" مُعَاتَبَةُ السِّلْفَيْنِ تَحْسُنُ مَرَّةًفإنْ أدْمَنَا إكْثَارَهَا أَفْسَدَا الْحُبَّا ج : أَسْلاَفٌ قال كُرَاعٌ : السِّلْفَتَانِ بالكَسْرِ : الْمَرْأَتَانِ تَحْتَ الأَخَوَيْنِ أَو خَاصٌّ بِالرِّجَالِ وليس في النِّسَاءِ سِلْفَةٌ وهذا قَوْلُ ابنِ الأَعْرَابِيُّ نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه . وسِلْفَةُ بالْكَسْرِ وسِلَفَةُ كَعِنَبَةٍ : مِن أَعْلاَمِهِنَّ كما في العُبَاب .
سِلْفَةُ : جَدُّ جَدُّ الإِمَامِ الْحَافِظِ أَبي طاهرٍ محمدِ هكذا في النُّسَخِ والصَّوابُ : أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ أَحمدِ بن محمدِ بن إبراهِيمَ السِّلْفِيِّ واخْتُلِفَ في هذه النِّسْبَةِ فقيل : إِن سِلْفَةَ مُعَرَّبُ سَهْ لَبَهْ أَي : ذُو ثَلاَثِ شِفَاهٍ لأَنَّهُ كَانَ مَشْقُوقَ الشَّفَةِ هكذا ذكَره الكَرْمانِيُّ فِي دِيبَاجَةِ شرح البُخَارِيِّ والحافِظُ أبو المُظَفَّرِ منصورُ بنُ سُلَيْمٍ الإسْكَنْدَرِيُّ في تاريخ الإسْكَنْدرية والزرْكَشِيُّ في حاشيةِ عُلُومِ الحديثِ لابْنِ الصلاحِ والنوَوِيُّ في بُسْتَانِ العارفين .
وقيل : إنه مَنْسُوبٌ إلى بُطَيْنٍ من حِمْيَرَ يُقَال لهم : بنو السِّلَفِ وهكذا شَافَهَ به الإمَامَ النسابةَ ابنَ الجَوّانِيِّ حين اجْتَمَع به في الإسْكَنْدَرِيةِ وقرأْتُ في المُقَدِّمةِ الفاضِلِيِّةِ تَأْليف النسَّابةِ المَذْكور ما نَصُّهُ : وأَمَّا سَعْدُ بنُ حِمْيَرَ فمنه النَّسَبُ نَسَبُ السِّلَفِ البَطْنِ المَشْهُورِ وإليه يَرْجِعُ كُلُّ سِلَفِيٍّ هكذا ضَبَطَه بكَسْرٍ ففَتْحٍ .
قلتُ : ويُؤَيِّد ذلك أَيضاً ما قرأْتُه بخَطِّ يوسفَ بنِ شَاهِين سِبْطِ الحافظِ علَى هامشِ كتابِ التَّبْصِيرِ لجَدِّه ما نَصُّه : ورأَيتُ في تَعْلِيقٍ كبيرٍ بخَطِّ السِّلَفِيِّ ما نَصُّهُ : بنو سِلَفَةَ سَلَفِي أي عَمِّي وجَدُّ أَبي محمدِ بنِ إبراهيم وعَمُّ أَبي الفَضلِ وهم بَنُو سِلَفَةَ بنِ دَاودَ بنِ مُصَرِّفٍ فتَأَمَّلْ ذلك .
وأَمَّا ما في فِهْرِسْتِ أبي محمدٍ عبدِ اللهِ بنِ حَوْطِ اللهِ أَنَّه مَنْسُوبٌ إلى قَرْيَةٍ مِن قُرَى أصْبَهَان اسْمُهَا سِلَفَة فغَلَطٌ والصَّوابُ ما ذكَرْنا .
وكذا قَوْلُ الزَّرْكَشِيِّ : فلُقِّبَ بالفَارِسِيَّةِ شِلَفه بكَسْرِ الشِّينِ المُعْجَمَةِ وفَتْحِ الْلامِ ثم عُرِّبَ فإنَّه خَطَأٌ والصَّوابُ لُقِّبَ بالفَارِسيَّةِ سَهْ لَبَهْ هكذا قَالُوه وعنْدِي في تَعْرِيبِ الباءِ المُوَحَّدَةِ فَاءً تَوَقُّفٌ فإنَّهُمْ لا يحْتَاجُون إلى التَّعْرِيبِ إلاَّ إذا كان الحَرْفُ ثَقِيلاً علَى لِسَانِهِم غيرَ وارِدٍ علَى مَخَارِجِ حُرُوفِهم ولَبْ بمعنى الشَّفْةِ بِالفَارِسِيَّةِ بالباءِ المُوَحَّدةِ اتِّفَاقاً فهي لا تُعَرَّبُ بل تَبْقَى علَى حَالِها ومِثْلُ ذلك بَاذِق فإنَّه لمَّا كانت الباءُ عَربِيَّةً أبْقَوْها علَى حَالِهَا .
ثم إن في كلامِ المُصَنِّفِ نَظَراً مِن وُجُوهٍ : أولا : فإنَّ سِيَاقَهُ يقْتَضِي أن يكونَ جَدُّ جَدِّهِ سِلْفَةَ بالكَسْرِ وليس كذلك بل هو كعِنَبَةٍ كما هو ظاهرٌ .
وثانيا : قَوْلُه : جَدُّ جَدِّهِ يدُلَّ على أَنَّه اسْمٌ له وليس كذلك بل هو لَقَبٌ له واسْمُه إبراهيم كما يدُلُّ له كلامُه فيما بَعْدُ . وثالثا : فإِنَّ إقْتِصَارَهُ علَى جَدِّ جَدِّ أبي طاهرٍ مِمَّا يُوهِمُ أنه فَرْدٌ وهو أيضاً مُقْتَنَضى كلامِ الذَّهَبِيِّ وغيرِه قال الحافِظُ : وقد نَسَبَ بعضُ المُحَدِّثين أبا جَعْفَرٍ الصَّيْدَلاَنِيَّ كذلك ؛ لأَنَّ اسْمَ جَدِّه سِلَفَةٌ فتَأَمَّلْ .
والسُّلْفُ بِالضَّمِّ هكذا في سائِرِ النُّسَخِ وهو خَطَأٌ . والصَّوابُ - علَى ما في الصِّحاحِ . والعُبَابِ واللِّسَانِ وبعضِ نُسَخِ هذا الكتابِ أَيضاً - : المُسْلِفُ : الْمَرْأَةُ بَلَغَتْ خَمْساً وأَرْبَعِينَ سَنَةً ونحوَها وهو وَصْفٌ خُصَّ به الإناثُ قَالَهُ الجَوْهَرِيُّ وقال غيرُه : المُسْلِفُ مِن النِّسَاءِ : النَّصَفُ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للشاعرِ : .
فيها ثَلاَثٌ كَالدُّمَى ... وكاعبٌ ومُسْلِفُ قال الصَّاغَانِيُّ : الشِّعْرُ لُعَمَر بنِ أَبي رَبيعَةَ والرِّوايَةُ ( : إِلى ثَلاَثٍ كالدُّمَى وأَوَّلُه ) :