والخَمِيسُ : سمٌ تَسَمَّوْا به كما تَسَمَّوْا بِجُمْعَةَ . ويُقَالُ : مَا أَدْرِي أَيُّ خَمِيسِ الناسِ هُو أَيْ أَيُّ جَمَاعَتِهِمْ . نَقَلَه الصّاغانِيُّ عنِ ابن عَبَّادٍ . وخَمِيسُ بنُ عليٍّ الحَوْزِيُّ الحافِظُ أَبو كَرَمٍ الواسِطِيُّ النَّحْوِي شيخُ أَبِي طاهِرٍ السِّلَفِيّ إلى الحُوْزَة مَحَلَّة شَرْقِيَّ وَاسِطَ . وقد تقدَّم ومُوَفَّقُ الدِّينِ أَبو البَرَكَاتِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ القاسِمِ بن خَمِيسٍ المَوْصِلِيّ مُحَدِّثان الأَخِيرُ عن أَبي نَصْرِ ابنِ عبدِ الباقِي بن طَوْقٍ وغيرِه وهو من مَشَايِخِ الخَطِيبِ عبدِ اللهِ ابنِ أَحْمَدَ الطُّوسِيِّ صاحِبِ رَوْضَة الأَخْبَارِ . والخِمْسُ بالكَسْرِ : مِن أظْمَاءِ الإِبِلِ وهِي كذا في النُّسَخ والصّوابُ : وهو وسَقَطَ ذلك منَ الصّحاح : أَنْ تَرْعَى ثَلاَثَةَ أَيّامٍ وتَرِدَ اليومَ الرابِعَ ولو حَذَفَ كلِمَةَ اليومَ الرابِعَ ولو حَذَفَ كلِمَةَ وهي لأَصَابُ . وهي إِبلٌ خَامِسَةٌ وخَوَامِسُ وقد خَمَسَتْ . وقال اللَّيْثُ : الخِمْسُ : شُرْبُ الإِبِلِ يَوْمَ الرابِعِ مِن يَوْم صَدَرَتْ ؛ لأَنَّهُمْ يَحْسُبُونَ يومَ الصَّدَرِ فيه وقد غلَّطَه الأَزْهَرِيُّ وقال لا يُحْسَبُ يَوْمَ الصَّدَرِ في وِرْدِ النَّعَمِ . قلتُ : وقال أَبو سَهْل الخَوْلِيُّ : الصَّحِيحُ في الخِمْسِ من أَظْمَاءِ الإِبل : أَن تَرِدَ الإِبِلُ الماءَ يوماً فتَشْرَبهَ ثمَّ تَرْعَى ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ثمّ تَرِدَ الماءَ اليومَ الخامِسَ فيَحْسُبُون اليومَ الأَوّلَ والآخِرَ اليَوميْنِ اللَّذَيْنِ شَرِبَتْ فيهما ومثلُه قولُ أَبِي زَكَرِيَّا . والخِمْسُ : اسمُ رَجُلٍ ومَلِكٍ باليَمَنْ وهو أَوَّلُ مَن عُمِلَ له البُرْدُ المَعْرُوفُ بالخِمْسِ نُسِبَتْ إِليه . وسُمِّيَتْ به ويُقال لها أَيضاً : خَمِيسٌ قال الأَعْشَى يصفُ الأَرْضَ : .
يَوْماً تَرَاهَا كَشِبْهِ أَرْدِيَةِ الْ ... خِمْسِ ويَوْماً أَدِيمَها نَغِلاَ وكان أَبو عَمْروٍ يقولُ : إِنما قيلَ للثَّوْبِ : خَمِيسٌ ؛ لأَنَّ أَوَّلَ مَن عَمِلَهُ مَلِكُ باليَمن يُقَالُ له : الخِمْسُ بالكَسْر أَمَرَ بعَمَلِ هذِه الثِّيَابِ فنُسِبَتْ إِليه وبه فُسِّر حَدِيثُ مُعَاذٍ السابقُ . قال ابن الأَثِيرِ : وجاءَ في البُخَارِيِّ خَمِيص بالصَّادِ قال : فإِنْ صَحَّت الرِّوايَةُ فيكونُ اسْتَعارَها للثَّوْبِ . وقد أَهْمَلَه المَصنِّفُ عندَ ذِكْرِ الخَمِيسِ وهو مُسْتَدْرَكٌ عَلَيْه .
وقال الأَزْهَرِيُّ : فَلاةٌ خِمْسٌ إِذَا انْتَاطَ مَاؤُهَا حتّى يكُونَ وِرْدُ النَّعَمِ اليومَ الرَّابِعَ سِوَى اليومِ الذي شَرِبَتْ وصَدَرَتْ فيه . هكذا سَاقه في ذِكْرِه على اللَّيْثِ كما تَقَدَّم قَريباً . يُقَال : هُمَا في بُرْدَةٍ أَخْمَاسٍ أَي تَقَارَبَا واجْتَمَعَا واصْطَلَحَا . وأَنْشَدَ ابنُ السِّكَّيتِ : .
صَيَّرَنِي جُودُ يَدَيْهِ ومَنْ ... أَهْوَاه في بُرْدَةِ أَخْمَاسِ فسَّرَه ثَعْلَبٌ فقال : قَرَّبَ ما بَيْنَنا حتى كأَنّي وهو في خَمْسِ أَذْرُعٍ . وقال الأَزْهَرِيّ وتَبِعَه الصّاغانِيُّ : كأَنَّهُ اشْتَرَى لَهُ جَارِيَةً أَو ساقَ مَهْرَ امْرَأَتِه عنه