وفي الحديث أَنَّه قال لبِلالٍ وهم مسافرون " اكْلأْ لنا وَقْتَنا " . هو من الحِفظ والحِراسة وقد تُخفَّف همزة الكِلاَءةِ وتُقلب ياءً انتهى . وقال الله عزَّ وجلَّ " قلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ باللَّيْلِ والنَّهارِ " قال الفَرَّاء : هي مهموزة ولو تَركْتَ همزَ مِثله في غير القرآن قلت : يَكْلُوكُم بواوٍ ساكنة ويَكْلاكُمْ ويَكْلاَكُم بألف ساكنة ومن جعلها واواً ساكنةً قال كَلاَتُ بألفٍ بترك النَّبْرَةِ منها ومن قال يَكْلاكُمْ قال كَلَيْتُ مثل قَضَيْتُ وهي من لغة قريشٍ وكُلٌّ حَسَنٌ إِلاَّ أنَّهم يقولون في الوَجْهَيْنِ : مَكْلُوٌّ وهو أَكثر ما يقولون : مَكْلِيٌّ ولو قيل مَكْلِيٌّ في الذينَ يقولونَ كَلَيْت كانَ صواباً . قال : وسمعت بعضَ الأَعراب يُنْشد : .
وما خاصَمَ الأَقْوامُ مِنْ ذي خُصُومَةٍ ... كَوَرْهاءَ مَشْنِيٌّ إِليها خَليلُها فبَنَى على شَنَيْتُ بترك الهمزة ويقال : كَلأَه بالسَّوْطِ كَلأً وعن الأَصمَعِيّ : كَلأَ الرجلَ كَلأً وسَلأَهُ سَلأً بالسوط : ضَرَبَهُ قاله النضرُ بنُ شُمَيْلٍ وكَلأَ الدَّيْنُ كُلُوءاً إِذا تأَخَّرَ فهو كالِئٌ وكَلأَت الأَرْضُ وكَلِئَتْ : كَثُرَ كَلَؤُها أَي عُشْبُها كَأَكْلأَتْ إِكْلاءً وفي نسخة : كاكتلأَت . وكَالأَهُ مُكالأَةً وكِلاَءً : راقَبَه . وأَكْلأَ بَصَرَهُ في الشَّيْءِ إِذا ردَّدَهُ فيه مُصَعِّداً ومُصَوِّباً ومن المجاز كَلأَ عُمرُهُ أَي انتهى إلى حدِّه وعبارة الأَساس : طال وتأَخَّرَ قال : .
تَعَفَّفْتُ عنها في العُصُورِ التي خَلَتْ ... فكيفَ التَّصابِي بعدَ ما كَلأَ العُمْرُ والكَلأُ كجَبَلٍ عند العرب يقع على العُشْب وهو الرُّطْبُ وعلى العُرْوَةِ والشَّجَرِ والنَّصِيِّ والصِّلِّيَانِ وقيل : الكَلأُ مقصورٌ مهموزٌ : ما يُرْعى وقيل : الكَلأُ : العُشْبُ رَطْبُه ويابسُه وهو اسمٌ للنَّوْعِ ولا واحد له كَلِئَتِ الأَرْضُ بالكسر أَي كَثُرَ الكَلأُ بها كأَكْلأَتْ وكَلأَتْ وقد تقدَّم ذِكرهما وذكره في المحلَّيْنِ يُشعِرُ بالتغايُرِ وليس كذلك كاسْتَكْلأَتْ صارت ذاتَ كَلإٍ وكَلأَت الناقَةُ وأَكْلأَت : أَكَلَتْهُ أَي الكَلأَ وذِكْرُ النَّاقَةِ مِثالٌ . وأَرضٌ كلئيةٌ على النسب ومَكْلأَةٌ كمزرَعة كلتاهما : كَثيرَتُهُ أَي الكَلإِ ويقال فيه أيضاً مُكْلِئَة كمُحْسِنة ذكره الجوهريّ وغيرُه ويستوي فيه اليابِسُ والرَّطْبُ وقيل : الكَلأُ يَجمعُ النَّصِيَّ والصِّلِّيَانَ والحَلَمَةَ والشِّيحَ والعَرْفَجَ وضُروبَ العُرَا وكذلك العشبُ والبَقْلُ وما أَشبهها . وأَرضٌ مُكْلِئَةٌ أَي بالضَّمِّ وهي التي قد شَبِع إبلُها وما لم يُشْبِع الإبلَ لم يَعُدُّوهُ إعشاباً ولا إِكْلاءً وإن شبعت الغنمُ . قال غيره : الكَلأُ : البَقْلُ والشَّجر وفي الحديث " لا يُمْنَعُ فَضْلُ الماءِ ليُمْنَعُ به الكَلأُ " وفي رواية " فَضْل الكَلإِ " معناه أَنَّ البئرَ تكون في البادية ويكون قريباً منها كَلأٌ فإذا وَرَدَ عليها وارِدٌ فغَلَبَ على مائِها ومَنَع من يأْتي يعدَه من الاسْتقاءِ منها فهو بمنعِه الماءَ مانِعٌ من الكَلإِ لأنَّه متى وَرَدَ رجلٌ بإِبِلِه فأَرْعاها ذلك الكَلأَ ثمَّ لم يَسْقِها قَتَلها العَطَشُ فالذي يمنعُ ماءَ البئرِ يمنعُ النَّباتَ القريبَ منه . والكَالِئُ والكُلأَةُ بالضَّمِّ : النَّسيئَةُ والعَرْبونُ أَي السُّلْفَةُ قال الشاعر .
" وعَيْنُه كَالكَالِئِ المِضْمَارِ أَي كالنَّسيئَة التي لا تُرْجى وما أَعطيتَ في الطعام نسيئَةً من الدراهمِ فهو الكُلأَةُ بالضَّمِّ وفي الحديث نهى عن الكالِئَ بالكَالِئِ يعني النَّسيئَة بالنَّسيئَة وكان الأَصمَعِيّ لا يهمز ويُنْشِد لعَبيد بن الأَبرص : .
وإذا تُبَاشِرُكَ الهُمُو ... مُ فإِنَّها كَالٍ ونَاجِزْ أَي منها نَسيئَةٌ ومنها نَقْدٌ وقال أَبو عبيدة : تَكَلأْتُ كُلأَةً وكَلأْتُ تَكْليئاً استنسأْتُ نَسيئةً أَي أَخذتُه والنَّسيئَةُ : التأْخيرُ وكذلك استكْلأْتُ كُلأَةً بالضَّمِّ وجمعه كَوَالِئُ قال أُميَّةُ الهُذليُّ : .
أُسَلِّي الهُمُومَ بأَمْثالِها ... وأَطْوِي البِلادَ وأَقْضِي الكَوَالِي