قال الأَزهريّ : كأَنه أَراد : تَرَى بِلِيتِه تَسْحيجاً فجعلَ مُسَحَّجاً مَصدراً . وبَعيرٌ سَحّاجٌ : يَسْحَج الأَرضَ بخُفِّه أَي يَقْشِرُهَا فلا يَلْبَثُ أَن يَحْفَى . وناقةٌ مِسْحاجٌ كذلك .
والسَّحْج - كالمَنْع - تَسْريحٌ لَيِّنٌ على فَرْوَةِ الرَّأْس . يقال سَحَجَ شَعرَه بالمُشْط سَحْجاً : إِذا سَرَّحه تسريحاً لَيِّناً .
والسَّحْجُ : الإِسْرَاعُ . يقال : مَرَّ يَسْحَجُ : أَي يُسرِعُ . قال مُزاحمٌ : .
على أَثَرِ الجُعْفيّ دَهْرٌ وقد أَتَى ... له منْذ وَلَّى يَسْحَجُ السَّيْرَ أَرْبَعُ وهو أَيضاً جَرْيٌ دُونَ الشَّديدِ للدَّوابّ . ومنه يقال : " حِمارٌ مِسْحَجٌ ومِسْحَاجٌ " - بكسرهما - : عَضّاضٌ من سَحَجَه وسحَّجَه وسحَّجَه : إِذا عَضَّه فَأَثَّر فيه وقد غَلبَ على حُمُرِ الوَحْشِ .
وعليه المَسَاحِجُ : وهي آثارُ تَكادُمِ الحُمُرِ عليها . والتَّسْحيج : الكَدْمُ . قال النّابغة : .
رَبَاعِيَةٌ أَضَرَّ بها رَبَاعٍ ... بذَاتِ الجِزْعِ مِسْحَاجٌ شَنُونُ وَسَيْحُوجٌ على فَيْعُول : " ع " واسمُ رجلٍ .
ومِسْحجٌ " كمِنْبَر : المِبْراةُ يُبْرَى بها الخَشَبُ " . يقال : سَحَجَ العُودَ بالمِبْرَد يَسْحَجُه سَحجاً : قَشَرَه . وسَحَجَت الرِّيحُ كذلك ورِياحٌ سَواحجُ .
والسَّحَجُ : داءٌ في البَطْن قاشرٌ منه .
وسَحَجَ الأَيْمَانَ يَسْحَجُها : تابَعَ بَيْنَهَا .
والمِسْحَاجُ والسَّحُوج : المرأَةُ الحَلُوفُ التي تَسْحَج الأَيْمانَ " أَي تُتابِعُها . ورجل سَحّاجٌ . وكذلك الحَلِف . أَنشد ابن الأَعرابيّ : .
" لا تَنْكِحِنَّ نَحِضاً بَجْبَاجَا .
" فَدْماً إِذا صِيحَ به أَفَاجَا .
" وإِنْ رَأَيْتِ قُمُصاً وسَاجَا .
" ولِمَّة وحَلِفاً سَحّاجَا سخج .
" السَّخَاوِجُ " مما ليس في الصّحاح ولا لسان العرب وضَبطه عندنا بالخاءِ المعجمة والواو . ووُجدَ في بعض النسخ بالحاءِ المهملة والرّاءِ . والصّوابُ أَنه بالحاءِ المهملة والواو . وهي الأَرضُ التي لا أَعلامَ بها ولا مَاءَ من سَحَجَت الرِّيحُ الأَرضَ : إِذا قَشَرَتْها ورياح سَوَاحِجُ . ولكن على هذا فإِنها مُلحقةٌ بما قبلها لا يُحتاج إِلى إِفرادِهَا بترجمة مُستقلَّة .
سدج .
" سَدَجَه بالشْيءِ " ظَنَّه به " أَي اتَّهمه . والسَّدَّاجُ : الكَذَّاب .
وقد سَدَجَ سَدْجاً .
" وتَسدَّجَ " أَي " تَكَذَّبَ وتَخَلَّقَ " وتَقَوَّلَ الأَباطِيلَ . وأَنشد : .
" فينا أَقاويل امرئٍ تَسَدَّجَا وقيل السَّدّاجُ هو الكَذَّاب الّذِي لا يَصْدُقُك أَثَرَه يَكْذِبُك مِنْ أَينَ جاءَ . قال رُؤْبَة : .
" شَيْطَانَ كُلِّ مُتْرَفٍ سَدَّاجِ وحَمْلُ التَّخلُّقِ على استعمال الخُلُقِ الحَسَن دون الاختلاقِ مع مخالَفته لأَقوالِ الأَئمّة في شرحِ شيخِنا خُرُوجٌ عن السَّدَاد .
وأَما استعمالُ ابنِ الخَطيب وغيرِه من أَهل الأَندلِس السَّدَاجَة في معنى السُّهولة وحُسْنِ الخُلُقِ إِنما هو من السَّاذَجِ بالمعجمة التي تأْتي بعدُ مُعرَّب سادَه وهو خالِي الذِّهْنِ عندهم وهو في معنى السَّهْل الخُلُقِ . ثم إِنهم لمّا عرّبوه أَجْرَوْا عليه استعمالَ اللَّفْظِ العربيّ من الاشتقاق وغيره وأَهملوه الذّالَ لكثرة الاستعمال . هذا هو التحرير ولا يُنَبِّئكَ مثلُ خَبِير .
" وانْسَدَجَ " مقلوب : انْسَجَد وانْدَسَج إِذا انْكَبّ على وَجْهِه كحالةِ السَّاجِد .
سذج .
" السّاذَج : مُعَرَّب ساذه " هكذا في النُّسخ التي بأَيدينا . وفي أُخرى السَّاذَجُ : أُصولٌ وقُضبانٌ تَنْبُتُ في المِيَاه تَنْفَع لكذا وكذا مُعَرَّبُ ساذه . وفي اللسان : حُجَّةٌ ساذِجَةٌ وساذَجَةٌ - بكسر الذال وفتحها - غيرُ بالغة . قال ابن سيدَه : أُراها غير عربيّة إِنما يستعملها أَهلُ الكلام فيما ليس ببُرْهَان قاطِع وقد تستعمل في غيرِ الكلامِ والبُرهان وعسى أَن يكون أَصلها ساذَه فعُرِّبت كما اعْتيدَ مثلُ هذا في نَظِيرِه من الكلامِ المُعَرّب . انتهى قلت : ومثله في المُحْكَم