وقد جاء في الحديث بضعا وثلاثين ملكا . وفي الحديث : صلاة الجماعة تفضل صلاة الواحد ببضع وعشرين درجة . وقال مبرمان وهو لقب محمد بن علي بن إسماعيل اللغوي أحد الآخذين عن الجرمي والمازني وقد تقدم ذكره في المقدمة : البضع : ما بين العقدين من واحد إلى عشرة ومن أحد عشر إلى عشرين . وفي إصلاح المنطق : يذكر البضع مع المذكر بهاء ومعها بغير هاء أي يذكر مع المؤنث ويؤنث مع المذكر . يقال : بضعة وعشرون رجلا وبضع وعشرون امرأة ولا يعكس . قال ابن سيده : لم نسمع ذلك ولا يمتنع . قلت : ورأيت في بعض التفاسير : قوله تعالى : " فلبث في السجن بضع سنين " أي خمسة . وروي عن أبي عبيدة : البضع : ما بين الواحد إلى الخمسة . وقال مجاهد : ما بين الثلاثة إلى السبعة . وقال مقاتل : خمسة أو سبعة . وقال الضحاك : عشرة ويروى عن الفراء ما بين الثلاثة إلى ما دون العشرة . وقال شمر : البضع : لا يكون أقل من ثلاث ولا أكثر من عشرة . أو البضع من العدد : غير معدود كذا في النسخ . والصواب غير محدود أي في الأصل . قال الصاغاني : وإنما صار مبهما لأنه بمعنى القطعة والقطعة غير محدودة .
والبضعة بالفتح وقد تكسر : القطعة اسم من بضع اللحم يبضعه بضعا أي قطعة من اللحم المجتمعة . قال شيخنا : زعم الشهاب أن الكسر أشهر على الألسنة . وفي شرح المواهب لشيخنا : بفتح الموحدة وحكى ضمها وكسرها . قلت : الفتح هو الأفصح والأكثر كما في الفصيح وشروحه . انتهى . قلت : ويدل على أن الفتح هو الأفصح قول الجوهري : والبضعة : القطعة من اللحم هذه بالفتح وأخوتها بالكسر مثل القطعة والفلذة والفدرة والكسفة والخرقة وما لا يحصى ونقل الصاغاني مثل ذلك ومثل البضعة الهبرة فإنه أيضا بالفتح . ويقال : فلان بضعة من فلان يذهب به إلى التشبيه . ومنه الحديث فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها . ويروى : فمن أغضبها فقد أغضبني . وفي بعض الروايات بضيعة مني . والمعنى أنها جزء مني كما أن البضيعة من اللحم جزء منه . ج : بضع بالفتح مثل تمرة وتمر . قال زهير بن أبي سلمى يصف بقرة مسبوعة : .
أضاعت فلم تغفر لها غفلاتها ... فلاقت بيانا عند آخر معهد .
دما عند شلو تحجل الطير حوله ... وبضع لحام في إهاب مقدد ويجمع أيضا على بضع كعنب . مثل بدرة وبدر نقله بعضهم وأنكره علي بن حمزة على أبي عبيد . وقال : المسموع بضع لا غير وأنشد : .
ندهدق بضع اللحم للباع والندى ... وبعضهم تغلى بذم مناقعه وعلى بضاع مثل صحفة وصحاف وجفنة وجفان وأنشد المفضل : .
" لما نزلنا حاضر المدينه .
" جاءوا بعنز غثة سمينه .
" بلا بضاع وبلا سدينه قال ابن الأعرابي : قلت للمفضل : كيف تكون غثة سمينة ؟ قال : ليس ذلك من السمن إنما هو من السمن وذلك أنه إذا كان اللحم مهزولا رووه بالسمن والسدينة : الشحم