أَصَّهُ كمَدَّهُ : كَسَرَه . وأَيْضاً مَلَّسَهُ والمُسْتَقْبَلُ مِنْهُمَا يَؤُصُّ كما في العُبابِ . وأَصَّ الشَّيْءُ يَئِصُّ مِنْ حَدِّ ضَرَبَ بَرَقَ عن أَبِي عُمَرَ الزّاهِدِ . وأَصَّتِ النّاقَةُ تَؤُصُّ بالضَّمِّ قاله أَبُو عَمْروٍ وحَكَاهُ عَنْهُ أَبُو عُبَيْدٍ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وتَئِصُّ - بالكَسْرِ أَصِيصاً وهذِه عن أَبِي عَمْروٍ أَيْضاً كَمَا نَقَلَه الصّاغَانِيُّ وضَبَطَه وقالَ أَبو زَكَرِيّا عِنْدَ قَوْلِ الجَوْهَرِيِّ تَؤُصُّ بالضَّمِّ : الصَّوابُ تَئِصُّ بالكَسْرِ ؛ لأَنَّه فِعْلٌ لازِمٌ وقَالَ أَبُو سَهْلٍ النَّحْوِيُّ : الَّذِي قَرَأْتُه عَلَى أَبِي أُسَامَةَ في الغَرِيبِ المُصَنَّفِ : أَصَّت تَئِصُّ بالكَسْرِ وهُوَ الصَّوَابُ لأَنَّهُ فِعْلٌ لازِمٌ . قُلْتُ : وقَدْ جَمَعَ بَيْنَهُمَا الصّاغَانِيُّ وقَلَّدَه المُصَنِّفُ - إِذا اشْتَدَّ لَحْمُها وتَلاحَكَتْ أَلْوَاحُهَا . قالَ شَيْخُنَا : لَمْ يَذْكُرْه غَيْرُ المُصَنِّفِ فهو إِمّا أَنْ يُسْتَدْرَكَ بِه على الشَّيْخِ ابن مالكٍ في الأَفْعَالِ الَّتِي أَوْرَدَها بالوَجْهَيْنِ أَو يُتَعَقَّب المُصَنّفُ بِكَلامِ ابنِ مالكٍ وأَكْثَرِ الصَّرْفِيِّينَ واللُّغَوِيِّين حَتَّى يُعْرَف مُسْتَنَدُه . انتهى . قُلْتُ : الصَّوابُ أَنَّه يُسْتَدْرَكُ به على ابنِ مالكٍ ويُتَعَقَّب فإِنّ الضّمَّ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عن أَبِى عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي عَمْروٍ والكَسْرَ نَقَلَه الصّاغَانِيُّ عن أَبِي عَمْروٍ أَيْضاً وصَوَّبَه أَبُو زَكريّا وأَبُو سَهْلٍ فَهُمَا روايَتَان وهذا هُوَ المُسْتَنَدُ فتأَمّلْ . وقِيلَ : أَصَّتِ النّاقَةُ إِذا غَزُرَتْ قِيلَ : ومِنْهُ أَصْبَهَانُ للبَلَدِ المَعْرُوفِ بِالعَجَمِ أَصْلُه : أَصَّتْ بَهَانُ قالُوا : بَهَان كقَطَام : اسْمُ امْرَأَةٍ مبنِيٌّ أَوْ مُعْرَبٌ إِعْرَابَ ما لا يَنْصَرِفُ أَي سَمِنَتْ المَلِيحَةُ سُمِّيَتْ المَدِينَةُ بذلِكَ لحُسْنِ هَوَائِهَا وعُذُوبَةِ مائهَا وكَثْرَةِ فَواكِههَا فخُفِّفَتْ اللَّفْظَةُ بحَذْفِ إِحْدى الصّادَيْنِ والتّاء وبَيْنَ سَمِنَتْ وسُمَّيَتْ جِنَاسٌ وأَمّا ماذَكَرَه مِنْ صِحَّةِ هَوَائِهَا إِلَى آخِرِه فقَالَ مِسْعَرُ ابنُ مُهَلْهِلِ : أَصْبَهَانُ صَحِيحَةُ الهَوَاءِ نَقِيَّةُ الجَوّ خالِيَةٌ مِنَ جَمِيعِ الهَوَامِّ لا تَبْلَى المَوْتَى في تُرْبَتِهَا ولا تَتَغَيّر فِيهَا رَائِحَةُ اللَّحْمِ ولَوْ بَقِيَتِ القِدْرُ بعدَ أَنْ تُطْبَخَ شَهْرَاً ورُبَّمَا حَفَرَ الإِنْسَانُ بها حَفِيرَةً فيَهْجُم على قَبْرٍ لَهُ أُلُوفُ سِنينَ والمَيِّتُ فيها عَلَى حالِهِ لَمْ يَتَغَيَّرْ وتُرْبَتُهَا أَصَحُّ تُرَبِ الأَرْضِ ويَبْقَى التُّفّاحُ بِها غَضّاً سَبْعَ سِنينَ ولا تُسَوِّسُ بِهَا الحِنْطَةُ كَمَا تُسَوّسُ بِغَيْرِها قالَ ياقُوت : وهِيَ مَدِينَةٌ مَشْهُورَةٌ من أَعْلامِ المُدُنِ ويُسْرِفُون في وَصْفِ عِظَمِهَا حَتَّى يَتَجَاوَزُوا حَدَّ الاقْتِصَادِ إِلَى غَايَةِ الإِسْرَافِ وهُوَ اسْمٌ للإِقْلِيمِ بأَسْرِه . قال الهَيْثَمُ بن عَدِيٍّ : وهي سِتَّةَ عَشَرَ رُسْتَاقاً كُلُّ رُسْتَاقٍ ثَلاثُمائَةٍ وسِتُّونَ قَرْيَةٍ قَدِيمةَ سِوَى المُحْدَثَةِ ونَهْرُها المَعْرُوفُ بِزَيْدَ رُوذ في غايَةِ الطِّيبِ والصِّحَّةِ والعُذُوبَةِ وقَدْ وَصَفَتْهُ الشُّعَرَاءُ فقَال بَعْضُهُم : .
لَسْتُ آسَى مِنْ أَصْبَهَانَ عَلَى شَيْ ... ءٍ سِوَى مَائِهَا الرَّحِيقِ الزُّلاَلِ .
ونَسِيمِ الصَّبَا ومُنْخَرقِ الرِّي ... حِ وجُوٍّ صافٍ على كُلِّ حالِ .
ولَها الزَّعْفَرَانُ والعَسَلُ الما ... ذِيُّ والصّافِنَاتُ تَحْتَ الجِلاَلِ