يَشْرَبُه مَحْضاً ويَسْقِي عِيالَهُ ... سَجَاجاً كأَقْرَابِ الثَّعَالبِ أَوْرَقَا واحدتُه سَجَاجَةٌ وأَنكر أَبو سعيد الضّريرُ قولَ مَن قال : إِن السَّجَّةَ اللبَنَةُ التي رُقِّقَت بالماءِ وهي السَّجَاجُ قال : والبَجَّة : الدم الفَصيدُ وكان أَهلَ الجاهليَّةِ يَتَبَلَّغونَ بها في المَجاعات قال بعضُ العرب : أَتانا بضَيْحَةٍ سَجَاجَةٍ تَرَى سَوادَ الماءِ في حَيْفِهَا . فسجَاجَةٌ هنا بدَلٌ إِلاَّ أن يكونوا وَصَفُوا بالسَّجاجَةِ لأَنها في مَعْنَى مَخلوطةٍ فيكون على هذا نَعْتاً .
" والسُّجُج بضمّتين : الطَّايَاتُ " جمع طَايَةٍ - وهي السَّطْحُ - " المُمَدَّرةُ " أَي المَطْلِيَّة بالطِّين . والسُّجُج أَيضاً : " النُّفُوس الطَّيِّبة " . ومثله في اللسان .
" ويوم سَجْسَجٌ " كجَعْفَر : " لا حَر " مُؤْذ " ولا قَرٌّ " . وكل هواءٍ معتدلٍ طَيِّبٍ : سَجْسَجٌ وظِلٌّ سجسَجٌ ورِيح سَجْسَجٌ : لَيِّنَةُ الهواءِ مُعتدِلةٌ . قال مُلَيْحٌ : .
هَلْ هَيَّجَتْكَ طُلولُ الحَيِّ مُقْفرةً ... تَعْفَو مَعارِفَها النُّكْبُ السَّجاسِيجُ احتاج فكَسَّر سَجْسَجاً على سَجاسِيج . " والسَّجْسَجُ : الأَرضُ ليستْ بصُلْبة ولا سَهْلَةٍ " . وقيل : هي الأَرضُ الواسعةُ وفي الحديث : " أَنَّه مَرَّ بِوَادٍ بين المَسْجِدَيْنِ فقال : هذِه سَجاسِجُ مَرَّ بها موسى عليه السّلام " . هي جمعُ سَجْسَجٍ بهذا المَعْنَى .
والسَّجْسَجُ : " ما بين طُلوعِ الفَجْرِ إِلى طُلُوعِ الشَّمْسِ " كما أَن من الزَّوال إِلى العَصْر يقال له : الهَجِير والهاجِرَة ومن غُروب الشّمس إِلى وَقت اللَّيل : الجُنْحُ ثم السَّدَف والمَلَث والمَلَس ؛ كلّ ذلك قولُ ابنِ الأَعرابيّ .
ومنه أَي ما تقدَّم من المعنى في أَوَّل الترجمةِ حديثُ الحَبْرِ سيِّدِنا عبدِ الله بنِ عَبَّاسِ Bهما في صفة الجَنّة : " وهَوَاؤُها السَّجْسَجُ " أَي المعتدِلُ بين الحَرِّ والبَرد " وغَلطَ الجوهريُّ في قوله : الجَنَّةُ سَجْسَجٌ " . ويحتمل أَن يكون على حَذْف مُضَاف . وفي رواية أُخرى : " نَهَارُ الجَنَّةِ سَجْسَجٌ " وفي أُخرى : " ظِلُّ الجَنَّةَ سَجْسَجٌ " . وقالوا : لا ظُلمةَ فيه ولا شَمْسَ . وقيل : إِن قَدْرَ نُورِه كالنُّور الّذي بين الفَجرِ وطلوعِ الشَّمْس .
قلت : وبهذا يَصحُّ إِرجاعُ الضميرِ إِلى أَقربِ مَذكور خلافاً لشيخنا .
ومما يستدرك عليه : عن أَبي عمرو : جَسَّ : إِذا اخَتَبَر . وسَجَّ : إِذا طَلَعَ كذا في اللسان .
سحج .
" سَحَجَه " الحائطُ " كمنَعَهُ " يَسْحَجُه سَحْجاً : خَدَشَه . وسَحَجَ جِلْدَه : إِذا قَشَرهَ فانْسَحَجَ : انْقَشَر . والسَّحْجُ : أَن يُصيبَ الشيءُ الشيءَ فيَسْحَجَه أَي يَقْشِرَ منه شيئاً قليلاً كما يُصيبُ الحافِرَ قبْلَ الوَجَى سَحْجٌ . وانْسَحَجَ جِلْدُه من شْيءٍ مَرَّ به : إِذا تقَشَّرَ الجِلدُ الأعلَى . ويقال : أَصابه شْيءٌ فسَحَجَ وَجْهَه وبه سَحْجٌ .
وسَحَجَ الشيءَ بالشيءِ سَحْجاً فهو مَسْحُوجٌ وسَحِيجُ : حَاكَّة فقَشَره . قال أَبو ذُؤَيب : .
فَجَاءَ بِهَا بَعْدَ الكَلَالِ كَأَنّه ... مِنَ الأَيْنِ مِحْرَاسٌ أَقَدُّ سَحِيجُ وسَحَّجَه تَسحيجاً فتَسَحَّجَ شُدِّد للكَثرة .
وحِمَارٌ مُسَحَّجٌ كمُعَظَّم هكذا في سائر الأُمهات اللغوية وفي نسختنا : مُسْتَحَجٌ على مُفْتَعَل والأَوّلأ هو الصوابُ : مُعَضَّض مُكَدَّح هو من سَحْجِ الجِلْدِ قال أَبو حاتم : قرأْتُ على الأَصمَعيّ في جِيميّة العَجّاج : .
" جَأْباً تَرَى بِلِيتِه مُسَحَّجَا فقال : " تَلِيلَه " . فقلْت : بلِيتِه . فقال : هذا لا يكون . قلت : أَخبرني به مَنْ سَمِعه من فَلْقِ فِي رُؤْبَةَ أَعَني أَبا زَيد الأَنصاريّ . قال : هذا لا يكون فقلت : جعله مصدراً أَراد تَسحيجاً فقال : هذا لا يكون . قلت : فقد قال جَريرٌ : .
أَلَمْ تَعْلَمْ مُسَرَّحِيَ القَوافِي ... فَلاَ عِيًّا بِهِنَّ ولا اجْتِلابَا أَي تَسْرِيحِي فكأَنَّه أَراد أَن يَدفعه فقلت له : فقد قال الله تعالى : " وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّق " فأَمْسَك