وقَوْلُه : لا يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ من العِضَاه مُعِضٌّ إِلاّ عَلَى هذا التَّأْويل شَرْطٌ غَيْرُ مَقْبُولٍ منه فقد قالَ ابنُ السِّكِّيت في الإِصْلاح : بَعِيرٌ عاضٌّ إِذا كان يَأْكلُ العِضَّ وهو في مَعْنَى عَضِهِ وعَلَى هذا التَّفْصيل قَوْلُ مَنْ قال : مُعِضُّون يَكُونُ من العِضِّ الَّذي هو نَفْسُ العِضَاه وتَصِحُّ رِوَايَتُه . فتَأَمَّل . أَعَضَّت " البِئْرُ : صَارَتْ عَضُوضاً " . وفي الصّحاح : وما كانَت البئْرُ عَضُوضاً ولَقَدْ أَعَضَّتْ وما كَانَتْ جَرُوراً ولقَد أَجَرَّت . قُلْتُ : وكَذَا : وما كانَتْ جُدّاً ولَقَدْ أَجَدَّتْ . أَعَضَّت " الأَرْضُ : كَثُرَ ُعِضُّهَا " بالضَّم وبالكَسْر . " وفي الحَديث : " مَنْ تَعَزَّى بعَزَاءِ الجَاهِلِيَّةِ فأَعِضُّوهُ بهَنِ أَبِيه ولاَ تَكْنُوا " " واقْتَصَرَ في الصّحاح على هذه الجُمْلَة " أَيْ قُولُوا لَهُ : اعْضَضْ أَيْرَ " . وفي العُبَاب واللِّسَان : بأَيْر " أَبِيكَ ولا تَكْنُوا عَنْهُ " أَي عن الأَيْر " بالهَنِ " تَنْكِيلاً وتَأْديباً لمَنْ دَعَا دَعْوَى الجاهليَّة . ومنه الحَديثُ أَيْضاً : " مَن اتَّصَلَ فَأَعِضُّوهُ " أَيْ مَن انْتَسَبَ نِسَبَةَ الجاهليَّة وقال يا لفُلان . وفي حَديث أُبَيٍّ " أَنَّه أَعَضَّ إِنْسَاناً اتَّصَلَ " وأَنْشَدَ الجَوْهَريُّ للأَعْشَى : .
عَضَّ بمَا أَبْقَى المَوَاسِي لَهُ ... مِنْ أُمِّه في الزَّمَنِ الغَابِرِ " وعَضَّضَ " تَعْضيضاً : " عَلَفَ إِبِلَهُ العُضَّ " عن ابن الأَعْرَابيّ . عَضَّضَ إِذا " اسْتَقَى منَ البِئْر العَضُوضِ " . عنه أَيْضاً . عَضَّضَ إِذا " مَازَحَ جَارِيَتَهُ " عنه أَيْضاً . " وحِمَارٌ مُعَضَّضٌ " كمُعَظَّمٍ : " عَضَّضَتْهُ الحُمُرُ وكَدَمَتْه " بأَسْنَانِهَا وكَدَحَتْه . كما في العُبَاب . " والعِضَاضُ في الدَّوَابّ بالكًسْر : أَنْ يَعَضَّ بَعْضُهَا بَعْضاً " مَصْدَرُ عَاضَّتْ تَعَاضُّ مُعَاضَّةً وعِضَاضاً . يُقَال : " هو عِضَاضُ عَيْشٍ " أَي " صَبُورٌ على الشِّدَّة " . وعَاضَّ القَوْمُ العَيْشَ مُنْذُ العام فاشْتَدَّ عِضَاضُهُم أَيْ عَيْشُهُم . كما في الصّحاح . وممَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه : عَضَّضَهُ تَعْضيضاً لُغَةٌ تَمِيميَّةٌ ولم يُسْمَعْ لها بآتٍ على لُغَتهم وهُمَا يَتَعَاضّانِ إِذَا عَضَّ كُلُّ وَاحدٍ منْهُمَا صَاحِبَهُ وكذلك المُعَاضَّة والعِضَاضُ . وما لَنَا في هذَا الأَمْرِ مَعَضٌّ أَي مُسْتَمْسَكٌ نَقَلَه الجَوْهَريُّ وهو مَجَازٌ . وكَذَا : ما لَنَا في الأَرْض مَعَضٌّ . كما في الأَسَاس . والعَضُّ باللِّسَان : التَّنَاوُلُ بمَا لا يَنْبَغِي . وهو مَجَازٌ . وفُلانٌ يُعَضِّضُ شَفَتَيْه أَيْ يَعَضُّ ويُكْثِرُ ذلك من الغَضَب نَقَلَه الجَوْهَريّ . والعَضِيضُ في الدَّابَّة كالعِضَاض عن ابْن السَّكِّيت . وعَضَّ فُلانٌ بالشَّرِّ : لَزِمَه فلم يُخَلِّه . وهو مَجَازٌ . وفَرَسٌ عَضُوضٌ أَي يَعَضُّ . كما في الصّحاح وزِيدَ في بَعض النُّسَخ : الحَيَوان . والمَعْضُوضُ : ما يُعَضُّ كالعَضُوض . وعَضَّ الثِّقَافُ بأَنَابيبِ الرُّمْحِ عَضّاً وعَضَّ عَلَيْهَا : لَزِمَها . وهُوَ مَجَازٌ . يُقال : هو أَعْوَجُ ما يُصَلِّبُهُ عَضُّ الثِّقافِ وكَذَا أَعَضَّ المَحَاجمَ قَفَاه : أَلْزَمَهَا إِيّاه عن اللّحْيَانيّ . والعِضُّ بالكَسْر العِضَاهُ وقد سَبَقَ تَفْصيلُه في قَوْل المُصَنِّف . وأَرْضٌ مُعِضَّةٌ : كَثيرَةُ العِضَاه . ومنَ المَجَاز : عَضَّ عَلَى يَدِه غَيْظاً إِذَا بَالَغَ في عَدَاوَتهِ . ومنه قَوْلُه تَعَالى : " ويَوْمَ يَعَضُّ الظَّالمُ عَلَى يَدَيْه " يَعْني نَدَماً وتَحَسُّراً قال الشّاعر : .
كمَغْبُونٍ يَعَضُّ عَلَى يَدَيْه ... تَبَيَّنَ غَبْنُهُ بَعْدَ البِيَاعِ وفي المَثَل : " عَضَّ على شِبْدِعه " أَي لِسَانِه يُضْرَبُ للْحَليم قال : .
" عَضَّ عَلَى شِبْدِعِه الأَرِيبُ .
" فآضَ لا يَلْحَى ولا يَحُوبُ