حَتَّى يَظَلَّ الجَوادُ مُنْعَفِراً ... ويَخْضبُ القَيْل عُرْوَةَ الدَّرَقَهْ وقالَ الأَصمَعِي : حَلْقَةٌ من النّاس ومن الحَدِيد والجمع : حلَق كبِدَرٍ في بَدْرَة وقصع في قَصْعَة وعَلَى قَوْلِ الأمَوِيِّ والفَرّاءَ : جمع حِلْقَة بالكسرِ على بابِه وحالَقاتٌ مُحَرَّكَةً حكاه يُونُسُ عن أَبِى عَمْرو هو جَمْعُ حَلَقَة مُحَرَّكَةً وكذلِكَ حَلَقٌ وأَنشدَ ثَعْلَبٌ : .
أَرِطُّوا فقَدْ أَقْلَقْتمُ حَلَقاتِكُم ... عَسَى أَن تَفُوزُوا أن تَكُونوا رَطائِطَا وتقَّدَم تفسيرُه في : ر ط ط وفي الحَدِيثِ : نَهَى عن الحِلَقِ قَبْلَ الصَّلاةِ وفي رِوايَةٍ : عن التَّحَلُّقِ هي : الجَماعَةُ من الناسِ مُسْتَدِيرِين كحَلْقَةِ البابِ وغَيْرِها وفي حَدِيثٍ آخَرَ : الجالِسُ وَسَطَ الحَلْقَةِ مَلْعُونٌ وفي آخر نَهَى عن حَلَقِ الذَّهَبِ وتُكْسَرُ الحاءُ فحِينَئذٍ يَكُون جَمْعَ حِلْقَة بالكسرِ . وقالَ أَهْلُ التَّشريح للرَّحِمِ حَلْقَتانِ : حَلْقَةٌ على فَم الفَرْجِ عند طَرَفِه والحَلْقَةُ الأخرَى تَنْضمّ على الماءِ وتَنْفَتِحُ للحَيْضِ وقِيلَ : إِنَّما الأخرَى التي يُبالُ منها يُقالُ : وَقَعَت النُّطْفَةُ في حَلْقَةِ الرَّحِم أَي : بابِها وهو مَجازٌ . وقال ابنُ عَبّادٍ : يُقالُ : انْتَزَعْتُ حَلْقَتَهُ كأَنّه يُريدُ سَبَقْتُه . وقَوْلُهم للصَّبِيِّ المَحْبوبِ إِذا تَجَشَّأَ : حَلْقَةً وكَبْرَة وشَحْمَةً في السُّرَّة أَي : حُلِقَ رَأْسُكَ حَلْقَةً بعدَ حَلْقَةِ حَتّى تَكْبَرَ نقلَهُ ابنُ عَبّادٍ أَيْضاً وفي الأَساسِ : أَي : بَقِيتَ حَتَّى يُحْلَقَ رَأْسُكَ وتَكْبَرَ . وحَلَقَ رَأسَه يَحْلِقُه حَلْقاً وتَحْلاقاً بفَتْحِهما : أزالَ شَعْرَه عنه واقْتَصَرَ الجَوْهرِيّ على الحَلْقِ . كحَلَّقَه تَحليقاً وفي الصحاح : حلَّقوا رُؤوسَهُمْ شُدِّدَ للكَثْرَة وفي العُباب : التَّحْلِيقُ مُبالَغَةُ الحَلْقِ قالَ اللّه تَعالَى : " مُحَلِّقِينَ رؤُوسَكُمْ ومُقَصِّرِينَ " . وفي المُحْكَم : الحَلْق في الشَّعَرِ من النّاسِ والمَعزِ كالجَزِّ في الصُّوفِ حَلَقَه حَلْقاً فهو حالِقٌ وحلاّقٌ وحَلقهُ واحْتَلَقَه أَنْشَدَ ابنُ الأَعرابِيَ : .
" فابْعَثْ عليهِم سَنَة قاشُورَة .
" تَّحْتَلِقُ المالَ احْتِلاقَ النّورَهْ ويقال : رَأسٌ جَيَدُ الحِلاقِ ككِتابٍ نَقَله الجَوْهَرِيُّ . ونُقِل عن أَبِي زَيْدٍ : عَنْز مَخلُوقَةٌ وشَعَر حَلِيق ولحْيَة حَلِيق ولا يقالُ : حَلِيقَة وقالَ ابنُ سِيده : رأس حلِيقٌ أي : مَحْلوق قالت الخَنْساء : .
ولكِني رأَيْتُ الصبْرَ خَيْراً ... من النَّعلَيْن والرأسِ الحَلِيقِ وحلَقَهُ كنَصَره . ضربه فأصابٌ حَلْقَه وكذلِكَ : رَأسَهُ وعَضدَه وصَدَرَه نقله الجَوْهَرِيّ . ومن المَجازِ : حَلَقَ الحَوْضَ : إذا مَلأه فوَصَلَ بهِ إِلى حَلقه كأَحْلَقَه . نَقله الصّاغانِيُّ : وحَلَقَ الشيء : قَدره كخلَقَه بالخاءَ المعجَمة نقله الصاغانِي . ومن المجاز : أَخَذوا في حلوقِ الأَرضِ وكذلِك الطُّوق : مَضايِقها وهو عَلَى التَّشبِيهَ أَيضاً . ويَوْمُ تَحلاقِ اللمَمَ كانَ لتَغلب عَلى بكرِ بن وائِل لأَنَّ شعارَهم كان الحَلقَ يومَئذِ نقله الجوهري . وفي الحَديثِ : دَبَّ إِلَيكُم داء الأمَم قَبْلَكُمْ : البغضاء والحالقة قالَ خالدُ بنُ جَنْبَةَ : هي قَطيعَةُ الرحِم والتَّظالمُ والفولُ السَّيئ وهو مجاز وقالَ غيرُه : هي الَّتِي من شأنها أنْ تحلق أَي : تهْلِكَ وتَستَأْصِلَ الدينَ كما يَستّأصِل الموسَى الشَعَرَ . ولَعَن رسول الله صلى الله عليه وسلَّمَ من النِّساءَ الحالقَةَ والخارقَةَ والسّالِقَةَ فالحالقَةُ : التي تحْلقٌ شَعرَها في المُصِيبَةِ وقِيلَ : أَرادَ التي تَحْلِقُ وَجهَها للزِّينَةِ وفي حَدِيث آخَرَ : ليسَ مِنّا من سلَق أو حَلَق أَو خَرَقَ . ومن المَجازِ : الحالِقُ : الضَّرْع المُمتَلِئ وكأَنَ اللبَنَ فيه إلى حَلْقِه ومنه قولُ لَبِيد رَضِي اللهُ عنه يَصف مَهاةً : .
حَتّى إِذا يَبِسَتْ وأَستحَقَ حالِق ... لم يُبْلِهِ إِرْضاعُها وفِطامُها