وفي حديثِ قيس بنِ عاصِمٍ : إنِّي لأُفْقِرَ البَكْرَ الضَّرْعَ والنّابَ المُدْبِرَ أَي أُعيرُهما للرُّكوبِ يعني الجَمَلَ الضَّعيفَ والنّاقةَ الهَرِمَة . الضَّرِعُ ككَتِفٍ : الضَّعيفُ الجِسمِ النَّحيف وقد ضَرِعَ كفَرِحَ . وضَرَعَ به فرَسُهُ كمَنَعَ : أَذَلَّه . هكذا في العُبابِ وبه فُسِّرَ حديثُ سَلمانَ Bه : أَنَّه إذا كانَ أَصابَ شاةً ممن الغَنَمِ ذبحَها ثمَّ عمدَ إلى شَعرِها فجعلَه رسَناً وينظُرُ إلى رَجُلٍ لهُ فَرَسٌ قد ضَرَعَ به فيُعطيه . وفي اللِّسان يُقال : لِفلانٍ فَرَسٌ قد ضَرَعَ بهِ أَي غلبَه . ضَرَعَ السَّبُعُ من الشيءِ ضُروعاً بالضَّمِّ : دَنا نقله ابنُ القَطَّاعِ في الأَفعالِ ونّصُّه : ضَرَعَ السَّبُعَ مِنكَ . منَ المَجاز : ضَرَعَتِ الشَّمسُ : غابَتْ أَو دَنَتْ للمَغيبِ كضَرَّعَت تَضريعاً وعلى هذه اقتصَرَ الجَوْهَرِيُّ . وتَضْرُعُ كتَنْصُرُ : ع نقله الجَوْهَرِيُّ وأَنشدَ لعامِر بنِ الطُّفَيْلِ وقد عُقِرَ فرَسُهُ : .
ونِعْمَ أَخو الصُّعلوكِ أَمسِ ترِكْتُهُ ... بتَضْرُعَ يَمْري باليَدينِ ويَعسِفُ وتبعه الصَّاغانِيّ في العباب وفيه يَكبو باليَدَين وقال ابنُ بَرّيّ : أَخو الصُّعلوكِ يعني به فرسَه ويَمري بيديه : يُحَرِّكُهما كالعابث ويَعسِفُ : تَرجُفُ حُنجُرَتُه من النَّفَسِ قال : وهذا البيتُ أَوردَه الجَوْهَرِيّ بتَضَرُعَ بغير واوٍ ورواه ابْن دُرَيْدٍ : بتَضْروعَ مثل تَذنوب . والضَّرْعُ بالكَسر : المِثلُ والصَّادُ لغةٌ فيه . الضَّرْعُ أَيضاً : قوَّةُ الحَبْلِ والصَّادُ لغةٌ فيه ج : ضُروعٌ وصُروعٌ وبه فُسِّرَ قولُ لَبيدٍ : .
وخَصْمٍ كبادي الجِنِّ أَسْقَطْتُ شأْوَهُمْ ... بمُسْتَحْوِذٍ ذي مِرَّةٍ وضُروعِ وفسَّرَه ابنُ الأَعرابيِّ فقال : معناه : واسِعٌ له مَخارِجُ كمَخارِجِ اللَّبَنِ ورواهُ أَبو عُبيدٍ بالصَّادِ المُهملَةِ وقد تقدَّم . وأَضْرَعَ له مالاً : بذلَه له قال الأَسودُ بنُ يَعفُرَ : .
وإذا أَخِلاّئي تَنَكَّبَ وُدُّهُم ... فأَبو الكُادَةِ مالُه لي مُضْرَعُ أَي مَبذولٌ . أَضْرَع فُلاناً : أَذَلَّه وفي حديث عليٍّ Bه : أَضرعَ الله ُ خُدودَكُم . أَي أَذَلَّها وقيلَ : كانَ مَزْهُوَّاً فأَضرَعَه الفَقْرُ . أَضْرَعَت الشّاةُ : نزَلَ لبَنُها قُبيلَ النَّتاجِ . وأَضرَعَتِ النّاقَةُ وهِيَ مُضْرِعٌ : نزَلَ لبنُها من ضَرْعِها . قُرْبَ النِّتاجِ . زادَ الرَّاغِبُ : وذلكَ مثل أَتْمَرَ وأَلْبَنَ إذا كثُرَ لبنُه وتَمرُه . وفي الأَساسِ : أَضرَعَت النّاقةُ والبقَرَةُ : أَشرقَ ضَرْعُها قبلَ النِّتاجِ . في المَثَلِ : الحُمَّى أَضْرَعَتْني لكَ كما في الصِّحاح والأَساسِ ويُروَى : لِلنَّومِ كما في العباب يُضْرَبُ في الذُّلِّ عندَ الحاجَةِ . قال المُفَضَّلُ : أَوَّلُ مَنْ قال ذلكَ رَجُلٌ من كلبٍ يُقال لهُ : مُرَيْرٌ كان لِصّاً مُغيراً وكان يُقال له : الذِّئبُ اخْتَطَفَتِ الجِنُّ أَخَوَيهِ : مُرارَةَ ومُرَّةَ فأَقسمَ لا يَشرَبُ الخَمْرَ ولا يَمَسُّ رأْسَه غِسْلٌ حتّى يَطلُبَ بأَخَوَيْهِ فتنكَّبَ قوسَه وأَخذَ أسهُماً ثُمَّ انطلَقَ إلى ذلكَ الجبل الذي هلكَ فيه أَخَواهُ فمكثَ فيه سبعةَ أَيّامٍ لا يَرى شيئاً حتّى إذا كان في اليومِ الثّامِنِ إذا هو بظَليمٍ فرماه فأَصابَه حتّى وقعَ في أَسفلِ الجَبَلِ فلمّا وَجَبَتِ الشَّمسُ بصُرَ بشَخْصٍ قائمٍ على صَخرَةٍ يُنادي : .
يا أيُّها الرَّامي الظَّليمَ الأَسودْ ... تَبَّتْ مَرامِيكَ التي لمْ تُرْشَدْ فأَجابه مُرَيْرٌ : .
يا أَيُّها الهاتِفُ فوقَ الصَّخْرَهْ ... كمْ عَبْرَةٍ هَيَّجْتَها وعَبْرَهْ .
بقتلِكُمْ مُرارَةً ومُرَّهْ ... فَرَّقْتَ جَمْعاً وتَرَكْتَ حَسْرَهْ