وقَلَّحَ الرَّجلَ والبَعيرَ : عالَجَ قَلَحَهما . ومن ذلك قولهم : عَوْدٌ بفتح العين المهملة وسكون الواو يُقَلَّح أَي تُنَقَّى أَسنانُه وتُعَالَج من القَلَح وهو من باب قَرَّدْت البَعيرَ : نَزعْت عنه قُرَادَه ومَرَّضت الرَّجُلَ إِذا قُمْت عليه في مَرَضه وطَنَّيتُ البَعيرَ إِذا عالَجْته من طَنَاه . فالتَّفعيلُ للإزالةِ . والقلْحُ بالكسر : الثَّوْبُ الوَسخُ وللمُتَلَبِّس به قَلِحَ كفَرِحَ قالَه شَمِرٌ . والقَلْحُ بالفتح : الحِمَارُ المُسنّ . وقال ابن سِيده : الأَقلَحُ الجُعَل لقَذَر في فِيه صفةٌ غالبةٌ . والأَقلَحُ بنُ بِسَّام البُخَاريّ محدِّثٌ يَروِي عن محمَّد بن سَلاّم البِيكَنْدِيّ . وعاصمُ بن ثابِتِ بن أَبي الأَقلَح هكذا في النُّسخ المصحَّحة ووَقَع في بعضها بغير الكُنْيَة وهو خَطَأٌ ؛ صحابيٌّ كانَ يَضْرِب الأَعناقَ بين يدَيه صلَّى اللّه عليه وسلّم . وفي النَّوادر : تَقَلَّحَ فُلانٌ البِلاَدَ تَقلُّحاً : تَكسَّبَ فيها في الجَدْب وتَرقَّعها في الخصْب . والقِلْحَمُّ بالكسر المُسِنّ وموضِعه حرف الميم وسيأْتي البيان هناك إِن شاءَ اللّه تعالى . ومما يستدرك عليه : ما ورد في الحديث عن كعب : أَنّ المرأَةَ إِذَا غَابَ زَوْجُها تقلَّحت أَي تَوسَّخت ثِيابُهَا ولم تَتَعَهَّد نَفْسَها وثِيابَها بالتنظيف . ويروَى بالفَاءِ وقد ذُكِرَ في موضِعه . ومن المجاز : رَجلٌ مُقلَّح أَي مُذلَّل مجرّب كذا في الأَساس .
قلفح .
قَلْفَحه : أَكله أَجمع قمح .
القَمْح : البُرّ حينَ يَجْرِى الدَّقِيقُ في السُّنْبُل وقيل : من لدُنِ الإِنضاجِ إِلى الاكتناز وهي لُغة شامِيّة وأَهل الحجاز قد تَكلَّمُوا بها وقد تَكرّر ذِكْرُه في الحديث وقيلَ لُغَةٌ قِبطيَّة نقله شيخنا والصواب الأَوّل كما في المصباح وغيره . والقَمْح مَصدرُ قَمِحَه كسَمِعه أَي السَّوِيقَ استَفَّه كاقْتَمَحَه واقتمحَهُ أَيضاً : أَخَذَه في رَاحَتِه فَلَطَعه كذا في الأَساس واللسان . والقَمِيحَة : الجُوَارِش بضمّ الجيم هكذا في النُّسخ وفي بعضها بزيادة النونِ في آخره . والقَمِيحة أَيضاً : السَّفُوفُ من السَّويق وغيره . والاسمُ القُمْحَة بالضّمّ كاللُّقْمَة . والقُمْحَةُ : مِلْءُ الفَمِ منه أَي من السَّويقِ أَو من الماءِ كما صَرَّح به غيرُ واحد . والقُمُّحَانُ كعُنْفُوان وتُفتَح الميم وهي رواية البصريّين في قول النَّابغة الآتي : الوَرْسُ أَو الذَّرِيرةُ نفْسُها أَو كالذَّرِيرة يَعلو الخَمْرَ وهو زَبَدُهَا وقيل : هو الزَّعْفَرَانُ كالقُمْحَة بالضَّمّ في الكُلّ . وقيل هو طِيبٌ . قال النّابغة : .
إِذا فُضّتْ خَوَاتِممُه عَلاَهُ ... يَبِيسُ القُمَّحَانِ من المُدَامِ يقول : إِذا فُتِحَ رَأْسُ الحُبّ من حِبَاب الخَمْر العَتِيقةِ رَأْيتَ عَلَيْها بَيَاضاً يَتَغشّاها مِثْلَ الذَّرِيرةِ . قَال أَبو حنيفةَ : لا أَعلم أَحداً من الشُعَرَاء ذَكَر القُمَّحَان غَيْرَ النّابِغَة . قال . وكان النابغةُ يأْتِى المدينةَ ويُنشِد بها النّاسَ ويَسمع منهم وبها جَماعةُ الشعراءِ وفي الصحاح والأَساس واللسان نقلاً عن أَبي عُبَيْدٍ : قَمَحَ البَعِيرُ قُمُوحاً وقَمَه يَقْمَه قُمُوهاً إِذا رَفَعَ رأْسَه عند الحَوْضِ وامتَنَعَ مِن الشُّرْب رِيّاً كتقَمَّحَ وانْقَمَحَ وقَامَحَ الأَخِيرَة من الأَساس واللسان قال أَبو زيد : تقَمَّحَ فُلانٌ من الماءِ إِذا شَرِب الماءَ وهو مُتكارِهٌ فهو بعيرٌ قامِحٌ يقال : شَرِب فتقَمَّحَ وانقمَحَ بمعنًى . وقُمَّحٌ كرُكّع . وقد قَامَحَتْ إِبلُك إِذا وَرَدَتْ فلم تَشْرَبْ ورَفَعَتْ رؤُوسَها لِداءٍ يكون بها أَو بَرْد ماءٍ أَورىٍّ أَو عِلَّة . وهي ناقةٌ مُقامِحٌ بغير هاءٍ وإِبلٌ مُقامِحَةٌ وقِماحٌ على طَرْح الزائدِ . قال بِشْرُ بن أَبي خازمٍ يَذكر سَفينةً وُركْبانَها : .
ونَحْنُ على جَوَانِبها قُعُودٌ ... نَغُضُّ الطَّرْافَ كالإِبلِ القِمَاحِ