والاسمِ القُمَاح بالضَّمّ . وذكر الأَزهريّ في ترجمة حمم : الإِبلُ إِذا أَكلَت النَّوَى أَخذَهَا الحُمَام والقُمَاح ومن المجاز : أَقْمَحَ الرّجلُ إِذا رَفَع رأْسَه وغَضَّ بَصَرَه قاله الزَّجَّاج ورواه سَلَمَةُ عن الفرّاءِ . ومنه قوله تعالى : " فَهيَ إِلى الأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ " وفي حديث عليٍّ كرَّم اللّه وَجَهه قال له النَّبيُّ صلَّى اللّه عليه وسلّم سَتَقْدَمُ على اللّه أَنتَ وشِعَتُك راضيينَ مَرْضِيين ويَقْدَمُ عليك عَدُوُّك غِضَاباً مُقمَحِين ثمَّ جمَعَ يدَه إِلى عُنقه يُريهم كيف الإِقماحُ وهو رَفْعُ الرأْسِ وغَضُّ البَصر . وأَقْمَحَ بأَنْفِهِ : شَمَخَ وَرَفَعَ رأْسَه لا يكاد يَضَعُه فكأَنَّه ضِدّ . وأَقمَحَ السُّنْبُلُ : جَرَى فيه الدَّقِيقُ تقول : قد جَرَى القَمْحُ في السُّنُبل وقد أَقمَحَ البُرُّ . قال الأَزهَرِيّ وقد أَنضَجَ ونَضِجَ . ومن المجاز : أَقمَحَ الغُلُّ الأَسِيرَ إِذا تَرَكَ رأْسَه مَرفُوعاً لضِيقِه فهو مُقْمَح وذلك إِذا لم يَترُكه عَمودُ الغُلّ الذي يَنخُس ذَقَنَهُ أَن يُطأْطىء رأْسَه كما في الأَساس . وقال ابن الأَثير : قوله تعالى : فهيَ إِلى الأَذقان " هي كِنايةٌ عن الأَيدِي لا عنِ الأَعناقِ لأَن الغُلّ يَجْعَل اليدَ تلى الذَّقنَ والعُنُقَ وهو مُقاربٌ للذَّقن . قال الأَزهريّ : وأَراد عزّ وجلّ أَنّ أَيديَهم لما غُلّتْ عند أَعناقهم رَفعَت الأَغلالُ أَذقَانَهم ورءُوسَهم صُعُداً كالإِبل الرّافعةِ رُءُوسها . وشَهْرَا قُمَاحٍ ككِتَاب وغُرابِ : شَهْرَا الكانُونِ لأَنَّهما يُكْرَه فيهما شُرْبُ الماءِ إِلاّ عَلَى ثُفْلٍ قال مالك ابن خالدٍ الهُذَلّي : .
فَتًى ما ابْنُ الأَغرِّ إِذَا شَتَوْنَا ... وحُبَّ الزّادُ في شَهْريْ قُمَاحٍ