وعَقَرَبهِ : قَتَلَ مَرْكُوبَه وجَعَلَه راجِلاً ومنه الحديث : فَعَقَر حَنْظَلَةُ الراهِبُ بأَبِي سُفْيَاَن بنِ حَرْبٍ أَي عَرْقَبَ دابَّتَه ثم اتُّسِعَ في العَقْرِ حتى استُعْمِلَ في القَتْلِ والهَلاَكِ . ومنه الحديث أَنّه قال لمُسَيْلِمَةَ الكَذّاب : وإِنْ أَدْبَرْتَ ليَعْقِرَنَّكَ اللهُ أَي ليُهْلِكَنّك . وحَدِيثُ أُمّ زَرْع : وعَقْر جارِتها أَي هَلاكها من الحَسَدِ والغيظ . وقولُهم : عَقَرْتَ بي أَي أَطَلْتَ حَبْسِي كأَنَّك عَقَرْتَ بَعيرِي فلا أَقْدِرُ على السَّيْرِ . وأَنشد ابنُ السَّكّيت : قد عَقَرَتْ بالقَوْمِ أُمُّ خَزْرَجِ . وفي الأَساس : وعَقَرَتْ فُلانةُ بالرَّكْب : بَرَزَت لهم فطالَ وُقُوفُهم عَلَيْهَا فكأَنَّهَا عَقَرَتْ بهم رِكَابَهم . وبَنو فلاٍن عَقَرُوا مَراعِيَ القَوْمِ : قَطَعُوها وأَفْسَدُوهَا . وفي اللّسَان : قال ابن بُزُرْج : يقال : قد كانَتْ لي حاجَةٌ فعَقَرَنِي عنها أَي حَبَسَنِي عنها وعاقَنِي . قال الأَزهريّ : وعَقْرُ النَّوَى منه مَأْخُوذ . والعَقِيرَة : مُنْتَهَى الصَوْتِ عن ابنِ السِّكّيت . وحَكَى سيبويه في الدُّعاءِ : جَدْعاً له وعَقْراً . وقال : جَدَّعْتُه وعَقَّرْتُه : قلْتُ له ذلك . والعَرَبُ تَقُول : نَعُوذُ بالله من العَواقِر والنَّواقِر . حَكاهُ ثَعْلَب قال : والعَواقِرُ : مَا يَعْقِرُ والنَّوَاقِرُ : السِّهَام التي تُصِيبُ . وفي الحديث : أَنّه مَر بأَرْضٍ تُسَمَّى عَقِرَة فسمّاهَا خَضِرَةً . قال ابنُ الأَثِير . كأَنّهُ كَرِهَ لها اسمَ العَقْرِ لأَن العاقِرَ المَرْأَةُ التي لا تَحْمِل . وشَجَرَةٌ عاقِرٌ : لا تَحْمِل فسَمّاهَا خَضِرَةً تفاؤلاً فيها ويجوز أَنْ يكون من قولهم : نَخْلَةٌ عَقِرَةٌ إِذا قُطِعَ رَأْسُها فيَبِسَت . والعَقِيرُ : فَرَسٌ كُسِفَ عُرْقُوباهُ فلَمْ يُحْضِرْ . قال لَبِيدٌ : .
لَمّا رَأَى لُبَدُ النُّسُورَ تَطَايَرَتْ ... رَفَعَ القَوَادِمَ كالعَقِيرِ الأَعْزلِ وفي المَثَل : إِنّمَا يُهْدَم الحَوْضُ من عُقْرِه أَي إِنّما يُؤْتَى الأَمرُ من وَجْهه . وعُقْرُ البئرِ بالضَّمّ : حيث تَقَع أَيْدِي الوارِدَةِ إِذا شَرِبَتْ . وعَقْرُ كلِّ شيْءِ بالفَتْح : أَصْلُه . ويُقَال : عُقِرَتْ رَكِيَّتُهم على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه إِذا هُدِمَتْ . وفي الحديثِ : قالت أُمّ سَلَمَةَ لعائشَةَ رَضِيَ الله عنهما عند خُرُوجِها إلى البَصْرَة : سَكَّنَ الله عُقَيرَاكِ فلا تُصْحِرِيها أَي أَسْكَنَكِ الله بَيْتَك وعَقَارَك وسَتَركِ فيه فلا تُبْرِزِيه . قال ابنُ الأَثِير : هو اسمٌ مُصَغَّر مُشْتَقٌّ من عُقْرِ الدار . وقال القُتَيْبِيّ : لم أَسْمَع بعُقَيْرَي إِلاّ في هذا الحديث . قال الزَّمَخْشَرِيّ كأَنّهَا تَصْغِيرُ العَقْرَى على فَعْلَى مِنْ عَقِرَ إِذا بَقِيَ مَكَانَه لا يَتَقَدّم ولا يَتَأَخّر فَزَعاً أَو أَسَفاً أَو خَجَلاً وأَصْلُه مِنْ عَقَرْتُ به إِذا أَطَلْتَ حَبْسَه كأَنَّك عَقَرْتَ راحِلَتَه فبَقِيَ لا يَقْدِرُ على البَرَاحِ ؛ وأَرادَتْ بها نَفْسَها أَي سَكِّنِى نَفْسَك التي حَقُّهَا أَنْ تَلْزَم مَكانَها ولا تَبْرُز إِلى الصَّحْرَاءِ من قوله تَعالى : وقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ولاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُوْلَى . كذا في اللسان . وفي الحَدِيث : خَيْرُ المالِ العُقْر : أَراد أَصْلَ مال له نَماءٌ . وفي الحديث : أَنّه أَقْطَعَ حُصَيْنَ بنَ مُشَمِّتٍ ناحِيَةَ كذا واشْتَرَط عليه أَنْ لا يَعْقِرَ مَرْعاها أَي لا يَقْطَع شَجَرَها . وظَبْيٌ عَقِيرٌ : دَهِشٌ . قال المُنَخَّل اليَشْكُرِيّ : .
فلَثَمْتُها فتَنَفَّسَتْ ... كتَنَفُّسِ الظَّبْيِ العَقِيرِ