وفي الحديث : " كان إذا وَضَعَ رِجلَه في الغَرْزِ - يريد السفَر - يقول : باسمِ الله " . وفي الحديث : " أنّ رجلاً سألَه عن أَفْضَلِ الجِهادِ فسكت عنه حتى اغْتَرَزَ في الجَمْرَةِ الثالثة " أي دَخَلَ فيها كما يَدْخُل قدَمُ الراكبِ في الغَرْز . غَرِزَ الرجلُ كسَمِع : أطاعَ السلطانَ بعد عِصيانٍ نقله الصَّاغانِيّ ؛ وكأنّه أَمْسَكَ بغَرْزِ السلطان وسارَ بسَيْرِه وهو مَجاز . وَغَرَزَتِ الناقةُ تَغْرُزُ غَرْزَاً بالفَتْح وغِرازاً بالكسر : قلَّ لبَنُها وهي غارِزٌ من إبلٍ غُرَّزٍ وكذلك الأتانُ إذا قلَّ لبَنُها يقال : غَرَزَتْ . وقال الأَصْمَعِيّ : الغارِز : الناقةُ التي قد جَذَبَتْ لَبَنَها فَرَفَعتْه . وقال القُطامِيُّ : .
كأنَّ نُسوعَ رَحْلِي حينَ ضَمَّتْ ... حَوالِبَ غُرَّزاً ومِعاً جِياعا نَسَبَ ذلك إلى الحَوالِب لأنّ اللبَنَ إنّما يكون في العُروق . والغُروز بالضمّ : الأغصانُ تُغرَزُ في قُضبان الكَرْمِ للوَصْل جَمْعُ غَرْزٍ بالفَتْح يقال : جَرادةٌ غارِزٌ ويقال : غارِزَةٌ ويقال : مُغَرِّزَةٌ : قد رَزَّتْ ذَنَبَها في الأرض - أي أَثْبَتَتْها - لتَسْرَأَ أي لتَبيض وقد غَرَّزَتْ وغَرَزَتْ . منَ المَجاز : هو غارِزٌ رَأْسَه في سِنَتِه بكسر السين قال الصَّاغانِيّ : عبارةٌ عن الجَهلِ والذَّهابِ عمّا عليه وله من التَّحَفُّظ ؛ أي جاهلٌ قال ابنُ زَيّابَةَ واسمُه سَلَمَةُ بنُ ذُهْلٍ التَّيْميُّ : .
نُبِّئْتُ عَمْرَاً غارِزاً رَأْسَه ... في سِنَةٍ يُوعَدُ أَخْوَالَهُ ولم يعُدَّه الزَّمَخْشَرِيّ مَجازاً في الأساس وهو غريبٌ . والغَرَزُ مُحرّكةً : ضَرْبٌ من الثُّمام صغيرٌ يَنْبُتُ على شُطوطِ الأنهارِ لا وَرَقَ لها إنّما هي أنابيبُ مُرَكَّبٌ بعضُها فوق بعض وهو من الحَمْض وقيل : الأَسَل وبه سُمِّيت الرِّماح على التشبيه . وقال الأَصْمَعِيّ : الغَرَزُ : نَبْتٌ رأيتُه في البادية ينبتُ في سُهولةِ الأرض أو نباتُه كنباتِ الإذْخِر من شَرِّ - وقال أبو حنيفة : من وَخيمِ - المَرعى ؛ وذلك أنّ الناقةَ التي تَرْعَاه تُنحَر فيوجَد الغَرَزُ في كَرِشِها مُتمَيِّزاً عن الماء لا يتفَشَّى ولا يُورِثُ المالَ قُوَّةً واحدتُه غَرَزَةٌ وهو غيرُ العَرَزِ الذي تقدّم ذِكرُه في العَين المُهملَة . وَجَعَله المُصَنِّف تَصحيفاً وغَلَّطَ الأئمّةَ المُصَنِّفين هناك تَبَعاً للصاغانيّ مع أن الصَّاغانِيّ ذَكَرَه هنا ثانياً من غير تنبيه عليه . قلتُ : وبه فُسِّر حديثُ عمر Bه أنه رأى في رَوْثِ فرَسٍ شَعيراً في عام مَجاعةٍ فقال : لئِنْ عِشْتُ لأجْعَلَنَّ له من غَرَزِ النَّقيعِ ما يُغنيه عن قُوتِ المسلمين . والنَّقيع : موضعُ حَماه لنَعَمِ الفَيْءِ والخَيل المُعَدَّةِ للسبيل . ووادٍ مُغْرِزٌ كمُحسِنٍ : به الغَرَز . وقد أَغْرَزَ الوادي إذا أَنْبَتَه . والتَّغاريز : ما حُوِّلَ من فَسيلِ النخلِ وغيرِه الواحدُ تَغْرِيزٌ قاله القُتَيْبِيّ وقال : سُمِّي بذلك لأنّه يُحَوَّلُ من موضعٍ إلى مَوْضِعٍ فيُغْرَز ومثله في التقدير التَّناوير لنَوْرِ الشجَر وبه فُسِّر الحديث : " أنّ أهلَ التوحيدِ إذا خرجوا من النارِ وقد امْتُحِشوا يَنْبُتون كما تَنْبُتُ التَّغاريز " ورواه بعضُهم بالثّاءِ المُثلَّثَةِ والعَينِ المُهمَلة والراءَيْن وقد ذُكِرَ في مَوْضِعه . والغَريزَة كسَفينةٍ : الطَّبيعة . والقَريحةُ والسَّجِيَّة من خيرٍ أو شَرٍّ . وقال اللحيانيّ : هي الأصلُ والطبيعة قال الشاعر : .
إنّ الشجاعةَ في الفَتى ... والجُودَ مِن كَرَمِ الغَرائِزِ