يُرِيدُ أنَّ قَوْمِي هؤُلاءَ قد بَلَغ بهم من الَبلاءِ ما يبلغ بالمَرْأَةِ المَعْقُورَةِ المَحْلُوقَةِ ومعناه أَنَّهم صارُوا إِلى حال النِّساءَ المَعْقُوراتِ المَحْلُوقاتِ وقالً شَمِر : رَوَى أَبو عُبَيْدٍ : عَقْراً حَلْقاً فقُلْتُ له : لم أَسْمَعْ هذا إِلا عَقْرَى حَلْقَى فقال : لكِنِّي لم أَسْمَعْ فَعْلَى على الدُّعاءَ قال شَمِرٌ : فقلتُ له : قال ابنُ شُمَيْلٍ : إِنَّ صِبْيانَ البادِيَةِ يَلْعَبُون ويَقُولُون : مِطِّيرَى على فِعِّيلَى وهو أَثقلُ من حَلْقَى قال : فَصَيَّرَه في كِتابِه على وَجْهيْنِ : مُنَوَّناً وغَيْرَ مُنَوَّنٍ . وتَحْلِيقُ الطّائِرِ : ارْتِفاعُه في طَيَرانِه واسْتِدارَتُه في الهَواءَ وهو مَجازٌ قال ذُو الرُّمَّةِ يصفُ ماءً وَرَدَهُ : .
وَرَدْتُ اعْتِسافاً والثُّرَيّا كأَنَّه ... عَلَى قِمَّةِ الرَّأْسِ ابنُ ماءَ مُحَلِّقُ وقالَ النّابِغَةُ الذُّبْيانِيّ : .
إِذا ما غَزَوْا بالجَيْشِ حَلَّقَ فَوْقَهُم ... عَصائِبُ طَيْرٍ تَهْتَدِي بعَصائِبِ وقالَ ابنُ دُرَيْد : حَلَّقَ ضَرْع النّاقَةِ تَحْلِيقاً : إِذا ارْتفع لَبَنُها إِلى بَطْنِها . وقالَ ابنُ سِيدَه : حَلَّقَ اللَّبَنُ : ذَهَبَ . وقالَ أَبو عَمْرو : حَلَّقَتْ عيُونُ الإِبِلِ : إِذا غارَتْ وهو مَجازٌ . وحَلَّقَ القَمَرُ : صارَتْ حَوْلَه دَوّارَة أَي : دارة كتَحَلَّقَ . وحَلَّقَ النَّجْمُ : ارْتَفع ورَوَى أَنَس - رضِي اللهُ عنه - : كانَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عليه وسَلّمَ يُصَلى العَصْرَ والشَّمْسُ بَيْضاءُ مُحَلِّقَةٌ قال شَمِر : أَي : مُرْتَفِعَةٌ وقال غَيْرُه : تَحْلِيقُ الشَّمْسِ من أَوَّلِ النَّهارِ : ارْتِفاعُها من المَشْرِق ومن آخِرِ النَّهار : انْحِدارُها وقال شَمِر : لا أَدْرِي التَّحْلِيقَ إِلاّ الارْتِفاعَ قال ابنُ الزَّبِيرِ الأَسَدِيّ في النَّجْمَ : .
رُبَ مَنْهَلٍ طاوٍ وَرَدْتُ وقد خَوَى ... نَجْم وحَلَّقَ في السَّماءَ نُجُومُ خَوَى أَي : غابَ . وحَلَّقَ بالشَّيءَ إِليه : رَمَى ومنه الحَدِيثُ : فبَعَثَتْ عائِشَةُ - رَضِيَ اللهُ عنها - إِليهِم بقَمِيصِ رَسول الله صَلّى الله عليه وسَلَّم فانْتَحَبَ النّاس فحَلَّقَ به أبو بَكرٍ - رَضِي الله عَنْه - إِلي وقال : تَزَوَّدِي به واطْوِهِ . وقالَ ابنَ عَبّاد : يُقال : شَرِبتُ صُواجاً فحَلَّقَ بِي أًي : نَفخ بطني وهو مَجازٌ . وقالَ الليْثُ : المُحَلَّقُ كمُعَظَّمٍ : موضِعُ حَلْقِ الرَّأْسِ بمنى وأَنْشدَ : .
" كَلاّ ورَبَ البَيْتِ والمُحَلَّق وقال الفَرَزْدَقُ : .
بمَنْزِلَةٍ بينَ الصَّفا كنْتُما بهِ ... وزَمزمَ والمَسْعَى وعندَ المُحلَّقِ والمُحَلَّقُ : لقبُ عَبْدِ العُزَّى ابنِ حنْتَمِ بنِ شدّادِ بن رَبِيعَةَ بنِ عَبْدِ اللّه بنِ عُبَيْدِ بنِ كِلابٍ العامري وضَبَله صاحِبُ اللِّسانِ كمحَدث لأَنَّ حِصاناً له عَضَّه في خَدِّه وكانَت العَضَّةُ كالحَلْقَة هذا قولُ أَبي عُبيدَة أَو أصابَه سهم غَرب فكوى بحلْقة مِقْراضِ فبَقِي أَثَرها في وَجْهِه قال الأَعْشى : .
تُشَبّ لمَقْرُورَيْنِ يَصطلِيانِها ... وباتَ على النّارِ النَّدَى والمُحلق والمحلق بكسر اللام الإناء دون الملء وأنشد أبو مالك : .
" . . فَوافِ كيلها ومُحَلِّق وحَلَّقَ ماء الحَوْضِ : إِذا قل وذَهبَ قال الفرَزْدَقُ : .
أُحاذِرُ أَنْ أدعى وحَوْضى مُحَلِّق ... إذا كانٌ يَوْمُ الورْدِ يَوْمَ خصامَ وقالَ ابن عَبّاد : المحَلِّقُ : الرُّطَبُ نَضِجَ بعضُه ولم يَنْضَجْ بعض وهذا قد تَقَدَّم عند ذِكر الحُلْقان . والمُحَلِّقُ من الشِّياهِ : المهْزولَة عن ابنِ عَبّادِ .
والمحلقة كمُعَظَّمة : فرس عبَيْدِ اللهِ بنِ الحُرِّ الجُعْنفيِّ . وتَحَلَّقوا : إِذا جَلَسُوا حَلْقَةً حَلْقَةً منه الحَدِيثُ : نهى عن التحلّق قَبْلَ الصَّلاةِ وقد تَقَدم وهو تَفعل من الحلْقة . ويقال : ضَرَبُوا بيتهم حِلاقاً ككتاب أَي : صفاً واحِداً حَتَّى كأَنَّها حَلْقَةٌ والحِلاقُ هنا : جَمْعُ الحلقة بالفتح على الغالِبِ أَو جمع حِلقةٍ بالكسرِ على النادر