هكذا استشهد به الجوهريّ واستشهد به ابنُ منظور عند قوله : وكَفَأَ الشَّيْءَ والإناءَ يَكْفَؤُهُ كَفْأً وكَفَّأَهُ فتَكَفَّأَ وهو مَكْفوءٌ : قَلَبَهُ . وممَّا يستدرك عليه : الكَفاءُ كسحابٍ : أَيْسَرُ المَيْلِ في السَّنام ونحوِه جَمَلٌ أَكْفَأُ : وناقة كفاء عن ابن شميل سنام أكفأ هو الذي مالَ على أَحد جَنْبي البعيرِ وناقةٌ كَفْآءُ وجملٌ أَكْفَأُ وهذا من أَهونِ عُيوبِ البعيرِ لأنَّه إِذا سَمِنَ استقام سَنامُه . ومن ذلك في الحديث أَنَّه صلّى الله عليه وسلّم كانَ إِذا مشى تَكَفَّأَ تَكْفُّؤاً . التَّكَفُّؤُ : التمايُلُ إلى قُدَّامٍ كما تَتَكَفَّأُ السفينَةُ في جَرْيها . قال ابنُ الأَثير : رُوي مهموزاً وغير مهموزٍ قال : والأَصل الهَمزُ لأنَّ مصدر تَفَعَّلَ من الصحيح كتقدَّم تقدُّماً وتَكَفَّأَ تَكَفُّؤاً والهمزة حرفٌ صحيحٌ فأَمَّا إِذا اعتلَّ انكَسرت عَيْنُ المُستقبل منه نحو تَخَفَّى تَخَفِّياً وتَسمَّى تَسمِّياً فإذا خُفِّفت الهمزةُ التَحَقَتْ بالمعتلِّ وصار تَكَفِّياً بالكسر وهذا كما جاءَ أيضاً أَنَّه كانَ إِذا مشى كأَنَّه ينْحَطُّ في صَبَبٍ وفي رواية إِذا مشى تَقَلَّع . وبعضه يُوافقُ بعضاً ويُفَسِّره وقال ثعلبٌ في تفسير قوله كأَنَّما ينحطُّ في صَبَبٍ : أَرادَ أَنَّه قويُّ البَدنِ فإذا مشى فكأَنَّما يَمْشي على صُدُورِ قَدَمَيْهِ من القُوَّةِ وأَنشد : .
الوَاطِئينَ على صُدُورِ نِعالِهِمْ ... يَمْشُونَ في الدَّفَنِيِّ والأَبْرادِ والتَّكَفِّي في الأَصل مهموزٌ فتُرِكَ همزُه ولذلك جُعِل المصدر تَكَفِّياً . وفي حديث القيامة " وتَكُونُ الأَرْضُ خُبْزَةً واحِدة يَكْفَؤُها الجَبَّارُ بيَدِه كما يَكْفَأُ أَحَدُكُمْ خُبْزَتَه في السَّفَرِ " وفي رواية يَتَكَفَّؤُها يريد الخُبْزَةَ التي يصنَعها المُسافرُ ويضعُها في المَلَّةِ فإنَّها لا تُبْسَط كالرُّقاقَةِ وإنَّما تُقلبُ على الأَيْدي حتَّى تستوي . وفي حديث الصِّراط " آخِرُ من يَمُرُّ رَجُلٌ يَتَكَفَّأُ به الصِّراطُ " أَي يَتَمَيَّلُ ويَنْقَلِبُ . وفي حديث الطعام غير مُكْفَإٍ ولا مُوَدَّع وفي رواية غير مَكْفِيٍّ أَي غير مَردود ولا مقلوب والضميرُ راجعٌ للطعام وقيل من الكِفاية فيكون من المعتلِّ والضمير لله سبحانه وتعالى ويجوز رجوع الضمير للحمد . وفي حديثٍ آخر : كانَ لا يقبَل الثَّنَاءَ إِلاَّ من مُكافِئٍ أَي من رجل يعرف حقيقةَ إسلامه ولا يدخل عنده في جُملةِ المُنافقين الذين يقولون بأَلسنتهم ما ليس في قلوبهم قاله ابنُ الأَنباري وقيل : أَي من مُقارِب غير مُجاوِزٍ حدَّ مثلِه ولا مُقَصِّرٍ عمَّا رفعَه الله تعالى إليه قاله الأَزهري وهناك قول ثالث للقُتَيْبِيِّ لم يرتضه ابنُ الأَنباري فلم أَذكُرْه انظره في لسان العرب .
ك ل أ .
كَلأَهُ كمَنَعَه يَكْلَؤُهُ كَلأً بفتح فسكون وكِلاَءةً بالقصر وكِلاَءً بكسرهما مع المدِّ في الأخير أَي حَرَسَه وحَفِظَه قال جميلٌ : .
فَكُونِي بخَيْرٍ في كِلاَءٍ وغِبْطَةٍ ... وإِنْ كُنْتِ قدْ أَزْمَعْتِ صُرْمِي وبِغْضَتِي قال أَبو الحسن : كِلاَءٌ هنا يجوز أَن يكون مصدراً كَكِلاَءةٍ ويجوز أَن يكون جمع كِلاَءةٍ ويجوز أَن يكون أَراد : في كِلاَءةٍ فحذف الهاء للضرورة ويقال : اذْهَبوا في كِلاَءةِ الله وقال الليث : يقال : كَلأَكَ اللهُ كِلاَءةً أَي حفِظَكَ وحَرَسَك والمفعول منه مَكْلوءٌ وأَنشد : .
إِنْ سُلَيْمى واللهُ يَكْلَؤُها ... ضَنَّتْ بِزَادٍ ما كانَ يَرْزَؤُها