أَي أَعْتَرِضُه اعْتِرَاضاً فآخُذُ منه حَاجَتِي من غَيْر أَنْ أَكُونَ قَدَّمْتُ الرَّوِيَّةَ فيه . " وانْغِمَاضُ الطَّرْفِ : انْغِضَاضُه " نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ والصَّاغَانِيُّ . والمُصَنِّفُ لم يَذْكُر انْغِضَاضَ الطَّرْفِ في مَوْضِعِهِ فهو إِحَالَةٌ على غَيْر مَذْكُور . قال اللِّيْثُ : جَاءَ رَجُلٌ بصَدَقَةٍ من حَشَفِ التَّمْرِ فأَلْقَاهُ في خِلاَلِ الصَّدَقَةِ فأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى : " ولا تَيَمَّمُوا الخَبِيثَ منه تُنْفِقُون ولَسْتُمْ بآخِذِيه إِلاَّ أَنْ تُغْمِضُوا فيه " أَي لا تُنْفِقْ في قَرْضِ رَبِّكَ خَبِيثا فإِنَّك لو أَرَدْتَ شِرَاءَهُ لَمْ تَأْخُذْهُ حَتَّى " تُغْمِضَ فيه أَي " تَحُطَّ من ثَمَنِهِ " . وقَال الزَّجَّاجُ : أَي أَنْتُمْ لا تَأْخُذُونَه إِلاّ بوَكْسٍ فكَيْفَ تُعْطُونَهُ في الصَّدَقَةِ . وقال الفَرَّاءُ : لَسْتُم بآخِذِيهِ إِلاَّ عَلَى إِغْمَاضٍ أَو بإِغْمَاضٍ . ويَدُلُّك على أَنَّهُ جَزَاءٌ أَنَّكَ تَجِدُ المَعْنَى : إِنْ أَغْمَضْتُمْ بَعْدَ الإِغْمَاض أَخَذْتُمُوهُ . وقَرَأَ البَرَاءُ بنُ عازِبٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ والحَسَنُ البَصْرِيُّ وأَبُو البَرَهْسَم " إِلاَّ أَن تَغْمِضُوا فيه " بفَتْحِ التّاءِ وقد سَبَقَ معناه . وممّا يُسْتَدْرك عليه : ما غَمَضْتُ ولا أَغْمَضْتُ ولا اغْتَمَضْت أَي ما نمْتُ . لُغَاتٌ كُلُّهَا . واغْتَمَضَ البَرْقُ : سَكَنَ لَمَعَانهُ وهو مَجَازٌ كالنَّائِم تَسْكُنُ حَرَكَاتُه قال : .
أَصاحِ تَرَى البَرْقَ لَمْ يَغْتَمِضْ ... يَمُوتُ فُوَاقاً ويَشْرَى فُوَاقَا وأَغْمَضَ طَرْفَه عَنّي وغَمَّضَه : أَغْلَقَه . وأَغْمَضَ المَيِّتَ وغَمَّضَه إِغْمَاضا وتَغْميضاً . وتَغْميضُ العَينِ : إِغْماضُها وغَمَّضَ عَلَيْه وأَغْمَضَ : أَغْلَقَ عَيْنَيْه . أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ لحُسَيْن بن مُطَيْر الأَسَديِّ : .
" قَضَى اللهُ يا أَسْمَاءُ أَنْ لَسْتُ زَائلاًأُحِبُّكِ حَتّى يُغْمِضَ العَيْنَ مُغْمِضُ وسَمِعَ الأَمْرَ فَأَغْمَضَ عَنْهُ وعَلَيْهِ يُكْنَى بِه عن الصَّبْرِ . ويُقَالُ : سَمِعْتُ مِنْهُ كَذَا وكَذَا فأَغْمَضْتُ عَنْه وأَغْضَيْتُ إِذا تَغَافَلْتَ عنه . وفي الأَسَاس : التَّغْمِيضُ عن الإِسَاءَةِ هو الإِغْضَاءُ والتَّغَافُلُ وكَذلِك الاغْتِمَاضُ وهُوَ مَجَازٌ وأَنْشَدَ اللّيْثُ : .
ومَنْ لَمْ يُغَمِّضْ عَيْنَهُ عن صَدِيقِهِ ... وعَنْ بَعْضِ ما فِيِهِ يَمُتْ وهو عَاتِبُ والغَوَامِضُ : صِغَارُ الإِبلِ وَاحِدُهَا غَامِضٌ . والمَغَامِضُ وَاحِدُهَا مَغْمَضٌ وهو أَشَدُّ غُؤُوراً نقله الجَوْهَرِيّ أَي من الغَمْضِ . وأَغْمَضَتِ الفَلاةُ على الشُّخُوصِ : إِذَا لم تَظْهَرْ فيهَا لِتَغْيِيبِ الآلِ إِيَّاهَا وتَغَيُّبِها في غُيُوبِهَا . وقال ذُو الرُّمَّة يَصفُ صَحْرَاءَ : .
" إِذَا الشَّخْصُ فيها هَزَّةُ الآلُ أَغْمَضَتْعَلَيْه كإِغْمَاضِ المُقَضِّي هُجُولُهَا