وكلُّ رجل من هاتَيْن القَريتَيْن مُطِلٌّ على قَلْعَته ولهم غيل يصُبُّ من سفح الجبلِ يَشْرَبونه وزُروعُ هذه القرى النَّخل والذُّرَة والبُرُّ وفيهما يقول المُتَمَثِّل : الهَجَران كفّة بكفّة بها الدَّبْر مُحتَفّه . الدَّبْرُ عندهم : الزَّرْعُ يقال : ما بلَدُه إلاّ هَجَرٌ من الأَهْجارِ أي خِصْبٌ نقله الصَّاغانِيّ . وهاجِرُ بكسر الجيم : قَبيلةٌ من ضَبَّة أنشد ابْن الأَعْرابِيّ : .
إذا تَرَكَتْ شُرْبَ الرَّثيئةِ هاجرٌ ... وهكَّ الخَلايا لم تَرِقَّ عُيونُها أمّا هاجَرُ بفتح الجيم فإنّها أمُّ إسماعيل صلّى الله على نبيِّنا وعليه وسلَّم ويقال لها : آجَرُ أيضاً وقد تقدّم في موضعه . وفي اللسان : هاجَرُ : أوّلُ امرأةٍ جَرَّت ذَيْلَها وَثَقَبتْ أُذُنَيْها وأوّل من خُفِضَ . قال : وذلك أنّ سارةَ غَضِبَت عليها فحلفت أن تقطع ثلاثةَ أعضاءٍ من أعضائها فأمرَها إبراهيمُ عليه السّلام أن تَبَرَّ قَسَمَها بثَقْبِ أُذُنَيْها وخَفْضِها فصارت سُنَّةً في النساء . والهَجْرُ بالفتح . جاء ذِكرُه في شِعر قاله الحازميّ . والهُجَيْرُ كزُبَيْر . موضعان . والهاجِريُّ : البِناءُ كأنّ مَنْسُوبٌ إلى هَجَر مَأْخُوذٌ من قَوْلِ الشاعرِ الذي تقدّم ذِكرُه عند ذِكرِ هاجِريّ . الهاجِرِيُّ أيضاً : مَن لَزِمَ الحَضَر وهذا على حقيقته فإنّ الهِجْرَةَ عندهم هي الانتقالُ من البَدْوِ إلى القُرى كما تقدّم . والهَجُورِيّ بالفتح : اسمُ الطّعامِ الذي يُؤكَل نِصفَ النّهارِ قال الأَزْهَرِيّ : سَمِعْتُ غيرَ واحدٍ من العرب يقول هكذا . والتَّهَجُّر : التَّشبُّه بالمُهاجِرين ومنه قَوْلُ عمر Bه : هاجِروا ولا تَهَجَّروا . قال أبو عُبَيْد : يقول : أَخْلِصوا الهِجرَةَ لله تعالى ولا تَشبَّهوا بالمُهاجِرين على غيرِ صِحَّةٍ منكم فهذا هو التَّهَجُّر وهو كقولِك : فلانٌ يَتحلَّم وليس بحليم أي أنّه يُظهِر ذلك وليس فيه . وهجرَةُ البُحَيْح كزُبَيْر : قربَ صنعاءِ اليمن نقله ياقوت في المُعجَم وهَجرَةُ ذي غَبَبٍ مُحرَّكةً وَضَبَطه الصَّاغانِيّ كصُرَد قُربَ ذَمارِ باليمن نقله ياقوت . ثم إنّ مُقتضى سِياق المصنِّف أنهما بالفتح ورأيتُ الصَّاغانِيّ قد ضَبَطَهما بالكسر بخطّه مُجَوِّداً وهو المشهور على الألسنة . وذو هَجَرَان الحِمْيَريّ مُحرَّكةً هو ابنُ نُسْمى بضم النون وسكون السين المهملة مقصور من بني مِيتَمٍ بن سَعْدٍ كمِنْبَر من الأَذْواء وهو من الأَقْيال . يقال : عَدَدٌ مُهْجِرٌ كمُحسِن أي كَثيرٌ قال أبو نُخَيْلةَ السَّعديّ : .
" هذاكَ إسحاقُ وقِبْضٌ مُهْجِرُ قال الصَّاغانِيّ : هكذا أَنْشَده الأَزْهَرِيّ . وفي رَجْزِه : مُجْهِر على القلب . وإسحاق هو ابنُ مُسلِم العُقَيْليُّ . والمُتَهَجِّرُ : فرَسُ عبدِ يَغوثَ بن عَمْرِو بن مُرَّة بن هَمّام . والهُجَيْرَة : تصغير الهَجْرَة بالفتح : وهي السَّنَةُ التّامّةُ قاله ابْن الأَعْرابِيّ . هكذا نَقَلَه الصَّاغانِيّ عنه كما رأيتُه في التّكملة وتَبِعَه المُصنِّف وهو تَصحيفٌ قَبيحٌ وصوابُه على ما هو في التّهذيب للأزهريّ نقلاً عن ابْن الأَعْرابِيّ . والهُجَيْرَة : تصغير الهَجْرَة وهي السَّمينَةُ التّامةُ . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : الهَجْرُ : تَرْكُ ما يَلْزَمُكَ تَعاهُدُه قاله الليث . والمُهاجَرَة في الذِّكْر : تَرْكُ الإخلاصِ فيه فكأنّ قلبَه مُهاجِرٌ للسانِه ومنه الحديث : " ومنَ الناسِ مَن لا يَذْكُر اللهَ إلاّ مُهاجِراً " يريد هِجْرانَ القلب . وَهَجَره : أَغْفَله . ومُهاجَرُ إبراهيمَ بفتح الجيم : الشّامُ . ومنه الحديث : " سيكون هِجْرَةٌ بعد هِجرَةٍ فخِيارُ أهلِ الأرضِ أَلْزَمُهم مُهاجَرَ إبراهيم " وإنّما أُضيف إليه لأنّه عليه السلامُ لمّا خرجَ من أرضِ العراق مضى إلى الشامِ وأقام به . وهذا المكانُ أَهْجَرُ من هذا أي أحسنُ . حكاه ثعلب . وأنشد : .
" تَبدَّلَتُ داراً مِن دِيارِكَ أَهْجَرا