وقد وَتَرَه يَتِرُه وَتْرَاً ووِتْراً وتِرَةً هذا في الوَتْرِ الذَّحْل ؛ وأمّا في الوِتْر العَدد فلا يقال إلاّ أَوْتَر يُوتِر . في المُحكَم : وَتَرَ القومَ يَتِرُهم وَتْرَاً : جعلَ شَفْعَهم وِتْراً قال عَطاءٌ : كان القومُ وَتْرَاً فَشَفَعْتُهم وكانوا شَفْعَاً فَوَتَرْتُهم كَأَوْتَرْتُهم ومنه الحديث : " إذا اسْتَجْمَرْت فأَوْتِر " أي اجعل الحجارةَ التي تَستنجي بها فَرْدَاً . وَتَرَ الرجلَ : أَفْزَعه عن الفَرَّاء كلّ من أَدْرَكهُ بمَكْروهٍ فقد وَتَرَه . وَوَتَرَهُ مالَهُ وحقَّه : نَقَصَهُ إيّاه وهو مَجاز وفي التنزيل : " وَلَنْ يَتِرَكُم أَعْمَالَكُم " أي لن يَنْقُصكم من ثوابكم شيئاً . وقال الجَوْهَرِيّ : أي لن يَنْتَقِصَكُم في أعمالكم كما تقول : دخلتُ البيتَ وأنت تريد : في البيت وأحدُ القَولين قريبٌ من الآخر . وفي الحديث : " مَن فاتَتْه صلاةُ العَصْرِ فكأنّما وُتِرَ أهلَه ومالَه " أي نُقص أهلَه ومالَه وبَقِيَ فَرْدَاً يقال : وَتَرْتُه إذا نَقَصَته فكأنّك جَعَلْته وِتْراً بعد أن كان كثيراً . وقيل : هو من الوَتْر : الجِناية التي يَجنيها الرجلُ على غيره من قَتْل أو نَهْبٍ أو سَبْيٍ فشَبَّه ما يلحق مَن فاتتْه صلاةٌ بمن قُتل حَميمُه أو سُلِب أهلَه ومالَه . ويُروى بنصْب الأهل ورَفعِه . فَمَنَ نَصَبَ جَعَلَه مَفْعُولاً ثانياً لوُتِرَ وأضمر فيهما مفعولاً لم يسمِّ فاعله عائداً إلى الذي فاتته الصَّلاة ومَن رَفَعَ لم يُضمر وأقامَ الأهلَ مُقامَ ما لم يُسَمَّ فاعلُه لأنّهم المصابون المأخوذون فمن رَدَّ النّقصَ إلى الرجُل نَصَبَهما ومن رَدَّه إلى الأهل والمال رَفَعَهما . وفي حديث آخر : " مَن جَلَسَ مَجْلِساً لم يُذكَر الله فيه كان عليه تِرَةً " أي نَقْصَاً والهاءُ فيه عوضٌ عن الواو المحذوفة وقيل : أراد بها هنا التَّبِعةَ . والتَّواتُر : التَّتابُع : تَتابُع الأشياء أو مع فَتَرَاتٍ وبينها فَجَوَاتٌ . وقال اللّحيانيّ : تواتَرَتْ الإبلُ والقَطا وكلُّ شيءٍ إذا جاء بعضُه في إثر بعضٍ ولم تجئْ مُصْطَفَّةً . وقال حُمَيْد بن ثَوْر : .
قَرينةُ سَبْعٍ إنْ تَواتَرْن مَرَّةً ... ضَرَبْنَ وصَفَّتْ أَرْؤُسٌ وجُنوبُ وليست المُتواتِرَةُ كالمُتدارِكَة والمُتتابِعَة . وقال مَرّةً : المُتَواتِرَةُ كالمُتَدارِكة والمُتتابِعة . وقال مَرَّةً : المُتواتِر : الشيءُ يكون هُنَيْهةً ثمّ يجيءُ الآخرُ فإذا تتابَعت فَلَيْستْ مُتواترةً إنما هي مُتدارِكَة ومُتتابعة على ما تقدّم . وقال ابْن الأَعْرابِيّ : تَرَىَ يَتْري إذا تَراخي في العمل فعَمِل شيئاً بعد شيءٍ . وقال الأصمعيُّ : واتَرْتُ الخَبرَ : أَتْبَعتُ وبين الخَبَرَيْن هُنَيْهةٌ . وقال غيرُه : المُواتَرَة : المُتابَعة وأصلُ هذا كلّه من الوَتْر وهو الفَرْد وهو أنِّي جَعَلْتُ كلَّ واحدٍ بعد صاحبِه فَرْدَاً فَرْدَاً . والخَبرُ المُتَواتِرُ : أن يُحَدِّثَه واحدٌ بعد واحدٍ وكذلك خَبرُ الواحدِ مثلُ المُتواتر . والمُتَواتِرُ : كلُّ قافيةٍ فيها حرفٌ مُتحرِّكٌ بَيْنَ حرفَيْن ساكنَيْن كمَفاعيلُنْ وفاعِلاتُنْ وفَعلاتُنْ ومَفْعولُنْ وفَعْلُن وفَلْ إذا اعتمد على حرف ساكن نحو فَعُولُنْ فِلْ وإيّاه عنى أبو الأسود بقوله : .
وقافِيَةٍ حَذَّاءَ سَهْلٍ رَوِيُّها ... كسَرْدٍ الصَّناع ليس فيها تَواتُرُ