" وشُعْبَتَا مَيْسٍ بَرَاهَا إِسْكَافْ قال : جَعَلَ النَّجَّارَ إسْكَافاً على التَّوَهُّمِ أراد : بَرَاهَا النَّجَّارُ .
قال الجَوْهَرِيُّ : قَوْلُ مَن قال كُلُّ صَانِعٍ عندَ العَربِ إِسْكَافٌ فغَيْرُ مَعْرُوفٌ وقال أَبو عمروٍ : وكُلُّ صَانِعٍ بيَدِهِ بِحَدِيدَةٍ إسْكَافٌ قال ابنُ عَبَّادٍ : الإِسْكَافُ في قَوْلِ ابنِ مُقْبِلٍ : ( يَمُجُّهَا أَصْهَبُ الإِسْكَافِ ) .
يعني حُمْرَة الخَمْرِ أَو هذه مِن تَصْحِيفِ ابنِ عَبَّادٍ في اللَّفْظِ وتَحْرِيفٍ في المَعْنَى وصَوَابُهُ بالبَاءِ المُوَحَّدَةُ وسياقُ البيتِ : .
يَمُجُّها أكُلُّفُ الإسْكَابِ وَافَقَهُ ... أيْدِي الهَبَانِيقِ بِالمَثْنَاةِ مَعْكُومُ أكُلُّفُ : أسْوَدُ والإِسْكَابُ والإِسْكَابَةُ : عُودٌ يُدَوَّرُ فيُجْعَلُ في مَكانٍ يُتَخَوَّفُ فيه الخَرْقُ مِن الزِّقِّ ثم يُشَدُّ حتى لا يَخرُجَ منه شَيءٌ حَقَّقَهُ الصَّاغَانِيُّ في العُبَابِ .
إِسْكَافُ بَنِي الجُنَيْدِ : مَوْضِعَانِ : أَعْلَى وأَسْفَلُ بِنَوَاحِي النَّهْرَوَانِ مِن عَمَلِ بَغْدَادَ كان بَنُو الجُنَيْدِ رُؤَسَاءَ هذه النَّاحِيَةِ وكان فيهم كَرَمٌ ونَبَاهَةٌ فعُرِفَ المَوْضِعُ بهم وقد نُسِبَ إِلَيْهِاَ عُلَمَاءُ وطَائِفَةٌ كثيرةٌ مِن الكُتَّابِ والمُحَدِّثِين لم يَتَمَيَّزُوا لنا قال ياقُوتُ : وهاتان النَّاحِيَتَانِ الآنَ خَرَابٌ بِخَرَابِ النَّهْرَوانِ مُنْذُ أَيَّامِ الملُوكِ السَّلْجُوقِيَّةِ انْسَدَّ نَهْرُ النَّهْرَوانِ واشْتَغَل المُلُوكُ عن إِصْلاحِه وحَفْرِه باختِلافِهم وتَطَرَّقَها عَسَاكِرُهم فخَرِبَتُ الكُورَةُ بأَجْمَعِها . ومِمَّن يُنْسَب إِليها : أَبو بكرٍ محمدُ بنُ محمدٍ الإِسْكَافِيُّ مِن شُيُوخِ الدَّارَقُطْنِيِّ ثِقَةٌ .
وأَبو الفضلِ رِزْقُ بنُ مُوَسى الإسْكَافِيُّ مِن شُيُوخِ البَاغَنْدِيِّ والقاضي المَحَامِلِيِّ ثِقَةٌ .
وأَبو جَعْفَر محمد ُبنُ عبدِ اللهِ الإسْكَافِيُّ أَحَدُ المُتَكُلُّمِين مِن المُعْتَزِلَةِ ماتَ سنةَ 204 .
وأبو جَعْفَرٍ محمدُ بنُ يحيى بنِ هارونَ الإسْكَافِيُّ مِن شُيُوخِ الدَّارَ قُطْنِيِّ سَمِعَ منه بإِسْكَافَ . ومحمدُ بنُ عبدِ المُؤْمِنِ الإسْكَافِيُّ رَوَى عنه الخَطِيبُ البَغْدَادِيُّ .
وغيرُ هؤلاءِ مَذْكُورون في تاريخ بغداد .
والإسْكَافُ : الْحَاذِقُ بِالأَمْرِ نَقَلَهُ شَمِرٌ عن الفَقْعَسِيِّ سَماعاً وأنْشَدَ : .
" حَتَّى طَوَيْنَاهَا كَطَيِّ الإِسْكَافْ وحِرَفْتُهُ : السِكَافَةُ كَكِتَابَةٍ وقال اللَّيْثُ : الإِسْكَافُ مَصْدَرُه السِّكَافَةُ ولا فِعْلَ له .
الإِسْكَافُ : لَقَبُ عَبْدِ الْجَبَّارِ بن عَلِيٍّ الإِسْفَرَايِنِيِّ أَحَدِ المُتَكُلُّمِين .
والأُسْكُفَّةُ كَطُرْطُبَّةٍ : خَشَبَةُ الْبَابِ التي يُوطَأُ عَلَيْهَا وهي العَتَبَةُ ومنه الحديثُ : أَنَّ امْرَأَةً جاءَتْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنه فقالتْ : إِنَّ زَوْجِي خَرَجَ مِن أُسْكُفَّةِ الْبَابِ فلم أُحِسَّ له ذِكْراً .
قال ابنُ بَرِّيّ : وجَعَلَهُ أحمدُ بنُ يحيى : مِن اسْتَكَفَّ الشَّيْءُ أي : انْقَبَضَ قال ابنُ جِنِّي : وهذا أَمْرٌ لا يُنَادَي عليه وَلِيدُهُ .
قال النَّضْرُ : السَّاكِفُ : أَعْلاَهُ الذي يَدُورُ فيه الصَّائِرُ والصَّائِرُ : أَسْفَلُ طَرَفِ البابِ الذي يَدُورُ أَعْلاهُ كما تقدَّم .
مِن المَجَازِ : وَقَفَتِ الدَّمْعةَ علَى أُسْكُفَّةِ العَيْنِ قال ابنُ الأَعْرَابِيِّ : أُسْكُفُّ الْعَيْنَيْن : مَنَابِتُ أَهْدَابِهِمَا . وبه فُسِّرَ قَوْلُ الشاعِرِ : .
" حَوْرَاء في أُسْكُفِّ عَيْنَيْهَا وَطَفْ .
" وفي الثَّنَايَا الْبِيضِ مِنْ فِيهَا رَهَفْ أَو جَفْنُهُمَا الأَسْفَلُ كما قَالَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ وبه فُسِّرَ قَوْلُ الشاعرِ : .
" تُجِيلُ عَيْناً حَالِكاً أُسْكُفُّهَا .
" لا يُعْزِبُ الكُحْلَ السَّحِيقَ ذَرْفُهَا