قلت : والصّوابُ أَنَّ الزِّنْدِيقَ نِسْبَة إِلى الزَّنْدِ وهو كِتاب ماني المَجُوسِيِّ الذي كانَ في رمَن بَهْرامَ بنِ هُرْمُزَ ابنِ سابُورَ ويَدَّعِي مُتابَعَةَ المَسِيح عليه السلامُ وأرادَ الصِّيتَ فوَضَع هذا الكِتابَ وخَبَّأَهُ في شَجَرةٍ ثم استَخْرَجَه والزّنْدُ بلغَتِهم : التَّفْسِيرُ يعني هذا تفسِير لكِتابِ زَرادُشْتَ الفارسِيِّ واعتَقَدَ فيه الإِلهَيْنِ : النورَ والظُّلْمَةَ النُّورُ يَخْلُقُ الخَيْرَ والظُّلْمَةُ يَخْلُق الشَّر وحَرَّمَ إِتْيانَ النِّساءَ لأَنَّ أَصْلَ الشهوَةِ من الشَّيْطان ولا يَتَوَلّد من الشَّهْوَةِ إِلا الخَبِيث وأباحَ اللِّواطَ لانْقِطاع النسْلِ وحَرَّمَ ذَبْحَ الحَيواناتِ وإذا ماتت حل أكلُها وكانتَ قد بَقِيتْ : منهم طائفة بنواحِي التُّركِ والصينِ وأَطْراف العراقِ وكِرْمانَ إِلى أَيّامِ هارونَ الرشِيدِ فأَحْرَق كِتابَه وقَلنسوَة له كانَت معهم وأَكْثَرَ القَتْلَ فِيهم وانقطعَ أَثَرُهم والحمْدُ لله على ذلك . ج : زنادِقَة أَو زَنادِيقُ وفي الصحاح الجَمْعُ : الزَنادِقَةُ والهاءُ عِوَضٌ من الياء المحذوفة وأَصْلها الزّنادِيق .
وقد تَزَندَق : صارَ زِنديقاً والاسمُ الزَّنْدَقَة نقله الجَوْهرِي .
وقالَ ثعلبٌ : ليسَ زنديق ولا فِرْزِينُ من كلام العَرَبِ وإِنّما تَقُولُ العَرَبُ : رَجُل زِندِيق كذا في النُّسَخَ وهو غَلَطٌ صوابُه : رجلٌ زَنْدَقٌ أَي : كجَعْفَرٍ كما هو نَص ثَعْلَبٍ في اللِّسانِ والعُباب .
وكذا زَنْدَقِي : إِذا كانَ شَدِيد البُخْلِ قالَ : فإِذا أَرادَت العَرَبُ معنَى ما تَقولُه العامَّةُ قالُوا : مُلْحِدٌ ودُهْري .
ومما يسْتَدركُ عليه : الزَّنْدَقَةُ : الضِّيق وقِيلَ : ومنه الزِّنْدِيقُ لأَنَّه ضَيَّقَ على نَفْسه كما في اللسانِ .
ز ن ق .
الزَّنَق مُحَرَّكَةً : أَسلَةُ نَصْلِ السَّهْم ج : زُنُوقٌ عن ابْنِ عَبّادٍ . وفي الصِّحاح : الزَّنَق : موضِع الزِّناقِ وأَنْشَد لرُؤْبَةَ : .
كأَنَّه مُستَنْشق من الشَّرَقْ ... أَو مُقْرَعٌ مِنْ رَكْضِها دامِي الزَّنَقْ والزُّنُق بضَمَّتَيْنِ : العُقولُ التّامَّةُ عن ابنِ الأَعرابِيِّ .
قالَ : وزَنَقَ على عِيالِه يَزْنِقُ من حَدِّ ضَرَبَ : إِذا ضَيَّقَ على عِيالِه بُخلاً أَو فَقْرًا كأَزْنَقَ وزَنَّقَ وكذلك زهَدَ وأَزْهَدَ وزَهَّدَ وقاتَ وقَوَّتَ وأَقاتَ وأَقْوَتَ .
وزَنَقَ فَرَسَه يَزنِقُه زَنْقاً : جَعَلَ تَحتَ حَنَكِه الأَسفَلِ حَلْقَةً في الجُلَيْدَةِ ثُمَّ جَعَلَ فيها خيطاً يُجْعَلُ في رُؤُوسِ البَغْلِ الجَموحِ واسم تلك الحَلْقَةِ : زِناقَة قاله الليْثُ .
وزَنَقَ البَغْلَ وكذا الفَرَسَ يَزْنِقُه ويَزْنُقُه : إِذا شَكَّلَه في قَوائِمِه الأرْبَعَ قاله ابنُ دُرَيْدٍ .
وكُلُّ رِباطٍ كنى الجِلْدِ تَحْتَ الحَنَكِ فهو زُناقٌ كغُراب هكَذا في سائِرِ النُّسَخ والصوابُ ككِتابٍ كما هو مَضْبُوطٌ هكَذا في كِتابِ اللّيثِ زادَ : وكان في الأَنْفِ مَثْقُوباً فهو عِرانٌ ومنه قَوْلُ الشاعِر : .
فإِنْ يَظْهَرْ حَدِيثُكَ يُؤْتَ عَدْوًا ... برَأسِك في زِناقٍ أَو عِرانِ والمَزْنُوقُ : فَرَسُ عامِرِ بنِ الطُّفَيْلِ وهو القائِلُ فيه : .
وقد عَلِمَ المَزْنوقُ أَنِّى أَكُرُّه ... عَلَى جَمْعِهم كَرَّ المَنِيح المُشَهَّرِ كما في الصِّحاح .
والمَزْنوق أَيْضاً : فَرَسُ عَتّابُ ابنِ ورْقاءَ الرِّياحيَ قالَ سرُاقَةُ مِرْداسٍ الباتل : .
سَبَقَ مَكْحُولٌ وصَلّى نادِرُ ... وخُلِّفَ المَزْنُوق والمُساوِرُ مَكحُول : فرَسُ علي بنِ شَبِيبِ بن عامِرٍ الأَزْديِّ والمُساوِر لعَتّابٍ أيضاً . والزَناقُ ككِتاب : المِخْنَقَة مِنَ الحُليِّ نَقَلَه الجوهري وقالَ ابنُ عَبّادٍ : هو من فِضة للنساءَ .
والزَّنِيقُ كأمِيرٍ : المُحْكَم الرصِينُ يُقال : رأْىٌ زنَيقٌ وأَمر زَنيقٌ أي : وَثِيقٌ وكذا تَدْبِيرٌ زَنِيقٌ وهو مَجازٌ .
ومما يُسْتَدركُ عليه : الزنْاقُ بالكسرِ : الشِّكالُ