فإِنَّمَا يُرِيدُ مِن شَجَرِ مُخْتَلِفٍ وليس يعني الشَّجَرَةَ التي يُقَال لها : الخِلافُ ؛ لأَنَّ ذلك لا يكاد أَن يكونَ في الْبَادِيَةِ . وَرَجُلٌ خِلِّيفَةٌ كَبِطِّيخَةٍ : مُخَالِفٌ ذُو خِلْفَةٍ قَالَهُ ابنُ عَبَّادٍ . رجل خِلَفْنَةٌ كَرِبَحْلَةٍ كما في المُحِيطِ وخِلْفَناةٌ كما في اللِّسَانِ عن اللِّحْيَانِيِّ ونُونُهُمَا زَائِدَةٌ وهُمَا لِلْمُذَكَّرِ والْمُؤَنَّثِ والْجَمْعِ يُقَال : هذا رجلٌ خِلَفْنَاةٌ وخِلَفْنَةٌ وامرأَةٌ خِلَفْنَاةٌ وخِلَفْنَةٌ والقومُ خِلَفْنَاةٌ وخِلَفْنَةٌ قألَهُ اللِّحْيَانِيُّ ونُقِلَ عن بعضِهم في الجمع : خِلَفْنَاتٌ في الذُّكُورِ والإِنَاثِ : أَيْ مُخَالِفٌ كَثِيرُ الْخِلاَفِ وفي خُلُقِهِ خِلَفْنَةٌ كدِرَفْسَةٍ وهذه عن الجَوْهَرِيِّ وخِلْفْنَاةٌ أَيضاً كما في المُحْكَمِ ونُونُهُما زائدةٌ أَيضاً كذا خَالِفٌ وخَالِفَةٌ وخِلْفَةٌ وخُلْفَةٌ بِالْكَسْرِ والضَّمِّ : أَي خِلاَفٌ وقد تقدَّم عن ابن بُزُرْجَ أَنَّ الخُلْفَةَ في العَبْدِ بِالضَّمِّ هو الحُمْقُ والعَتَهُ وعن غيرِهِ : الفَسَادُ وبَيْن خِلْفَةٍ وخِلْقَةٍ جِنَاسُ تَصْحِيفٍ . المَخْلَفَةُ كَمَرْحَلَةٍ : الطَّرِيقُ في سَهْلٍ كانَ أَو جَبَلٍ ومنه قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ : .
تُؤَمِّلُ أَنْ تُلاَقِيَ أُمَّ وَهْبٍ ... بِمَخْلَفَةٍ إِذَا اجْتَمَعَتْ ثَقِيفُ مُخْلَفَةُ بني فُلانٍ : المَنْزِلُ . ومَخْلَفةُ مِنًى : حَيْثُ يَنْزِلُ النَّاسُ ومنه قَوْلُ الهُذَلِيِّ : .
وإِنَّا نَحْنُ أَقْدَمُ مِنْكَ عِزًّا ... إِذَا بُنِيَتْ بِمَخْلَفَةَ الْبُيُوتُ قلتُ : وهو قَوْلُ عَمْرِو بنِ همَيْلٍ الهُذَلِيِّ ولم يُذْكَرْ شِعْرُه في الدِّيوانِ . المَخْلَفُ كَمَقْعَدٍ : طُرُقُ النَّاسِ بِمِنًى حَيْثُ يَمُرُّونَ وهي ثلاثُ طُرُقٍ ويقال : اطْلُبْهُ بالمَخْلَفَةِ الوُسْطَى مِن مِنًى . ورَجُلٌ خُلْفُفٌ كَقُنْفُذٍ وضُبِطَ في اللِّسَانِ مِثْل جُنْدُبٍ . أَحْمَقُ وهي خُلْفُفٌ وخُلْفُفَةٌ بهاءٍ وبِغَيرِ هاءٍ : أَي حَمْقَاءُ . وأُمُّ الخُلْفُفِ كَقُنْفُذٍ وَجُنْدَبٍ وعلَى الضَّبْطِ الأَوَّلِ اقْتَصَرَ الصَّاغَانِيُّ : الدَّاهِيَةُ أَو الْعُظْمَى منها . وأَخْلَفَهُ الْوَعْدَ : قَالَ ولَمْ يَفْعَلْهُ قال اللهُ تعالَى : " إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ " ونَصُّ الصِّحاح : أَن يقولَ شَيْئاً ولا يَفْعَلُه علَى الاسْتِقْبَالِ . قال : أَخْلَفَ فُلاناً أَيْضاً : إِذا وَجَدَ مَوْعِدَهُ خُلْفاً وأَنْشَدَ لِلأَعْشَى : .
أَثْوَى وقَصَّرَ لَيْلَةً لِيُزَوَّدَا ... فَمَضَتْ وأَخْلَفَ مِنْ قُتَيْلَةَ مَوْعِدَا ويُرْوَى : " فَمَضَى " . قال : كان أَهلُ الجَاهِلِيَّةِ يقولون : أَخْلَفَتِ النَّجُومُ أَي : أَمْحَلَتْ فَلَمْ يَكُنْ فِيهَا مَطَرٌ وهو مَجَازٌ وأَخْلَفَتْ عن أَنْوَائِهَا كذلك أَي : لأَنَّهُمْ كانُوا يَعْتَقِدُونَ ويَقُولُونَ : مُطِرْنَا بنَوْءِ كذا وكذا . ونَقَلَ شيخُنَا عن الفَارَابِيِّ في ديوانِ الأَدَبِ أَنَّ أَخْلَفَهُ من الأَضْدادِ يَرِدُ بمعنَى : وَافَقَ مَوْعِدَهُ قال : وهو غَرِيبٌ . أَخْلَفَ فُلاَنٌ لِنَفْسِهِ أَو لغيرِه : إِذَا كَان قد ذَهَبَ لَهُ شَيْءٌ فَجَعَلَ مَكَانَهُ آخَرَ ومنه الحديثُ : " أَبْلِي وأَخْلِفِي ثم أَبْلِي وأَخْلِفِي " قَالَهُ لأُمِّ خالِدٍ حين أَلْبَسَهَا الخَمِيصَةَ وتقول العَرَبُ لمَن لَبِسَ ثوباً جديداً : " أَبْلِ وأَخْلِفْ واحْمَدِ الكَاسِي " . وقال ابنُ مُقْبِلٍ : .
أَلم تَرَ أَنَّ المالَ يخْلُفُ نَسْلُه ... ويأْتِي عليه حَقُّ دَهْرٍ وبَاطِلُهْ .
" فَأَخْلِفْ وأَتْلِفْ إِنَّمَا الْمَالُ عَارَةٌوكُلْهُ مَعَ الدَّهْرِ الذي هُوَ آكِلُهْ