رُوِى بالوَجهين وقيل سُمِّيَ بذلك لأَنّ الأَبِلَ فيهما تُقَامِحُ عن الماءِ فلا تَشْربُه . قال الأَزهريّ : هُمَا أَشَدُّ ما يَكُونُ من البَرْدِ سَمِّيا بذلك لِكَراهَة كلِّ ذي كَبِد شُرْبَ الماءِ فيهما ولأَنّ الإِبل لا تَشرب فيهما إِلاّ تعذيراً وقال شَمِرٌ : يقال لشَهْرَيْ قُماح : شَيْبَانُ ومِلْحَانُ . والقِمْحَي والقِمْحَاة بكسرِهما : الفَيْشَةُ بالفتْح والقِمْحَانَةُ بالكسر : ما بينَ القَمَحْدُوَةِ ونُقْرَةِ القَفَا . ومن المجاز قَمَّحَهُ تَقميحاً إِذا دفعَه بالقَليل عَنْ كثيرٍ مما يَجِبُ له . كما يفعل الأَميرُ الظالمُ بمن يَغْزُو معه يَرْضَخُه أَدنى شَيْءٍ ويستأْثر عليه بالغَنِيمَة . كذا في الأَساس . والقامِحُ : الكَارِهُ للماءِ لأَيّةِ عِلَّةٍ كانت كالعِيافة له أَو قِلّة ثُفْلٍ في جَوْفه أَو غيرِ ذلك مّما ذكرَ . وعن الأَزهريّ : قال الليث : القامِح من الإِبلِ ما اشْتَدّ عَطشُه حتّى فَتَرَ شَديداً . وبَعيرٌ مُقمَحٌ وقد قَمَحَ يَقْمَحٌ من شِدّة العَطش قُموحاً وأَقْمحَه العَطشُ فهو مُقمَح . قال اللّه تعالى : " فهي إِلى الأَذقان فهُمْ مُقْمَحون " : خاشعون لا يَرفَعُون أَبصارَهم . قال الأَزهريّ : كلُّ ما قالَه اللَّيث في تفسير القامح والمُقَامِح وفي تفسير قوله عزّ وجلّ " فَهُمْ مُقْمَحُونَ فهو خَطأٌ وأَهل العربيّة والتفسيرِ على غيرِه . فأَمّا المُقامِح فإِنّه رُوِيَ عن الأَصمعيّ أَنه قال : بعيرٌ مُقَامِحُ وناقَةٌ مُقَامِحٌ إِذَا رَفَعَ رأْسَه عن الحَوْضِ ولم يَشْرَبْ وجمعه قِماحٌ . ورُوِيَ عن الأَصمعيّ أَنّه قال : التَّقَمُّح : كراهَةُ الشُّرْب قال : وأَما قوله تعالى " فهُمْ مُقْمَحُون " فإِنّ سَلمةَ روَى عن الفرّاءِ أَنه قال : المُقْمَح الغاضُّ بصرَه بعد رَفْعِ رأْسه . وقد مرّ شيءٌ منه . واقْتَمَحَ البُرُّ : صار قَمْحاً نَضِيجاً هكذا في سار النسخ والذي في اللسان وغيرهِ : أَقمَحَ البُرُّ كما تقول أَنضَجَ صَرَّحَ به الأَزهريّ وغيرُه فلينظر ذلك . واقتَمحَ النَّبِيذَ والشَّرابَ اللَّبنَ والماءَ : شَرِبَه كقَمِحَه . وقال ابن شُميل : إِنّ فُلاناً لقَمُوحٌ للنَّبِيذ أَي شَرُوبٌ له . وإِنّه لقَحُوفٌ النَّنبيذ . وقَمِحَ السّوِيقَ قمْحاً وأَمّا الخُبْز والتّمر فلا يقال فيهما قَمِحَ إِنّمَا يُقَال القَمْحُ فيما يُسَفّ . وفي الحديث أَنّه كانَ إِذا اشتَكَى تَقَمَّحَ كَفًّا من حَبَّةِ السَّوداءِ . ومما يستدرك عليه : قال اللَّيْث : يقال في مَثلٍ الظمأُ القامح خيرٌ من الرِّيِّ الفاضِح . قال الأَزهريّ : وهذا خلافُ ما سمِعناه من العرب والمسموع منهم الظمأُ الفادِحُ خير من الرِّيِّ الفاضِح ومعناهُ العطش الشّاقّ خيرٌ من رِيِّ يَفضَح صاحبَه وقال أَبو عُبَيْدٍ في قول أُمِّ زَرْع : وعِندَه أَقُولُ فلا أُقَبَّح وأَشرَبُ فأَتقمَّح أَي أَروَى حتّى أَدَعَ الشُّرْبَ . أَرادَاتْ أَنّهَا تَشْرب حتّى تروَى وتَرْفَعَ رَأْسَهَا . ويُروَى بالنُّون . قال الأَزهَريّ : وأَصْل التقَمُّح في الماءِ فاستعارَتْه للّبَنِ أَرادَت أَنّهَا تَرْوَى من البَن حتى تَرفَع رأْسَها عن شُرْبِه كما يَفعَلُ البَعِيرُ إِذَا كرِهَ شُرْبَ الماءِ ومن الأَساس في المجاز : قولهم : وما أَصابَت الإِبلُ إِلاّ قَمِيحَةً من كلإٍ : شيْئاً من اليابِس تَسْتَفُّه . والقَمْحَة نَهْرٌ أَوّلَ هَجَرَ . والقَمْحَة : قَرْيَة بالصَّعِيد .
قنح