وأَنتَ امْرُؤٌ قدْ كَثَّأَتْ لكَ لِحْيَةٌ ... كأَنَّكَ منها قاعِدٌ في جُوَالِقِ هذا محلُّ إنشادِه ويروى كَنْثَأَتْ والكِنْثَأْوُ : الكِنْتَأْوُ بمعنًى وقد عرفت أنَّ التاءَ لغةٌ في الثاء . ولِحْيَةٌ كَنْثَأَةٌ وإنَّه لكَنْتَأُ اللِّحية وكَنْثَؤُها وسيأتي البحثُ أيضاً مع المناسبة إن شاء الله تعالى . والكَثْأَةُ بالفتح والكَثَاةُ كقَناةٍ بلا همزٍ نقله أَبو حَنيفة عن بعضِ الرُّواةِ هو الكُرَّاثُ وقيل : الحِنْزابُ وقيل : بَذْرُ الجِرْجيرُ قاله أَبو منصور أَو بَرِّيُّهُ لا بُسْتانِيُّهُ وقال أَبو مالكٍ : إنَّها تُسمَّى النَّهَق وسيأتي تفصيله في ن ه ق .
ك د أ .
كَدَأَ النَّبْتُ كجَمَعَ وسَمِعَ يَكْدَأُ كَدْأً بفتح فسكون وكُدُوءاً بالضَّمِّ أَي أَصابه البَرْدُ فلَبَّدَهُ في الأَرضِ أَي جعل بعضَه فوق بعضٍ أَو أَصابه العَطَشُ فأَبْطَأَ نَبْتُه وكَدَأَ البَرْدُ الزَّرْعَ كمَنَعَ وهو الأَكثر : ردَّهُ في الأَرضِ بأَن وَقَف أَو انْتُكِس أَو أَبطأَ ظُهورُه كَكَدَّأَهُ تَكْدِئَةً . وأَرضٌ كادِئَةٌ أَي بطيئَةُ النَّباتِ والإنْباتِ . وإبلٌ كادئَةُ الأَوبارِ : قليلَتُها وقد كَدِئَتْ تَكْدَأُ كَدَأً وأَنشد : .
" كَوَادِئُ الأَوْبارِ تَشْكُو الدَّلَجَا وكَدِئَ الغُرابُ كفَرِحَ والذي في لسان العرب كَدَأَ مفتوحاً ولذا قال شيخنا : وأَمَّا كَدِئَ كسمِع فلغةٌ قليلةٌ : إِذا رأَيتَه صارَ كأَنَّه يَقيءُ في وفي بعض النُّسخ : من شَحِيجِهِ بالشين المُعجمة ثمَّ الحاء المهملة وبعد الياء جيم أَي صَوْته في غِلَظٍ كذا هو مضبوط في النسخة المقروءة وفي نسخة بالحاءَيْنِ المهملتين بمعنى الصوتِ مطلقاً قاله شيخنا وكذلك نكد ينكد كما سيأْتي وكَدَأَ البَقْلُ إِذا قَصُرَ وخَبُثَ لخُبْثِ أَرضِه فيكون مجازاً . وكَوْدَأَ كحَوْقَلَ كَوْدَأَةً إِذا عَدا أَي أَسرعَ في مَشْيِه . والكِنْدَأْوُ لغةٌ في الكِنْتَأْوُ وهو الجَمَلُ الغَليظُ وسيأْتي في كند أيضاً .
ك ر ث أ .
الكِرْثِئُ كزِبْرِجٍ أَهمله الجوهريّ وقال الأَصمَعِيّ : هو السَّحابُ المُرْتَفِعُ المُتَراكِمُ بعضه على بعضٍ كأَنَّه لغة في الكِرْفِئِ بالفاء وقَيْضُ البَيْضِ وهو قِشرته العليا اللازِقة بالبياض لغةٌ في الكِرْفِئِ أيضاً والكِرْثِئَةُ بهاءٍ وقد يُفتح أَوَّله على الفتح اقتصر الصغاني : النَّبْتُ المُجْتَمِعُ المُلتفُّ ورُغْوَةُ المَخْضِ إِذا حُلِب عليه لبنُ شاةٍ فارتفع كلُّ ذلك ثلاثي عند سيبويه وكَرْثَأَ شَعَرُه وغيرُه كالسَّحابِ : كَثُرَ والتفَّ في لغة بني أَسدٍ كما في المحكم وتَراكَمَ كتَكَرْثَأَ يقال : تَكَرْثَأَ النَّاسُ إِذا اجتمعوا . ويقال : بُسْرٌ كَريثَاءُ وقَريثاءُ وكَرَاثَاءُ وقَرَاثَاءُ أَي طيِّبٌ نَضيجٌ صالحٌ حَسَنٌ أَطبقَ أَئمَّة اللغة على ذِكره في كَرَث كذِكر القَريثاء في قَرث والمصنِّف خالفهم في الكَرِيثاء فذكره في الهمزة ووافقهم في القَريثاء مع أَنَّ حالهما واحد وقال ابن الشيباني : القَريثاء والكَريثاء : ضربٌ من التَّمْرِ وقيل : هو من البُسْرِ وهو أسودُ سريعُ النَّفْضِ لقِشرِه عن لِحائِهِ وعبارةُ الفصيح : هو بُسْرٌ قَرِيثاءُ وكَرِيثاءُ وقَرَاثاءُ وكَرَاثاءُ كلُّ ذلك لضَرْبٍ من البُسْرِ معروفٍ ويقال : إنَّه أَطيبُ التَّمْرِ بُسْراً والبُسْرُ أَخضرُ التَّمْرِ قال شيخنا : واقتصر الكسائيّ على القَرِيثاء بالمدّ وأبو القدَّاح على القَريثَا بالقَصْرِ وأَغفل الجوهريّ الكَرِيثاء والكَرَاثاء والمصنِّف الكَرَاثاء في المُثلَّثة وذكرهما معاً في المهموز انتهى . وسيأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى في محلِّه .
ك ر ف أ .
الكِرْفِئُ كزِبْرِجٍ هو الكِرْثِئُ بالثاء المثلَّثة : سحابٌ متراكِمٌ واحدته بهاء وفي الصحاح : الكِرْفِئُ : السحابُ المُرتفعُ الذي بعضه فوق بعضٍ والقِطعَةُ منه كِرْفِئَةٌ قالت الخنساء : .
كَكِرْفِئَةِ الغَيْثِ ذاتِ الصَّبِي ... رِ تَرْمي السَّحَابَ ويُرْمَى لها وقد جاءَ أيضاً في شِعر عامر بنِ جُوَيْنٍ الطائيّ يصف جاريَةً وقال شيخنا : جَيْشاً : .
وجارِيَةٍ من بَناتِ المُلُو ... كِ قَعْقَعْتُ بالخَيْلِ خَلْخَالَهَا