وعَاقَرَه : فاخَرَه وكارَمَه وفاضَلَه في عَقْرِ الإِبِل . ويقال : تَعَاقَرَا إِذا عَقَرَا إِبلَهُمَا يَتَبَارَيَانِ بِذلك لِيُرَى أَيُّهما أَعْقَرُ لَهَا . ومِن ذلك مُعَاقَرَةُ غالِبِ بن صَعْصَعَةَ أَبي الفَرَزْدَقِ وسُحَيْمِ بن وَثِيل الرِّيَاحِيّ لَمّا تَعاقَرَا بصَوْأَر فعَقَر سُحَيْمٌ خَمْساً ثم بَدَا لَهُ وعَقَر غالبٌ مائِةً . وقد تقدم في ص أ ر . وفي حَدِيثِ ابنِ عَبّاس : لا تَأْكُلُوا مِنْ تَعاقُرِ الأَعْرَابِ فإِنّي لا آمَنُ أَنْ يَكُونَ مِمّا أُهِلَّ به لِغَيْرِ الله . قال ابنُ الأَثير : هو عَقْرُهُم الإِبِلَ ؛ كان الرَّجُلان يَتَبَارَيان في الجُوْدِ والسَّخَاءِ فيَعْقِرُ هذا وهَذا حَتَّى يُعَجِّزَ أَحَدُهما الآخَرَ وكانوا يَفْعَلُونَهُ رِياءً وسُمْعَةً وتَفَاخُراً ولا يَقْصِدُون به وَجْهَ الله تعالَى فشَبَّهَه لما ذُبِحَ لِغَيْر اللهِ . وفي الحَِديث : لا عَقْرَ في الإِسْلام . قال ابنُ الأَثِير : كانُوا يَعْقِرُون الإِبِلَ على قُبُور المَوْتَى أَي يَنْحَرُونَهَا ويَقُولون : إِنَّ صاحِبَ القَبْرِ كان يَعْقِر للأَضْيَاف أَيَّامَ حَياته فنُكَافِئُه بمِثْلِ صَنِيعِهِ بَعْدَ وَفَاتِه وأَصْلُ العَقْرِ ضَرْبُ قَوَائمِ البَعِيرِ أَو الشاةِ بالسَّيْفِ وهو قائمٌ . وفي الحديث : لا تَعْقرَنَّ شاةً ولا بَعِيراً إِلاَّ لمَأْكَلَةٍ . وإِنَّمَا نُهِىَ عنه لأَنَّه مُثْلَةٌ وتَعْذِيبٌ للحَيَوان . وقال الأَزهريّ : العَقْرُ عند العَرَب : كَسْفُ عُرْقوبِ البَعير ثم يُجْعَلُ النَّحْرُ عَقْراً لأَنّ ناحِرَ الإِبِلِ يَعْقِرُهَا ثمّ يَنْحَرُهَا . والعَقِيرَة : ما عَقَرْتَ من صَيْدٍ أَو غَيْرِه فَعِيلَةٌ بمعنى مَفْعُولة . والعَقِيرَةُ : صَوْتُ المُغَنِّى إِذا غَنَّى والعَقِيرَةُ : صَوْتُ الباكِي إِذا بَكَى والعَقيرَةُ : صَوْتُ القارِئ إِذا قضرَأَ . وقيلَ : أَصْلُه أَنّ رَجُلاً عُقِرَت رِجْلُه فوضَعَ العَقِيرَة على الصَّحِيحَة وبَكَى عَلَيْهَا بأَعْلَى صَوْتِه فَقِيلَ : رَفَع عَقِيرَتَه ثم كَثُر ذلك حتى صُيِّرَ الصَّوْتُ بالغناءِ عَقيرَة . قال الجوهريُّ : قيل لكُلِّ من رَفَع صَوْتَه : رَفَعَ عَقِيرَتَه . ولم يُقَيِّد بالغِناءِ . قلت : فالجوهريّ لا حَظَ أَصْلَ المَعْنَى وتَرَك ما يَتَفَرَّع عَلَيْه وهُوَ من التَّفَطُّن بمَكان كما لا يَخْفَى . والعَقِيرَةُ : الرَّجُلُ الشَّرِيفُ يُقْتَلُ وفي بعض نُسَخ الإِصلاحِ لابن السِّكِّيت : ما رأَيت كاليَوْمِ عَقِيرَةً وَسْطَ قَوْم . قال الجوهريّ : يُقَال : ما رأَيتُ كاليَوْمِ عَقِيرَةً وَسْطَ قومٍ للرجلِ الشَّريفِ يُقْتَل . والعَقِيرَةُ : الساقُ المَقْطُوعَةُ قال الأَزهريّ : وقيل فيه : هو رَجُلٌ أُصِيبَ عُضْوٌ من أَعضائه وله إِبلُه فرفَع صَوْتَه بالأَنِينِ لِمَا أَصابَهُ من العَقْرِ في بَدَنِه فتَسَمَّعَت إِبلُه فحَسِبْنَه يَحْدُو بها فاجْتَمَعَتْ إِليه فقِيلَ لكُلّ مَنْ رَفَع صَوْتَه بالغِنَاءِ : قد رَفَع عَقِيرتَه . واعْتَقَر الظَّهْرُ من الرَّحْلِ والسَّرْجِ وانْعَقَر : دَبِرَ وقد عَقَرَه إِذا أَدْبَرَه . ومنه قولُه : عَقَرْتَ بَعِيرِي يا امْرَأَ القَيْسِ فانْزِلِ . يقال : عَقَرَ الرَّحْلُ والقَتَبُ ظَهْرَ النّاقةِ ؛ والسَّرْجُ ظَهْرَ الدّابّةِ يَعْقِرُه عَقْراً : حَزَّهُ وأَدْبَرَهُ . وسَرْجٌ مِعْقَارٌ كمِصْبَاحٍ ومِعْقَرٌ كمِنْبَرٍ ومُعْقِرٌ مِثْلُ مُحْسِن وعُقَرَةٌ مثل هُمَزَة وعُقَرٌ مِثْلُ صُرَدٍ وهذه عن أَبي زَيْد وعاقُورٌ مِثْلُ قابُوسٍ وهذه عن التكملة : غيرُ وَاقٍ يَعْقِر الظَّهْرَ وكذلك الرَّحْلُ . وقال أَبو عُبَيْد : لا يُقَال مِعْقَرٌ إِلاّ لِمَا كانَتْ تلك عادَتَه فأَمّا ما عَقَرَ مَرَّةً فلا يكونُ إِلاّ عاقِراً . وأَنشد أَبو زَيْد للبَعِيث : .
أَلَدُّ إِذا لاقَيْتَ قَوْماً بخُطَّةٍ ... أَلحَّ على أَكْتَافِهِمْ قَتَبٌ عُقَرْ