وحُلاقةُ المِعْزَى بالضَّمِّ : ما حُلِقَ من شَعرِه نَقله الجَوهَرِي . قالَ : والحلاقُ كغراب : وَجَعُ الحَلْقِ . و في المُحْكَم : الحُلاقُ : أَن لا تَشْبَعَ الأَتانُ من السِّفادِ ولا تَعْلَقَ على ذلِكَ أَي : مع ذلك وكذَا المَرْأَةُ قالَ ابنُ سِيدَه : الحُلاقُ : صِفَةُ سَوْء كأَنَّ مَتاعَ الإِنسانِ يفْسُدُ فتعُودُ حَرارَتُه إِلى هُنالكَ وقد اسْتحْلَقَت الأتانُ والمرْأَةُ . والحُلْقانُ بالضَّمِّ والمُحَلْقِنُ نَقَلَهما الجَوْهرِيُّ والمُحَلِّقُ كمُحَدِّثِ وهذِه عن أَبي حَنِيفَةَ : البُسْرُ قد بَلَغَ الإِرْطابُ ثُلُثَيْهِ وإِذا بَدَا من قِبَل ذَنَبِه فتُذْنُوب وإِذا بَلَغَ نِصْفَه فهو مُجَزع وفي حَدِيثِ بَكّارٍ : أَنَّه صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم مَرَّ عَلَى قَوْم وهُمْ يَأكُلونَ رُطَباً حُلْقانيّاً وثَعْداً وهم يَضْحَكُون فقال : لو عَلِمْتُم ما أَعْلَمُ لضَحِكْتُم قَلِيلاً ولبَكَيْتُم كَثِيراً الواحِدَة بهاءِ قالَ ابنُ سِيدَه : بُسْرَةٌ حُلْقانَةٌ : بَلَغَ الإِرْطابُ حَلْقَها وقِيلَ : هي التي بَلغ الإِرْطابُ حَلْقَها قَرِيباً من الثُّفْرُوق من أَسْفَلِها . وقالَ أَبو حَنِيفَةَ : قَدْ حَلَّقَ البُسْرُ تَحْلِيقاً وهي الحَوالِيقُ بثَباتِ الياءَ قالَ ابنُ سِيدَه : وهذا البناءُ عِنْدِي على النَّسَبِ إِذْ لو كانَ على الفِعْلِ لقالَ : مَحالِيقُ وأَيْضاً فإِنِّي لا أَدْرِي ما وَجْهُ ثَباتِ الياءَ في حَوالِيقَ . وفي الحَدِيثِ : قالَ صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّم لصَفِيَّةَ بنتِ حُيَي حِينَ قِيلَ له يوْمَ النقرِ : إِنّها نَفِسَتْ أَو حاضَت فقالَ : عقراً حَلْقاً ما أُراها إِلا حابِسَتَنَا قالَ الأَزْهَرِيُّ : عقراً حَلْقاً بالتَّنْوِينِ علَى أَنَّهُ مصدَرُ فِعْلٍ مَتْرُوكِ اللَّفْظِ تقديرُه : عَقَرَها اللّهُ عَقْراً وحَلَقَها اللهُ حَلْقاً وتَرْكهُ قَلِيل بل غيرُ مَعْرُوفِ في اللُّغَةِ أَو هو من لَحْنِ المُحدِّثِينَ وفي التَّهْذِيب : وأصحابُ الحَدِيثِ يَقُولُونَ : عقْرَى حَلْقى بوَزْنِ غَضْبىَ حيث هو جارٍ عَلَى المُؤَنَّثِ والمَعْرُوفُ في اللُّغَةِ التَّنْوِينُ ومَعْنى هذا أَنَّه دَعى عليها أَنْ تَئَيمَ مِنْ بَعْلِها فتَحْلِقَ شَعْرَها وقِيلَ : مَعناه : أَصابَها اللّه تَعالَى بوَجَع في حَلْقِها نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وليسَ بقَويّ . وقالَ ابنُ سيدَه : قِيل : معناه أَنّها مَشْؤُومَة ولا أُحقها وقالَ الأَزْهَرِيّ : حَلْقَى عَقْرَى : مَشْؤومَةٌ مُؤْذِيَة وقالَ أَبو نَصْرٍ : يُقالُ عِنْدَ الأَمْرِ تَعْجَبُ منه : خَمْشَى عَقْرَى حلقى كأَنَّه من الخَمْشِ والعَقر والحَلْقِ وأَنشد : .
أَلا قَوْمِي أُولُو عَقْرَى وحلْقَى ... لِما لاقَتْ سلامانُ بنُ غنم هكَذا أَنْشَدَه الجَوْهَرِيُّ والمَعْنىَ : قَوْمِي أُولُو نساءَ قد عَقَرنَ وجُوُهَهُن فخَدَشْنَها وحَلَقْنَ شُعُورَهُن قال ابنُ بَرِّي : وقد رَوَى هذا البَيْتَ ابنُ القَطّاع هكذا وكَذَا الهَرَوىُّ في الغَرِيبَيْنِ والذي رَواهُ ابنُ السكًّيتِ .
" أَلا قُومِى إِلى عقرَى وحَلْقَى وفسَّرَهُ ابنُ جِنِّي فقال : قولُهم : عَقْرَى وحَلْقَى الأَصْلُ فيه أَنَّ المَرْأَةَ كانت إِذا أصِيبَ لها كَرِيمٌ حَلَقَتْ رَأسها وَأَخَذَتْ نَعْليْنِ تَضْرِبُ بهما رأسَها وتَعْقرُهُ وعلى ذلِك قولُ الخَنْساءَ : .
ولكِنّي رأَيتُ الصَّبْرَ خيراً ... من النَّعْلَيْنِ والرَّأْس الحَليق