خَبَأْنَ بها الغُنَّ الغِضَاضَ فأَصْبَحَتْ ... لَهُنَّ مَرَاداً والسَّخَالُ مَخَابِئَا " وغَضضْت كمَنَعْتَ وسَمِعْتَ " هكَذَا نَقَلَهُ الجَوْهَريّ وقولُهُ : كمَنَعْتَ فيه نَظَرٌ لانْتفَاءِ الشَّرْطِ فيه إِلاَّ أَنْ يَكُونَ من بابِ تَدَاخُلِ اللُّغَاتِ وقد تَقَدَّمَ الكَلاَمُ عَلَيْه مِرَاراً " غَضَاضَةً " بالفَتْحِ " وغُضُوضَةً " بالضَّمِّ نَقَلَهُمَا الجَوْهَريُّ " فأَنْتَ غَضٌّ " بَيِّنُ الغَضَاضَةِ والغُضُوضَةِ " أَي نَاضِرٌ " . قال ابنُ بَرّيّ : أَنْكَرَ عَليُّ بنُ حَمْزَة غَضَاضَةً وقال : غَضٌّ بَيِّنُ الغُضَوضَةِ لا غَيْرُ . قالَ : وإِنَّمَا يُقَالُ ذلك فيما يُغْتَضُّ منه ويُؤْنَفُ والفِعْلُ منهُ غَضَّ واغْتَضَّ أَي وَضَعَ ونَقَصَ . قال ابنُ بَرّيّ : وقد قَالُوا بَضٌّ بَيِّنُ البَضَاضَةِ والبُضُوضَةِ فهذا يُؤَيِّدُ قَوْلَ الجَوْهَريّ في الغَضَاضَة . وفي التَّهْذيب : واختُلِفَ في فَعَلْتَ مِنْ غَضَّ فقَال بَعْضُهُمْ : غَضِضْتَ تَغَضُّ وقال بَعْضُهم : غَضَضْتَ تَغَضُّ . " والغُضَاضُ بالفَتْح والضَّمِّ " الأَخيرُ عن ابْن دُرَيْدٍ : " العِرْنِينُ وَمَا وَالاَهُ من الوَجْهِ " كما في الجَمْهَرَة . " أَو ما بَيْنَ العِرْنِينِ وقُصَاصِ الشَّعرِ " وهو مَوْضِعُ الجَبْهَةِ . ذَكَرَه ابنُ دُرَيْدٍ في الثُّنَائِيّ المُلْحَق بالرُّباعِيّ : الغَضْغَاض . " أَو مُقَدَّمُ الرَّأْسِ وما يَليهِ من الوَجْهِ " وهذَا يُذْكَرُ عن أَبي مَالكٍ . " أَو الرَّوْثَةُ نَفْسُها . أَو ما بَيْنَ أَسْفَلِهَا إِلَى أَعْلاَهَا " قالَ : .
" لَمَّا رَأَيْتُ العَبْدَ مُشْرَحِفَّا .
" للشَّرِّ لا يُعْطِي الرِّجَالَ النَّصْفَا .
" أَعْدَمْتُه غُضَاضَهُ والكَفَّا ورَواهُ يَعْقُوبُ في الأَلْفَاظِ : غُضَاضَهُ بالغَيْن المُهْمَلَة وقد ذُكِرَ في مَوْضعه . الغَضَاضُ " كسَحَابٍ : مَاءٌ على يَوْمٍ من الأَخَادِيدِ " كما في العُبَاب " والغَضَاضَةُ : الذِّلَّةُ والمَنْقَصَةُ " . يُقَالُ : لَيْسَ عَلَيْك في هذا الأَمْرِ غَضَاضَةٌ أَيْ ذِلَّةٌ ومَنْقَصَةٌ وانكِسَارٌ وأَنْشَدَ اللَّيْثُ : .
وأَحْمَقُ عِرِّيضٌ عليه غَضَاضَةٌ ... تَمَرَّسَ بِي مِن حَيْنهِ وأَنَا الرَّقِمْ " كالغُضَّة بالضَّمِّ " وهذه عن ابْن عَبّادٍ " والغَضِيضَةِ والمَغْضَّةِ " قال ابنُ الأَعْرَابيّ : ما أَردْتُ بذلك غَضِيضَةَ فُلاَنٍ ولا مَغَضَّتَه كقولك نَقِيصَتَهُ ومَنْقَصَتَهُ . ويُقَال : ما غَضَضْتُكَ شَيْئاً أَي ما نَقَصْتُك شَيْئاً . " وغَضَّضَ تَغْضِيضاً : أَكَلَ الغَضَّ " أَي الطَّلْعَ . " أَو " غَضَّضَ : " صَارَ غَضّاً مُتَنَعِّماً " كما في العُبَاب . " أَوْ " غَضَّضَ : " أَصابَتْهُ غَضَاضَةٌ " أَي انْكِسَارٌ ومَذَلَّةٌ أَو نَعْمَةٌ كما في التَّكْمِلَة . " وغَضْغَضَهُ " غَضْغَضَةً : " نَقَصَهُ كغَضَّهُ " يَغُضُّه غَضّاً " فَتَغَضْغَضَ " : نَقَصَ . وفي الصّحاح : تَغَضْغَضَ الماءُ : نَقَصَ وغَضْغَضْتُه أَنا . ولَمَّا مَاتَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ عَوْفٍ قال عَمْرُو بنُ العاصِ : هَنِيئاً لَكَ يا ابْنَ عَوْفٍ خَرَجْتَ من الدُّنْيَا ببِطْنَتِكَ ولم تَتَغَضْغَضْ منها بشَيْءٍ " قال أَبو عُبَيْدٍ : أَي مَاتَ وَافِرَ الدِّينِ لم يَنْقُصْ منه شَيْءٌ . وقالَ الأَزْهَريّ : أَي لَمْ يَتَلَبَّسْ بشَيْءٍ من وِلايَةٍ ولا عَمَلٍ يَنْقُصُ أُجُورَهُ الَّتي وَجَبَتْ لَهُ . وقال أَبو عُبَيْدٍ في باب مَوْتِ البَخِيل ومَالُه وَافِرٌ لَمْ يُعْطِ مِنْه شَيْئاً : من أَمْثَالهم في هذَا : مَاتَ فُلانٌ ببِطْنَتِهِ لم يَتَغَضْغَضْ منْهَا شَيْءٌ زَادَ غَيْرُه : كما يُقَال : مَاتَ وهُوَ عَرِيضُ البِطَانِ أَيْ سَمِينٌ من كَثْرَةِ المالِ كما نَقَلَهُ الجَوْهَريّ . " والغَضْغَضَةُ : الغَيْضُ " قاله اللَّيْثُ . يُقَال : بَحْرٌ لا يُغَضْغَضُ ولا يُغَضْغِضُ أَي لا يَغِيضُ . أَو لا يُنْزَحُ ووَقَعَ في التَّكْمِلَة : الغَيْظُ بالظَّاءِ وهو تَصْحيفٌ مُنْكَرٌ . وأَنْشَدَ الجَوْهَريُّ للأَحْوَص : .
سَأَطْلُبُ بالشّامِ الوَليدَ فإِنَّهُ ... هُوَ البَحْرُ ذُو التَّيَّارِ لا يَتَغَضْغَضُ وأَنْشَدَ اللَّيْثُ :