الأصمعيّ القصيدة لرجلٍ من بني عمرو بن كلاب - أو قال : من بني كلاب .
قال أبو بكر : هذا يصف رجلاً خائفاً لجأ إلى جبل وليس معه إلا قوسُه وسيفُه والسيف : هو العطاف .
( وأنشدنا : - من الطويل - .
( لا مال إلاَّ عطافُ ومدْرَعٌ ... لكم طَرَفٌ منه حديدٌ ولي طَرَفْ ) .
( وأمّ ثلاثين ) يعني كنانة فيها ثلاثون سهماًوابنةُ الجبل : القَوْسلأنها من نَبْع والنّبع لا ينْبت إلا في الجبال .
ومعنى البيت الثاني : أنه في جبل لا نزَّ فيه يتعلق بأذياله ولا بلل يصرف نعليه عنه .
والعُصْرَة : المَلْجأ .
والنُّطْفة : الماء .
واللّصْب : كالشّق يكون في الجبل .
وتَلَقَّى : قَبل .
والسَّبَل : المطر .
والوَجْبَة : الأكْلة في اليوم .
والجَنَاة : ما اجْتُني من الثمر .
والأَشْكلَة : سدْر جَبَلي لا يطول .
فصل - وأما إلغاز أئمة اللغة فالأصل فيه ما قاله أبو الطيب في كتاب مراتب النحويين : حدّثنا عبد القدوس بن أحمد حدثنا أحمد بن يحيى قال حدثني جماعة عن الأصمعي عن الخليل قال : رأيتُ أعرابيّاً يسألُ أعرابياً عن البَلَصُوص ما هوفقال : طائر .
قال : فكيف تجمعه . قال : البَلَنْصَى .
قال الخليل : فلو ألغز رجل فقال : - من البسيط - .
( ما البَلَصُوص يَتْبَعُ البَلَنْصى ... ) .
كان لغزاً .
ومن محاسن الألغاز ما رأيت في ديوان رسائل الشريف أبي القاسم على بن الحسين المصري من تلامذه أبي أسامة اللغوي جمع تلميذه عبد الحميد بن الحسين قال : لوما مَضتْ أيام من مقامه بواسط حضره في جملة من كان يَغْشَاهُ لمشاهدَة فَضْله وبراعة أدبه عند انتشار ذكْره رجلٌ يُعرف بأبي منصور بن الربيع من أهل الأدَب وأحضره قصيدة قد بُنيت على السؤال عن ألفاظ من اللغة على جهة الامتحان لمعرفته وهي : - من مجزوء الكامل - .
( يا أفضل الأدباء قَوْلاً ... لا تعارضه الشُّكوكْ )