الحجْرُ مُثَلَّثَةً : المَنْعُ مِن التَّصَرُّفِ . وحَجَرَ عليه القاضِي يَحْجُرُ حَجْراً إِذا مَنَعَه مِن التَّصَرُّفِ في مالِه وفي حديث عائشةَ وابنِ الزُّبَيْرِ : لقد هَمَمْتُ أَن أَحْجُر عليها " أَي أَمنَعَ قال ابن الأَثِير : ومنه حَجْرُ القاضِي على الصَّغِيرِ والسَّفِيهِ إِذا مَنَعَهُما من التصرُّفِ في مالهما والضَّمَّةُ والكسرةُ فيه لُغَتَانِ كالحُجْرانِ بالضمِّ والكسرِ .
قال ابن سِيدَه : حَجَرَ عليه يَحْجُرُ حَجْراً وحُجْراً وحِجْراً وحُجْراناً وحِجْراناً . مَنَعَ منه .
ولا حُجْرَ عنه لا مَنْعَ ولا دَفْعَ . الحَجْرُ : بالفتحِ والكسرِ : حِضْنُ الإِنسانِ . صَرَّحَ باللُّغَتَيْن الزَّمَخْشَرِيُّ في الأَساس وابن سِيدَه في المُحْكَم جَمْعُه حُجُور . وفي سُورة النِّساءِ : " في حُجُورِكُم مِن نِسَائكُم " وفي حديث عائشةَ رضي اللُه عنها : " هي اليتيمةُ تكونُ في حَجْرِ وَلِيِّها " .
الحجْرُ بالضمِّ والكسرِ والفتحِ : الحَرَامُ والكسرُ أَفْصَحُ " وحَرْثٌ حِجْرٌ " أَي حَرامٌ قُرِئَ بهنّ . ويقولُون : حِجْراً مَحْجُوراً أَي حَراماً مُحَرَّماً كالمَحْجرِ والحاجُورِ . قال حُمَيْدُ بنُ ثَوْر الهلالِيُّ : .
فَهَمْتُ أَنْ أَغْشَى إِليهَا مَحْجِراً ... ولَمِثْلُهَا يُغْشَى إِليه المَحْجِرُ . يقول : لَمِثْلُها يُؤْتَى إِليه الحَرَامُ . ورَوَى الأَزهريُّ عن الصَّيْدَاوِيِّ أَنه سَمِعَ عبويه يقولُ : المَحْجَرُ بفتحِ الجيمِ : الحُرْمَةُ وأنشد يقول : .
" وهَمَمْتُ أَن أَغْشَى إِليها مَحْجَراً . وقال سِيبويهِ : ويقولُ الرجلُ للرجلِ : أَتفعلُ كذا وكذا يا فلانُ فيقول : حَجْراً أي ستْراً وبراءَةً من هذا الأمرِ وهو راجعٌ إلى معنَى التَّحْرِيمِ والحُرْمةِ قال اللَّيْث : كان الرجلُ في الجاهليَّة يَلْقَى الرجلَ يَخافهُ في الشَّهر الحرامِ فيقول : حُجْراً محْجُوراً أَي حَرامٌ مُحرَّم عليكَ في هذا الشهر فلا يَبْدؤُه منه شَرٌّ . قال : فإِذا كان يوم القِيامةِ رَأَى المشرِكون ملائكةَ العذابِ فقالوا : " حِجْراً محجُورا " وظَنُّوا أَن ذلك يَنفعُهم كفِعْلِهم في الدنيا وأَنشد : .
حتَّى دَعونا بأَرْحامٍ لنا سلَفَتْ ... وقال قائِلُهُم : إِنِّي بحاجُورِ . يَعنِي بمعَاذ يقول : أَنا مُتَمسِّكٌ بما يُعِيذُني منكَ ويَحْجُركَ عنِّي . قال : وعلى قياسه العاثُورُ وهو المَتْلَفٌ . قال الأَزهريُّ : أَمّا ما قاله اللَّيْث من تفسير قوله تعالى : " ويَقولُون حِجْراً محْجُوراً " إنه من قول المُشرِكين للملائكة يومَ القيامةِ فإِن أَهلَ التفسيرِ الذي يُعْتَمَدُون مثل ابنِ عبّاس وأَصحابِه فَسَّرُوه على غير ما فَسَّره اللَّيثُ قال ابن عبّاس : هذا كلُّه مِن قول الملائكةِ قالوا للمُشْرِكين : " حِجْراً محْجُورا " أَي حُجِرَتْ عليكم البُشْرَى فلا تُبَشَّرُون بخَير . ورُوِيَ عن أَبي حاتمٍ في قوله تعالى : " ويقولُون حِجْراً " تَمّ الكلامُ . قال الحَسَنُ : هذا من قول المُجْرِمين فقال اللهُ : مَحْجوراً " عليهم أَن يُعاذُوا كما كانوا يُعاذُون في الدنيا فحَجَرَ اللهُ عليهم ذلك يومَ القِيامَةِ . قال أَبو حاتمٍ : وقال أَحمدُ اللُّؤْلُئِيّ : بَلَغَنِي عن ابن عَبّاس أَنه قال : هذا كلُّه من قول الملائكة . قال الأَزهريُّ : وهذا أَشْبَهُ بنَظْمِ القرآنِ المُنَزَّلِ بِلسانِ العرب وأَحْرَى أَن يكون قوله تعالى : " حِجْراً مَحْجُورا كلاماً واحداً لا كلامَيْن مع إضمار كلامٍ لا دليلَ عليه .
الحَجْرُ بالفتح : نَقَا الرَّمْلِ . الحَجْرُ : مَحْجِرُ العَيْنِ وهو ما دارَ بها وشاهِدُه قولُ الأَخْطَلِ الآتِي في المُسْتَدركات . حَجْر بلا لام : قَصَبةٌ باليمامةِ مُذَكَّر مصروف وقد يُؤَنَّثُ ولا يُصْرفُ كامرأَةٍ اسمُها سَهْل . وقيل : هي سُوقُها وفي المراصد : مدِينَتُها وأُمُّ قُراها وأَصلها لِحنِيفَةَ ولكلِّ قوم فيها خِطَّة كالبصْرةِ والكُوفَةِ . حَجْر : ع بِديار بنِي عُقَيْلٍ يقال له : حَجْرُ الرّاشِدِ وهو قَرْن ظَلِيلٌ أَسفلُه كالعمُودِ وأَعلاه مُنْتَشِرٌ . حَجْرٌ : وادٍ بينَ بلادِ عُذْرةَ وغَطفَانَ