وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

أنه أُوتيها وأنه ممَّنْ يكملُ للحكم ويصحُّ منه القضاءُ فجعل يقولُ القولَ لو علم غِيَّه لاسْتَحيا منه . فأما الذين يحسُّ بالنقص من نفسه ويعلم أنه قد علمَ علماً قد أوتيه من سواه فأنتَ منه في راحة وهو رجلٌ عاقلٌ قد حماه عقلُه أن يعدوَ طَورَه وأن يتكلَّفَ ما ليس بأهل به .
وإِذا كانَتِ العلومُ التي لها أصولٌ معروفة وقوانينُ مضبوطة قد اشترك الناسُ في العِلْم بها واتفقوا على أن البناءَ عليها إذا أخطأ فيه المخطىء ثم أُعجِبَ برأيه لم يُستَطعْ ردُّه عن هواه وصرفُه عن الرأي الذي رآه إلاّ بَعْدَ الجهد وإلاّ بعد أن يكونَ حَصيفاً عاقلاً ثبتاً إذا نُبِّه انتبه وإِذا قيلَ : إنَّ عليك بقيةً مِنَ النَّظَرِ وقفَ وأصغَى وخشِيَ أن يكونَ قد غُرَّ فاحتاطَ باستماعِ ما يقالُ له وأنفَ من أن يَلِجَّ من غيرِ بيِّنة ويتطيَّلَ بغيرِ حجة . وكان مَنْ هذا وَصفه يعزُّ ويقلُّ فكيف بأن تردَّ الناسَ عن رأيهم في هذا الشأن وأصلُك الذي تردُّهم إليه وتعوِّلُ في مَحاجَّتهم عليه استشهادُ القرائح وسبرُ النفوسِ وفلْيُها وما يعرِضُ فيها من الأريحية عندما تسمع . وكانَ ذلك الذي يفتَح لك سَمْعَهم ويكشِفُ الغطاءَ عن أعينهم ويَصْرِفُ إليك أوجُهَهُم . وهم لا يضعون أنفسهم موضعَ مَنْ يرى الرأيَ ويفتي ويَقْضي إلاّ وعندَهم أنهم ممن صَفَتْ قريحتُه وصحَّ ذوقُه وتمَّتْ أداته .
فإِذا قلتَ لهم : " إنكم قد أُتيتُم مِنْ أنفسكم " رَدُّوا عليك مثلَه وقالوا : " لا بل قرائحُنا اصحُّ ونظرُنا أصدقُ وحسُّنا أذكى . وإنما الآفةُ فيكم لأنكم خَيَّلتم إلى نفسِكم أموراً لا حاصلَ لها وأَوهمكم الهوى والميلُ أن تُوجبوا لأحدِ النَّظمين المتساويين فضلاً على الآخر من غيرِ أن يكون ذلك الفضلُ معقولاً " . فتبقى في أيديهم حَسيراً لا تملكُ غيرَ التعجُّبِ . فليس الكلامُ إذاً بمُغْنٍ عنك ولا القولُ بنافعٍ ولا الحجَّةُ مسموعة حتى تجد مَنْ فيه عونٌ لك على نفسِه . ومن أَتى عليك أبى ذاك طبُعُه فردَّه إليك وفَتَحَ سَمْعَه لك ورفَعَ الحجابَ بينك وبينَه وأخذَ به إلى حيثُ أنتَ وصرف ناظِرَه إلى الجهة التي إليها أومأتَ . فاستبدلَ بالنِّفارِ أنساً واراكَ مِنْ بعد الإِباء قَبولاً . ولم يكنِ الأمرُ على هذه الجملة إلاّ لأنه