلُ الوَضيعُ أي : في النّسَب أو الحسَب وهو مَجاز . وأبو مَرْيَمَ مُطرِقٌ : والِدُ النّضْر الكوفيِّ المحدِّث وهو أبو لَيْنَة الذي قدّك ذكره في أول التّركيب وهو تَكْرار مُخِلٌّ فلْيُتنَبّه لذلِك . والمَجَانُّ المُطْرَقَة كمُكْرَمة : التي يُطْرَقُ بعضُها على بعْض كالنّعْلِ المُطْرَقَة المخْصوفَة . ويُقال : أُطْرِقَت بالجِلْد والعصَب أي : أُلبِسَت وتُرْسٌ مُطْرَقٌ . والذي جاءَ في الحَديث : كأنّ وجوهَهم المَجَانُّ المُطْرَقة أي : التِّراس التي أُلِسَت العَقَب شيْئاً فوقَ شَيءٍ أرادَ أنّهم عِراضُ الوجوه غِلاظُها . ويُرْوَى : المُطَرَّقة بالتّشْديد كمُعَظَّمة للتّكْثير والأول أشهَر . وقال الأصمعيّ : طرَّقَتِ القَطاةُ خاصّةً تَطْريقاً قال أبو عُبَيد : لا يُقال ذلِك في غيْرِ القَطاةِ : إذا حانَ خُروجُ بيضِها . قال المُمَزّق العَبْدي واسمُه شأسُ بنُ نَهار : .
وقد تخِذَتْ رِجْلي الى جنْبِ غَرْزِها ... نَسيفاً كأفْحوصِ القَطاةِ المُطَرِّقِ أنشده أبو عَمْرو بنُ العَلاء . قال : وطرّقَت الناقَةُ بولَدِها : إذا نشِبَ ولم يسْهُل خُروجُه وكذلِك المرأة قال أوسُ بنُ حَجَر : .
لها صرْخَةٌ ثم إسْكاتَةٌ ... كما طرّقَتْ بنِفاسٍ بِكُرْ وقال الرّاجزُ : .
" إنّ بَني فَزارة بنِ ذُبْيانْ .
" قد طرّقَت ناقَتُهم بإنْسانْ قد تقدّم في حدب . وحكي أن قائلةً قالتْ عندَ وِلادَة امرأة يُقال لها سَحاب : .
" أيا سَحابُ طرِّقي بخَيْرِ .
" وطرِّقي بخُصْيَةٍ وأيْرِ .
" ولا تُرينا طرَفَ البُظَيْرِ وقال الليثُ : طرّقت المرأةُ وكُلُّ حامل تُطرِّقُ : إذا خرَجَ من الوَلدِ نِصْفُه ثم نشِبَ فيُقال : طرّقَت ثمّ خلُصَت . قال الأزهَريّ : وغيرُه يجعَلُ التّطْريقَ للقَطاة : إذا فحَصَت للبَيْض كأنّها تجعَلُ له طَريقاً قاله أبو الهيْثَم وجائِزٌ أن يُسْتَعارَ فيُجْعَلَ لغيْرِ القَطاةِ ومنه قولُه : .
" قد طرّقَتْ ببِكْرِها أمُّ طَبَقْ