الحَصَرُ : البُخْلُ وقد حَصِرَ إِذا بَخِلَ ويقال : شَرِبَ القَوْمُ فحَصِرَ عليهم فُلانٌ أَي بَخِلَ وكُلُّ من امْتَنَع من شَيْءٍ لم يَقْدِر عليه فقد حَصِرَ عنه . الحَصَرُ : العِيُّ في المَنْطِقِ . تقولُ : نَعُوذُ بِك من العُجْب والبَطَر ومن العِيِّ والحَصَر . وقد حَصِرَ حَصَراً إِذا عَيِىَ . وفي شرح مُفَصَّل الزَّمَخْشَرِيّ أَنَّ العِيَّ هو استِحْضَارُ المَعَنى ولا يَحْضُرُك اللَّفْظُ الدّالُّ عليه والحَثرُ مثْلُه إِلا أَنّه لا يَكُون إِلا لسبَب مِن خَجَلٍ أَو غَيْرِه . قيل : الحَصَرُ : أَن يَمْتَنِعَ عَنٍ القِرَاءَةِ فلا يقْدِر عَلَيْه . وكُلُّ مَنِ امْتَنَع من شَيْءٍ لم يَقْدِر عَلَيْه فقد حَصِرَ عَنْه . قال شيخُنا : كلامُ المُصَنّف كالمُتناقِض لأَنَّ قولَه يَمْتَنع يَقْتَضي اختياره وقوله : فلاَ يَقْدِر صَرِيحٌ في العَجْز والأَوْلَى أَنْ يُقَالَ : وأَن يُمْنعَ من الثُّلاثّي مَجْهُولاً . قُلتُ : إِذا أَردْنا بالامْتِنَاع العجْز فلا تَنَاقُض . الفِعْلُ في الكُلِّ حَصِرَ كفَرِحَ حَصَراً فهو محصور وحَصِرٌ وحَصِيرٌ . والحَصِيرُ : الضَّيِّقُ الصَّدْرِ كالحَصُور كصَبُور . قال الأَخْطَل : .
وشارِبٍ مُرْبِحٍ بالكَأْسِ نادَمَني ... لا بالحَصُورِ ولا فيها بِسآّرِ . الحَصِيرُ : البَارِيّةُ وقد صاحِبُ العَيْن وكَثِيرٌ من الأَئمَّة في ا مُعْتَلّ وهو الصّوابُ . وفي المصباح البَارِيَّة : الحَصيرُ الخَشِنُ وهو المعروفُ في الاسْتِعْمَال ثم ذَكَرَ لُغَاتِه الثّلاثَةَ وقال غَيْرُه . الحَصِيرُ : سَفيفة تُصْنَع من بَرْدِيّ وأَسَل ثم يُفْتَرَشُ سُمِّيَ بذلك لأَنّه يَلِي وَجْهَ الأَرْض . وفي الحدِيث " أَفْضَلُ الجِهادِ وأَكمَلُه حَجٌّ مَبْرُورٌ ثم لزُومُ الحُصْرِ " بضَمٍّ فَسُكُون جَمْعِ حَصِير لِلَّذِي يُبْسَط في البُيُوت وتُضَمُّ الصَّاد وتُسَكَّن تَخْفِيفاً . وقيل سُمِّيَ حصِيراً لأَنَّه حُصِرَت طَاقَتُه بَعضُها مع بعض . وفي المَثل : " أَسِيرٌ عَلَى حَصِير " . قال الشَّاعر : .
فأَضْحَى كالأَمِيرِ على سَرِير ... وأَمْسَى كالأَسِير على حَصِيرِ . الحَصِيرُ : عِرْقٌ يَمْتَدُّ مُعْتَرِضاً على جَنْبِ الدَّابَّةِ إِلى ناحِيَة بَطْنِهَا . وبه فَسَّر بَعْضُهُم حديثَ حُذَيْفَة : " تُعَرضُ الفِتَنُ على القُلُوب عَرْضَ الحَصِير " شَبَّه ذلك لإِطافَتِه . الحَصِيرُ : الحَصِيرُ : لَحْمَةٌ كذلِك أَي ما بين الكَتِفِ إِلى الخَاصِرَة . الحصِيرُ : العَصَبَةُ الَّتي بَيْن الصِّفَافِ ومَقَطِّ الأَضْلاعِ وهو مُنْقَطَع الجَنْب . وفي كتاب الفرْق لابن السِّيد : وحَصِيرُ الجَنْب : ما ظَهَرَ من أَعَالِي ضُلُوعِه . قيل الحَصِيرُ : الجَنْبُ نَفْسُه سُمِّي به لأَنَّ بعْضَ الأَضْلاع مَحْصُورٌ مَعَ بَعْض قاله الجوْهَرِيّ والأَزْهَرِيّ . ومنه قَولُهم : دَابَّةٌ عَرِيضُ الحَصِيريَنْ . وأَوْجَعَ اللهُ حَصِيرَيْه : ضُرِبَ شَدِيداً كما في الأَساس الحَصِيرُ : المَلِكُ لأَنَّه محجوبٌ عن النّاس أَو لكَوْنِه حَاصِراً أَي مانِعاً لمَنْ أَرادَ الوصولَ إِليه . قال لَبِيد : .
وقَمَاقِمٍ غُلْبِ الرِّقَابِ كأَنَّهمْ ... جِنٌّ على بَابِ الحَصِيرِ قِيامُ والمُرَادُ به النُّعْمَانُ بْنُ الْمُنْذِر . ورُوِىَ : .
" لَدَى طَرَفِ الحَصِير قِيَامُ