فتوارى الجِنِّيُّ عنه هَوِيّاً من الليل وأَصابَتْ مُرَيراً حُمّىً فغلبَتْهُ عينه فأَتاهُ الجِنِّيُّ فاحتملَهُ وقال له : ما أَنامَكَ وقد كنتَ حَذِراً ؟ فقال : الحُمَّى أَضْرَعَتْني لِلنَّوْمِ . فذَهَبَتْ مَثلاً . قال ابنُ عَبّادٍ : التَّضريعُ : التَّقَرُّبُ في رَوَغانٍ كالتَّضَرُّعِ وقد ضَرَّعَ وتَضَرَع . قال : وضَرَّعَ الرُّبَّ تَضريعاً : طبَخَه أَي العصيرَ فلم يُتِمَّ طبخَهُ . في الصِّحاح : ضَرَّعَتِ القِدْرُ : حانَ أَنْ تُدرِكَ . يقال : تضَرَّعَ إلى الله تعالى أَي ابتهَلَ وتَذَلَّلَ وقيل : أَظهرَ الضَّراعَةَ وهي شِدَّةُ الفَقْرِ والحاجة إلى الله عزَّ وجَلَّ ومه قوله تعالى : " تَدْعونَهُ تَضَرُّعاً وخُفْيَةً " أَي مُظهِرينَ الضَّراعَةَ وحقيقته الخُشوعُ وانتصابُهما على الحالِ وإن كانا مَصدرَينِ وقولُه تعالى : " فَلَولا إذْ جاءَهُمْ بأْسُنا تضَرَّعوا " أَي تَذَلَّلوا وخَضَعوا . وقيل : التَّضَرُّع : المُبالَغة في السُّؤالِ والرَّغبةِ ومنه حديثُ الاستسقاءِ : خَرَجَ مُتَبَذِّلاً مُتَضَرِّعاً أَو تضَرَّعَ وتعرَّضَ وتأَرَّضَ وتأَتَّى وتصَدَّى بمعنى إذا جاءَ بطلَب الحاجَةَ إليكَ نقله الجَوْهَرِيّ عن الفَرّاءِ . من المَجازِ : تَضَرَّعَ الظِّلُّ إذا قَلَصَ والصَّادُ لغةٌ فيه . وضارَعَهُ مُضارَعَةً : شابهَهُ كأَنَّه مثلُه أَو شِبهُه وتقول : بينَهُما مُراضَعَةُ الكاسِ ومَضارَعَةُ الأَجناس وهو من الضَّرْعِ كما في الأَساس . قال الرَّاغِبُ : والمُضارَعَةُ : أَصلُها التَّشارُكُ في الضَّرَاعَةِ ثمَّ جرَّدَه للمُشارَكَةْ . وتضَارعُ بضَمِّ المُثَنَّاةِ فوقُ والرَّاءِ أَي بضَمِّهما . قيل : بضَمِّها أَي المُثَنّاة وكَسر الرَّاءِ فهي ثلاثةُ أَقوالٍ الأَخيرُ عن المُوعَبِ على صيغة لمَفعول تأْليف الإمام اللُّغَوِيِّ أَبلي غالبٍ المُرْسِيِّ الشَّهيرِ بابنِ التَّيانِيِّ شارِحِ الفصيحِ وغيرِه وعلى الأُولَى اقتصَرَ الجَوْهَرِيّ قال ابنُ برّيّ : صوابُه تُضارِعُ بكسْر الرَّاءِ قال : وكذا هو في بيت أَبي ذُؤَيْب فأَمّا بضَمِّ التّاءِ والرّاءِ فهو غَلَطٌ لأَنَّه ليسَ في الكلامِ تَفاعُلُ ولا فُعالُلُ قال ابن جنّيّ : يَنبغي أَن يكون تُضارِعُ فُعالِلاً بمَنزلَة عُذافِر ولا نحكُم على التّاء بالزِّيادَةِ إلاّ بدَليلٍ . قلتُ : قولُ ابن برّيّ : صَوابُه إلى آخِرِه يَحتَمِلُ أَنْ يَكونَ بضَمِّ التّاءِ كما يُفهَمُ ذلكَ من إطلاقِه أَو بفتحِها مع كَسْرِ الرَّاءِ وهو رواية الباهِليِّ في شرحِ قولِ أَبي ذُؤَيبٍ وما ذكَرَه المُصنِّفُ عن المُوعَبِ فقد وُجِدَ هكذا في بعضِ نُسَخِ الدِّيوانِ وهي روايَةُ الأَخفَشِ ووُجِدَ في هامِشِ الصِّحاحِ : ولمْ أَجِدْ ضَمَّ الرَّاءِ في تُضارِع لغيرِ الجوهَرِيّ . قلتُ : أَي مع ضَمِّ التّاءِ وأَمّا مع فَتحِها فلا كما عرفتَ واخْتُلِفَ في تعيين تُضارِع فقال السُّكَّريُّ : هو مَوضِعٌ وفي الصِّحاحِ : جَبَلٌ بنَجْدٍ وفي التَّهذيبِ : بالعقيقِ قال أَبو ذُؤَيبٍ : .
كأَنَّ ثِقالَ المُزْنِ بينَ تُضارِعٍ ... وشابَةَ بَرْكٌ من جُذامَ لَبيجُ ومنه الحديث : إذا سالَ تُضارِعُ فهوَ عامُ خِصْبٍ والرِّوايَةُ فهو عامُ رَبيعٍ وفي بعضِ الرِّوايات : إذا أَخْضَبَتْ تُضارِعُ أَخْصَبَتِ البلادُ . والمُستَضرِعُ : الضَّارِعُ وهو الخاضِعُ قال أَبو زُبيدٍ الطَّائيّ : .
مُسْتَضْرِعٌ ما دَنا مِنهُنَّ مُكْتَنِتٌ ... بالعَرْقِ مُجْتَلِماً ما فوقَه قَنِعُ اكْتَنَتَ : إذا رضي وقوله : مُجْتَلِماً يريد لَحْمَةً من هذا الأسدِ المذكورِ قبله ويُروى : مُلْتَحِماً . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : قومٌ ضَرَعَةٌ محرّكةً وضُرْعٌ بالضَّمّ في جَمْعِ ضارِعٍ . وأَضْرَعَه إليه : أَلْجَأه . والتَّضَرُّع : التلَوِّي والاستِغاثة . وضَرَعَ البَهُم : تناولَ ضَرْعَ أمِّه قيل : ومنه ضَرَعَ الرجلُ إذا ضَعُفَ كما في المفردات . والضَّرَعُ محرّكة : الغُمْرُ من الرِّجال وهو مَجاز وأَضْرَعَه الحُبُّ : أَهْزَلَه قال أبو صخرٍ الهُذَليّ : .
وَلَمَا بَقيتُ لَيَبْقَيَنَّ جَوىً ... بينَ الجَوانِحِ مُضْرِعٌ جِسمي