وقال ابنُ السِّكَّيتِ يُقَالُ في مَثَلٍ : لَيْتَنَا في بُرْدَةٍ أَخْمَاسٍ أَي لَيْتَنَا تَقَارَبْنَا . ويُرَادُ بأَخْمَاسٍ أَي طُولُها خَمْسَةُ أَشْبَارٍ . أَو يُقَالُ ذَلك إِذا فَعَلاَ فِعْلاً وَاحِداً لاشْتِباهِهِما . قاله ابنُ الأَعْرَابِيّ . ومن أَمْثَالِهِم : يَضْرِبُ أَخْمَاساً لأَسْدَاسٍ أَي يَسْعَى في المَكْرِ والخَدِيعَةِ . وأَصْلُه من أَظْمَاءِ الإِبل ثمّ ضُرِبَ مَثَلاً للَّذِي يُرَوِاغ صاحِبَه ويُرِيه أَنَّهُ يُطِيعُه . كذا في اللِّسَانِ . وقِيلَ : يُضْرَب لمَنْ يُظْهِر شَيْئاً ويُرِيدُ غَيْرَه وهو مأْخوذٌ من قَوْلِ أَبِي عُبَيْدَةَ ونَصُّه : قالوا : ضَرْبُ أَخْمَاسٍ لأَسْداسٍ . يُقَال للذي يُقَدِّمُ الأَمْرَ يُرِيدُ به غَيرَه فيَأْتِيه من أَوَّلهِ فيَعْمَلُ رُوَيْداً رَوَيْداً . وقوله : لأَنَّ إِلى آخره مأْخوذٌ من قَوِلِ أَبِي عُبَيْدَةَ ونَصَّه : قالوا : ضَرْبُ أَخْمَاسٍ لأَسْداسٍ " يُقَال للذي يُقَدِّمُ الأَمْرَ يُرِيدُ به غَيرَه فيَأْتِيه من أَوَّلهِ فيَعْمَلُ رُوَيْداً رُوَيْداً . وقوله : لأَنَّ إلى آخره مأْخوذٌ من قَوْلِ رَاوِيةِ الكُمَيْتِ ونَصُّه : أَنَّ الرَّجُلَ إِذا أَرادَ سَفَراً بَعِيداً عَوَّدَ إِبِلَهُ أَنْ تَشْرَبَ خِمْساً سِدْساً حتى إِذا دَفَعَتْ في السَّيْرِ صَبَرَتْ . إلى هُنَا نَصُّ عبارَةِ رَاوِيَةِ الكُمَيتِ . وضَرَبَ بمعْنَى : بَيَّنَ أَي يُظْهِر أَخْماساً لأَجْلِ أَسْداسٍ أَي رَقَّى إِبِلَه من الخِمْس إلى السِّدْس . وهو معنَى قَوْلِ الجَوْهَرِيّ : وأَصْلُه من أَظْمَاءِ الإِبل .
وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ : العَرَبُ تَقُولُ لمَنْ خاتَلَ : ضَرَبَ أَخْمَاساً لأَسْدَاسٍ . وأَصْلُ ذلِكَ أَنَّ شَيْخاً كانَ في إِبلهِ ومَعَهُ أَولادُه رِجالاً يَرْعَوْنَهَا قد طالَتْ غُرْبَتُهُم عن أَهْلِهِم فقال لهم ذاتَ يومٍ : ارْعَوْا إِبِلَكم رِبْعاً فرَعَوْا رِبْعاً نَحْوَ طرِيقِ أَهْلِهِم فقالُوا له : لو رَعَيْنَاها خِمْساً : فزادوا يوماً قِبَلَ أَهلِهِم ؛ فقالُوا : لو رَعَيْنَاها سِدْساً : فَفطَنَ الشيخُ لِمَا يُرِيدُون فقالَ : ما أنْتُم إِلاّ ضَرْبُ أَخْمَاسٍ لأَسْداسٍ ما هِمَّتُكم رَعْيُهَا إِنَّمَا هِمَّتُكُم أَهْلُكُم وأَنشَأً يقولُ : .
وذلِكَ ضَرْبُ أَخْمَاسٍ أُرَاهُ ... لأَسْدَاسٍ عَسَى أَلاّ تَكُونَا وأَخَذَ الكُمَيْتُ هذا البيتَ لأَنَّه مَثَلٌ فقال : .
وذلِكَ ضَرْبُ أَخْمَاسٍ أُرِيدَتْ ... لأَسْداسٍ عَسَى أَلاّ تَكُونَا وأَنشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ لرَجُلٍ من طَيِّيءٍ : .
في مَوْعِدٍ قالَه لِي ثُمّ أَخْلَفَهُ ... غَداً غَداً أَخْمَاسٍ لأَسْداسِ وقال خُرَيْمُ بنُ فاتِكٍ الأَسَدِيّ : .
لكِنْ رُمَوْكُمْ بشَيخٍ مِن ذَوِي يَمَنٍ ... لم يَدْرِ ما ضَرْبُ أَخْمَاسٍ لأَسْدَاسِ ونَقَلَ ابنُ السِّكِّيتِ عن أَبِي عُمْروٍ عند إِنْشَادِ قولِ الكُمَيْتِ : هذا كقَولك : شَشْ بَنْجْ يعني يُظْهِر خمسةً ويُرِيدُ سِتَّةً . ونَقلَ شَيْخُنا عن المَيْدَانِيِّ وغيرِه قالُوا ضَرَبَ أَخْماسَه في أَسْداسِه أَي صَرَف حَوَاسَّه الخَمْسَ في جِهَاتِه السِّتِّ كِنايةً عن استِجْمَاعِ الفِكْرِ للنَّظَرِ فيما يُرَادُ وصَرْفِ النَّظَرِ في الوُجُوه . والخُمْسُ بالضّمّ وبه قرأَ الخِليلُ : " فَأَنَّ للهِ خُمَسهُ " وبضَمَّتَيْنِ وكذلِك الخَمِيسُ وعلى ما نَقَلَه ابنُ الأَنْبَارِيّ من اللُّغَوِيِّين يَطَّرِدُ ذلِك في جَمِيعِ هذِه الكُسُورِ فيما عَدَا الثَّلِيث . كذا قرأْته في مُعْجَم الحافظ الدِّمْيَاطِيِّ فهو مُسْتَدْرَكٌ عَلَى المُصَنِّفِ : جُزْءٌ من خَمْسَةٍ والجَمْعُ : أَخْمَاسٌ . وجَاءُوا خُمَاسَ ومَخْمَسَ أَي خَمْسَةً خَمْسَةً كما قالوا : ثُنَاءَ ومَثْنَى ورُباعَ ومَرْبَعَ . وخَمَاسَاءُ كَبَراكَاءَ : ع وهو في اللِّسَان في ح م . س وذكره الصاغانِيُّ ها هنا . وأَخْمَسُوا : صاروا خَمْسَةً . وأَخْمَسَ الرَّجُلُ : وَرَدَتْ إِبِلُه خِمَساً . ويقَال لصاحِبِ تلك الإِبِل : مُخْمِسٌ . وأَنْشَدَ أَبُو عَمْرِو بنُ العَلاءِ لامْرئِ القَيْسِ :