وأَنْشَدَه ابنُ دُرَيْدٍ أَيْضاً هكذا قال : والخُرْم : غُدُرٌ يَتَخَرَّمُ بعضُها إِلى بعضٍ . وأَفْرَطَ الأَمْرَ إِذا نَسِيَه فهو مُفْرَطٌ أَي مَنْسِيٌّ وبه فَسَّرَ مُجاهِدٌ قوله تعالَى : " وأَنَّهُمْ مُفْرَطُون " أَي مَنْسِيُّون . وقال الفرَّاءُ : مَنْسِيُّونَ في النَّارِ قال : والعَرَبُ تَقولُ : أَفْرَطْتُ مِنْهُم نَاساً أَي خلَّفْتُهُم ونَسيتُهم . وأَفْرَطَ عليه ونَصُّ ابنِ القطَّاعِ : على البَعيرِ إِذا حمَّلَه ما لا يُطيقُ وكلُّ ما جاوَزَ الحَدَّ والقَدْرَ فهو مُفْرِطٌ يُقال : طُولٌ مُفْرِطٌ وقِصَرٌ مُفْرِطٌ . والاسمُ : الفَرْطُ بالسُّكونِ وقد ذَكَرَه المُصَنِّف آنِفاً وروَى زاذَانُ عن عليٍّ Bه أَنَّه قال : " مَثَلِي ومَثَلُكُم كمَثَلِ عِيسَى صَلَواتُ الله عليه أحَبَّته طائفةٌ فأَفْرَطُوا في حُبِّه فهَلَكوا وأَبْغَضَته طائفةٌ فأَفْرَطُوا في بُغْضِه فهَلَكُوا " . وأَفْرَطَ الرَّجُلُ : أَعْجَلَ بالأَمْرِ . وفي الأَمْرِ : تَقَدَّم قبل التَّثَبُّت . ومن المَجازِ : أَفْرَطَ السَّحَابُ بالوَسْمِيِّ إِذا عجَّلَتْ به والسَّحَابَةُ تُفْرِطُ الماءَ في أَوَّلِ الوَسْمِيِّ : أَي تُعَجِّلُه وتُقَدِّمُه . وأَفْرَطَ بيَدِه إِلى سَيْفِه ليَسْتَلَّهُ : بادَرَ عن ابنِ دُرَيْدٍ . وقال ابنُ الأَعرابيِّ : أَفْرَطَ إِذا أَرْسَلَ رسولاً مُجَرَّداً خاصًّا في حوائِجِهِ . قلت : وهو معنًى واحدٌ فرَّقَهُ المُصَنِّف في ثلاثِ مواضِعَ . فَرَطَ وفَرَّطَ وأَفْرَطَ ولو قالَ : كفَرَّطَ وأَفْرَطَ كان فيه غنَاءٌ عن هذا التَّطْويلِ مع أَنَّ الأَوَّلَ فيه نَظَرٌ . ويُقال : تَفارَطَتْهُ الهُمُومُ والأُمورُ أَي أَصابَتْه في الفَرْطِ أَي الحِينِ وفي العُبَاب : أَي لا تُصيبُهُ إلاَّ في الفَرْطِ . أَو تَفَارَطَتْه : تَسَابَقَتْ إِلَيْه وهو من قولِهِم : تَفَارَطَ فلانٌ إِذا سَبَقَ وتَسَرَّعَ قال بِشْرُ بنُ أَبي خَازِمٍ : .
يُنازِعْنَ الأَعِنَّةُ مُصْغِياتٍ ... كما يَتَفَارَطُ الثَّمَدَ الحَمَامُ وقال النَّابغَةُ الذُّبْيانيُّ : .
وَقَفْتُ بِها القَلُوصَ على اكْتِئَابٍ ... وذاكَ تَفَارُطُ الشَّوْقِ المُعَنِّي