القاسم بن محمد العلوي واذكر مناقبه ثم بعد ذلك اجتمع ببعض بطانة عبد الله بن طاهر ثم اجتمع بعبد الله بن طاهر بعد ذلك وادعه إلى القاسم بن محمد العلوي واكشف باطنه وابحث عن دفين نيته وائتني بما تسمع ففعل ذلك الرجل ما أمره به المأمون وتوجه إلى مصر ودعا جماعة من أهلها ثم كتب ورقة لطيفة ودفعها إلى عبد الله بن طاهر وقت ركوبه فلما نزل من الركوب وجلس في مجلسه خرج الحاجب إليه وأدخله على عبد الله ابن طاهر وهو جالس وحده فقال له لقد فهمت ما قصدت فهات ما عندك فقال ولي الأمان قال نعم فأظهر له ما أراده ودعاه إلى القاسم بن محمد فقال له عبد الله أو تنصفني فيما أقوله لك قال نعم قال فهل يجب شكر الناس بعضهم لبعض عند الاحسان والمنة قال نعم قال فيجب على وأنا في هذه الحالة التي تراها من الحكم والنعمة والولاية ولي خاتم في المشرق وخاتم في المغرب وأمري فيما بينهما مطاع وقولي مقبول ثم أني التفت يمينا وشمالا فأرى نعمة هذا الرجل غامرة وإحسانه فائضا علي أفتدعوني إلى الكفر بهذه النعمة وتقول أغدر وجانب الوفاء والله لو دعوتني إلى الجنة عيانا لما غدرت ولما نكثت بيعته وتركت الوفاء له فسكت الرجل فقال له عبد الله والله ما أخاف إلا على نفسك فارحل من هذا البلد فلما يئس الرجل منه وكشف باطنه وسمع كلامه رجع إلى المأمون فأخبره بصورة الحال فسره ذلك وزاد في إحسانه إليه وضاعف إنعامه عليه .
ومما يعد من محاسن الشيم ومكارم أخلاق أهل الكرم ويحث على الوفاء بالعهود ورعاية الذمم ما رواه حمزة بن الحسين الفقيه في تاريخه قال قال لي أبو الفتح المنطيقي كنا جلوسا عند كافور الأخشيدي وهو يومئذ صاحب مصر والشام وله من البسطة والمكنة ونفوذ الأمر وعلو القدر وشهرة الذكر ما يتجاوز الوصف والحصر فحضرت المائدة والطعام فلما أكلنا نام وانصرفنا ولما انتبه من نومه طلب جماعة منا وقال أمضوا الساعة إلى عقبة النجارين وسلوا عن الشيخ منجم