قال ابنُ عَبَّادٍ : يُقَال : مَا سَكِفْتُ الْبَابَ كَسَمِعْتُ : أَي مَا تَعَتَّبْتُهُ وهو مِثْل قَوْلِهم : مَا وَطِئْتُ أُسْكُفَّهَ بَابِهِ كما تَسَكَّفْتُهُ أي مَا وَطِئْتُ له أُسْكُفَّةً قَالَهُ أبو سعيدٍ وكذا لا أَتَسَكَّفُ له بَاباً : أي لا أَدْخُلُ له بَيْتاً نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ والصَّاغَانِيُّ .
وأسْكَفَ الرَّجُلُ : صَارَ إسْكَافاً عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ كما في التَّهْذِيبِ .
ومّما يُسْتَدْرَكُ عليه : الأُسْكُوفَةُ بالضَّمِّ : عَتَبَةُ الْبَابِ التي يُوطَأُ عليها .
والأُسْكُفَّةُ بالضَّمِّ خِرْقَةُ الإِسْكَافِ نَادِرَةٌ عن الفَرّاءِ .
س ل ف .
سَلَفَ الأَرْضَ يَسْلُفُهَا سَلْفاً : حَوَّلَهَا لِلزَّرْعِ أَو سَوَّاهَا بِالْمِسْلَفَةِ وهي اسْمٌ لِشَيءٍ تُسَوَّى به الأَرْضُ يُقَال للْحَجَرِ الذِي تُسَوَّى به الأْرْضُ : مِسْلَفَةٌ قال أبو عُبَيْد : وأَحْسَبُه حَجَراً مُدْمَجاً يُدَحْرَجٌ به علَى الأْرْضِ لتَسْتَوِىَ .
ورُوىَ عن محمد بنِ الحَنَفِيَّةِ قال : ( أرْضَ الجَنَّةِ مَسْلُوفَةٌ وحَصْبَاؤُهَا الصُّوَارُ وهَوَاؤُهَا السَّجْسَجُ هكذا ذكره الأَزْهَرِيُّ قال الصَّاغَانِيُّ : ولم أَجِدْه في أحاديثِه وذكَره أبو عُبَيْدٍ لُعَبْيدِ بنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ ومِثْلُه في الصِّحاحِ وذكَره الخَطَّابِيُّ والزَّمَخْشَرِيُّ لابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما ومِثْلُه في النِّهَايَةِ وذكَر الخَطَّابِيُّ أنه أَخَذَهُ من كتابِ ابنِ عُمَرَ يعني اليَوَاقِيتَ قال الأصْمَعِيُّ : هي المُسْتَوِيَةُ أو المُسَوَّاةُ وقال : وهذه لُغَةُ اليَمَنِ والطَّائِفِ وقال ابنُ الأَثِيرِ : أي مَلْسَاءٌ لَيِّنَةٌ نَاعِمَةٌ .
كأَسْلَفَهَا إسْلاَفاً .
سَلَفَ الشَّيءُ سَلَفاً مُحَرَّكَةً وضَبَطَهُ شيخُنَا بالفَتْحِ وهو الذي يُعْطِيهِ إطْلاَقُ المُصَنِّفِ : مَضَى .
سَلَفَ فُلاَنٌ سَلَفاً وسُلُوفاً كَعُقُودٍ : تَقَدَّمَ وقول الشاعر : .
ومَا كُلُّ مُبْتَاعٍِ ولَوْ سَلْفَ صَفْقَةٍ ... بِرَاجِعِ ما قد فَاتَهُ بِرَدَادِ إنَّمَا أَرادَ : سَلَفَ فَأَسْكَنَ للضَّرُورةِ .
قال شيخُنَا : وفيه أمْرَانِ : الأَوّلُ : أَنَّ السَّلَفَ مُحَرَّكةً : مَصْدَرُ الأَوَّلِ والسَّلَفَ بالفَتْحِ والسُّلُوفُ بالضَّمِّ : مَصْدَرُ الثّاني وظاهِرُهُ أَنهما مُتَغَايِرَانِ والظَّاهرُ أَنَّهُمَا مُتَرَادِفَانِ أَو مُتَقَارِبانِ وإِن كان الذَّوْقُ رُبَّمَا أَذِنَ أَن يُفَرَّقَ بَيْنَهما بفَرْقٍ لَطِيفٍ وقد يُقَال : التَّغايُرُ بَيْنَهما باعتِبَار إِسْنَادِهِ إلى الإِنْسَانِ دُونَ غَيْرِهِ . كَمَا يُرْشِدُ إِليه قَوْلُه : وفُلانٌ .
الثاني : أَنَّ كُلُّاَمه نَصَّ في أَنَّ مُضَارِعَ سَلَفَ بالضَّمِّ كيَكْتُب علَى ما هو اصْطِلاحُه لأَنَّه ذكَره بغيرِ مُضَارِعٍ وفي غَرِيبَيِ الهَرَوِيِّ كالصِّحاحِ يقْتضِي أَنَّ مُضَارِعَه بالكَسْرِ كَما هو الجَارِي علَى الأَلْسِنَةِ وصَرَّح به في المِصْباحِ وكُلُّامُ ابنِ القَطَّاع صَرِيحٌ في الوَجْهَيْن وهو الظَّاهِرُ - واقْتَصَرَ كابْنِ القُوطِيَّةِ علَى تَفْسِيرِهِ بتَقَدَّمَ فَتَأَمَّلْ .
سَلَفَ الْمَزَادَةَ سَلَفاً : دَهَنَهَا . والسَّلَفُ مُحَرَّكَةً له مَعَانٍ منها : السَّلَمُ وهو أَنْ يُعْطِىَ مَالاً في سِلْعَةِ إِلَى أَجَلٍ مَعْلُومٍ بِزيارةٍ في السِّعْرِ المَوْجُودِ عِنْدَ السَّلَفِ وذلك مَنْفَعَةٌ للمُسْلِفِ وهو اسمٌ مِن الإسْلاَفِ وقال الأَزْهَرِيُّ : وكُلُّ مَالٍ قَدَّمْتَه في ثَمَن سِلْعَةٍ مَضْمُونةٍ اشْتَرَيْتَهَا لِصِفَةٍ فهو سَلَمٌ وسَلَفٌ .
منها ؛ السَّلَفُ : الْقَرْضُ الذي لاَ مَنْفَعَةَ فيهِ لِلْمُقْرِضِ غيرَ الأَجْرِ والشُّكْرِ وعلَى الْمُقْتَرِضِ رَدُّهُ كَمَا أَخَذَهُ هكذا تُسَمِّيه العَرَبُ وهو أيضاً علَى هذا التَّقْدِيرِ : اسْمٌ مِن الإِسْلافِ كما قَالَه أبو عُبَيْدٍ الهَرَوِيُّ وهذان في المُعَامَلاتِ .
قال : للسَّلَفِ مَعْيَنان آخَرانِ أحدُهما كُلُّ عَمَلٍ صَالِحٍ قَدَّمْتَهُ أَو فَرَطٍ فَرَطَ لَكَ فهو لَكَ سَلَفٌ وقد سَلَفَ لهُ عَمَلٌ صَالِحٌ