وفي التكملة : َِشجَرَ الشيءَ عن الشَّيْءٍ إذا نَجاهُ قال العَجّاج : وشَجَرَ الهُدّأبَ عنْهُ فجفا أي جافاهُ عنه فتجافى وإذا تجافى قيل : اشْتَجَرَ وأنْشجرَ . شَجَرَ الرجل عن الأمْر يشجره شَجراً إذا منعه ودفعه . شجرَ الفمَ : فتحه وقد جاءَ في حديثِ سعدٍ " أنّ أُّمه قالتْ له : لا أطعمُ طعاماً ولا أشربُ شراباً أو تكفرَ بمحمد قال : فكانوا إذا أرادو أن يطُعموها أو يسقوها شجروا فاها " أي أدخلوا في شجرهِ عُوداً ففتحوه . وفي الأساس : شجروا فاه فأوجروه إذا فتحوه بعودٍ . ففي إطلاق المُصنف الفتح نظرٌ . شجرَ الدابةَ يَشجرها شجراً : ضربَ لِجامها : ليكفيها حتى فتحتْ فاها ومنه حديثُ العباس ابن عبد المطلب Bه قال : " كنتُ آخذاً بحكمةِ بغلةِ رسولِ الله A يوم حُنين وقد شجرتها " كذا في التكملة . قلت : وفي روايةٍ : " والعباسُ يشجرها . أو يشجرها . بلجامها " .
شجرَ البيتَ يشجره شجراً عمدهَ بِعُودٍ هكذا في النُسخ والصواب بعمودٍ كذا في اللسان وكلُّ شيءٍ عمدتهَ بِعمادٍ فقد شجرته . شجرَ الشجرةَ والنباتَ شجراً : رفعَ ما تدلى من أغصانها وفي التهذيب : وإذا نزلتْ أغصانُ شجرٍ أو ثوب فرفعته وأجفيته قلتَ : شجرته فهو مشجورٌ . شجرهَ بالرُّمحِ : طعنه حتى اشتبكَ فيه . وتشاجروا بالرماح : تطاعنوا وكذا اشتجروا برماحهم . شجرَ الشيءَ : طرحه على المِشجرِ وهو المشجبُ وسيأتي قريباً في المادة . وشجرِ كفرحَ : كَثرَ جمعه هكذا أورده الصاغاني في التكملة وكان الأصمعي يقول : كُلُّ شيءٍ اجتمعَ ثُمّ فرقَ بينه شيءٌ فانفرقَ فهو شجرٌ .
والشجرُ بفتح فسكون : الأمرُ المُختلفُ وقد شجرَ الأمرُ بينهم وقد تقدم . الشجرُ : ما بينَ الكرينِ مِنَ الرحلِ أي رَحلِ البعيرِ وهو الذي يلتهمُ ظهره والكرُّ ما ضمَّ الظلفتينِ كما سيأتي ويقال لما بين الكرينِ أيضاً : الشرخُ والشخرُ بالخاءِ المعجمة كما سيأتي . الشَّجْرُ : الذَّقَنُ عزاه الصاغاني إلى الأصمعي . قيل : الشجرُ : مخرجُ الفمِ ومفتحه هكذا بالخاءِ المعجمة والراءِ من خرج في النسخ والصواب مفرجُ الفمِ بالفاءِ . شجرُ الفمِ مؤخره أو هو الصامغُ أو هو ما انتفحَ من مُنطبق الفمِ أو هو مُلتقي اللهْزِمتينِ أو هو ما بينَ اللحيينِ الأخيرُ عن أبي عمروٍ . وقيل : هو مُجتمعَ اللحيينِ تحتَ العنفقة وبه فسر حديثُ بعض التابعين " تفقدْ في طهارتك كذا وكذا والشاكلَ والشجرَ " إحدى الرواياتِ " قُبضَ رسولُ الله A بين شَجريِ ونحري " .
وشجْرُ الفَرَس : ما بين أعالي لَحْييْه من مُعْظمها . ج أشْجارٌ وشُجورٌ بالضمّ وشجارٌ بالكسر . والضّادُ من الحُرُوف الشَّجْرِية ويجْمَعُها قولك شضج الشين والضاد والجيم . واشْتَجَرَ الرّجلُ : وضعَ يَدهُ تحتَ ذقنه وأتَّكأ على المرْفقِ ولم يَضَعْ جَنْبهُ على الفرْش وقيل : وضعَ يده على حَنَكهِ قال أبو ذُؤيْب : .
نامَ الخَلِيُّ وبِتُّ الليلَ مُشْتجراً ... كأنَّ عيْنيَ فيها الصّابُ مذْبُوحُ وقيل : باتَ مُشْتَجراً إذا اعْتمدَ بشَجْره على كَفِّه . والمشْجَرُ كمنْبرٍ والشِّجارُ مثل : كتابٍ ويُفْتحان وقد أنكر شيخُنا الفتح في الأول وادَّعى أنه غيرُ معروف ولا سَلف له في ذلك مع أنه مُصَرَّحٌ به في اللِّسان بل وغيره من الأمَّهات : عُودُ الهَوْدجِ الواحدةُ مَشْجَرَةٌ وشَجارةٌ . وفي المحكم : المَشْجرُ : أعوادٌ تُرْبط كالمشْجب يوضع عليها المتاع والجمعُ المشاجِرُ سُمِّيتْ لتشابُكِ عيدانِ الهوْدجِ بعضها في بعض . وقال اللَّيْث : الشِّجارُ : خَشَبُ الهوْدجِ فإذا غُشِّيَ غِشاءَه صار هَوْدَجاً . أو مَرْكَبٌ من مَرَاكب النساءِ أصْغَرُ منه مَكْشوف الرأس قاله أبو عَمرو ومنه قولُ لبيدٍ : .
وأرْبدُ فارسُ الهَيْجا إذا ما ... تقعَّرَتِ المَشَاجرُ بالفِئامِ