وفسّره بالضَّبُع وذكَر العِبارَة التي أسلفْناها وقد أخْطأَ الصاغانيُّ في الضّبْط وقلّدَه المُصنِّف على عادتِه . والطِّرِّيق كسِكّيتٍ : الكَثيرُ الإطْراقِ من الرِّجال نقله الليْثُ . وفي التّهْذيب : الكرَوانُ الذّكَر يقال له : طِرِّيقٌ لأنّه إذا رأى الرّجُلَ سقَطَ وأطْرق . وفي العَيْن : يُقال له : أطْرِق كَرَا فيسْقُط مُطْرِقاً فيُؤخَذ . وزعم أبو خَيْرَة أنهم إذا صادُوه فرأوْه من بَعيد أطافوا به . ويَقولُ أحدُهم : أطْرِق كَرا إنّك لا تُرَى حتى يُتمَكَّنَ منه فيُلْقَى عليه ثوباً فيأخُذَه . وفي المثَل : أطْرِقْ كَرا إنّ النّعامَةَ في القُرَى يُضرَبُ مثَلاً للمُعْجَب بنَفْسِه كما يُقال : فغُضَّ الطَّرْفَ . والأُطَيْرِق والطُّرَيْق كأُحَيْمِر وزُبَيْر : نخْلة حِجازيّة تبَكِّر بالحَمْلِ صَفْراء الثّمرة والبُسْرة حكاه أبو حَنيفة . وقال مرّة : الأُطَيْرقُ : ضرْبٌ من النّخْلِ وهو أبكَرُ نخْلِ الحِجازِ كُلِّه وسمّاها بعضُ الشُعراء الطُّرَيْقِين والأُطَيْرِقين قال : .
" ألا تَرَى إلى عَطايا الرّحْمَنْ .
" من الطُّرَيْقِينَ وأمِّ جِرْذانْ قال أبو حَنيفَة : يُريدُ بالطّرَيْقِينَ جمعَ الطُّرَيْق . وأطْرَقَ الرجلُ إطراقاً : إذا سَكَت وخصّ بعضُهم إذا كان عنْ فَرَقٍ . وقال ابنُ السِّكّيت : إذا سكَت ولم يتكلّم وفي حديثِ نظَرِ الفَجْأة : أطْرِقْ بَصرَك هو أن يُقبِلَ ببصره الى صَدْره ويسْكُتَ ساكِناً . وفي حَديث آخر : فأطرَقَ ساعةً أي : سكَتَ . وقيل : أطْرَقَ : أرخَى عينَيْه ينْظُر الى الأرض وقد يكونُ ذلك خِلْقَةً . قال أبو عبيد : ويكونُ الإطْراقُ الاستِرْخاءَ في الجُفون كقَوْل أخي الشّمّاخِ يرْثي سيِّدَنا عُمَرَ رضي اللهُ عنه : .
وما كُنْتُ أخْشى أن تكونَ وَفاتُه ... بكفَّيْ سَبَنْتَى أزْرَقِ العيْنِ مُطْرِقِ وقال الرّاغِبُ : أطْرقَ فُلانٌ : أغْضى كأنّه صارتْ عينُه طارِقَةً للأرضِ أي : ضارِبةً لها كالضّرْبِ بالمِطْرَقَة وأطرَقَ فُلاناً فحْلَه : أعارَه إيّاه ليضْرِبَ في إبِله . يُقال : أطْرِقْني فحْلَك . وفي الحديث : ومن حقِّها إطْراقُ فحْلِها أي : إعارتها للضِّراب وكذلِك أضْرَبَه فحْلَه . ومن المَجاز : أطْرَقَ الى اللّهْو إطْراقاً : مالَ إليه عن ابن الأعرابيّ . وأطْرَق الليلُ علَيه : ركِب بعضُه بعْضاً هكذا في سائر النُسَخ . والصّواب اطّرقَ عليه اللّيلُ على افْتَعَل كما في العُبابِ واللِّسان . وكذا قولُه : اطّرَقت الإبلُ على افْتَعل : إذا تبِع بعضُها بعْضاً كما يُفهَم من سِياقِ العُباب واللِّسان على أنّ في عِبارة الصِّحاح ما يوهِم أنّه أطرَقَت الإبلُ كأكْرَمت . وأطْرِقا كأمْرِ الاثْنَيْن من أطْرَقَ كأكْرَم : د نقَله الأصمَعيُّ عن أبي عمْرو بنِ العَلاءِ . قال نَرى أنه سُمّي بقوْلِه : أطْرِق أي : اسكُت . وذلك أنّهم كانوا ثَلاثةَ نفَرٍ بأطْرِقا وهو موضِعٌ فسَمِعوا صوْتاً فقال أحدُهم لصاحِبَيْه : أطْرِقا أي : اسْكتا فسُمّي به البَلدُ . وفي التّهْذيب فسُمّي به المُكان . ومنه قول أبي ذُؤيْب الهُذْلي : .
على أطْرِقا بَالِياتُ الخِيا ... مِ إلاّ الثُّمامُ وإلاّ العِصيُّ وصرّح أبو عُبَيْد البَكْريّ في مُعجَم ما استَعْجَم أن أطْرِقا : موضِعٌ بالحِجاز ويدلُّ لذلك أيضاً قولُ عبدِ الله بنِ أميّة بنِ المُغيرة المَخْزوميّ يُخاطِبُ بَني كعْبِ بنِ عَمْرو من خُزاعةَ وكان يُطالِبُهم بدَم الوَليدِ بنِ المُغيرة أبي خالدِ بنِ الوَليد : .
إنّي زَعيمٌ أن تَسيروا وتهرُبوا ... وأن تَتْرُكوا الظّهْرَ أن تَعوي ثَعالِبُهْ .
وأن تَتْرُكوا ماءً بجِزْعَةِ أطْرِقا ... وأن تسْلُكوا أيّ الأراك أطايِبُهْ