طول القيام ويتوكأ عليها عند المشي كأن ذلك زائد في التكهل والزماتة وفي نفي السخف والخفة .
وبالناس حفظك الله اعظم الحاجة الى ان يكون لكل حنس منهم سيما ولكل صنف منهم حلية وسمة ويتعارفون بها قال الفرزدق .
( به ندب ممايقول ابن غالب ... يلوح كما لاحت وسوم المصدق ) .
وقال الآخر .
( أنار حتى صدقت سماته ... وظهرت من كرم آياته ) .
وأنشد ابو عبيدة .
( سقاها ميسم من آل عمرو ... اذاما كان صاحبها جحيشا ) .
وذكر بعض الاعراب ضروبا من الوسم فقال .
( بهن في خطافها علط وسم ... وحلق في آخر الذفرى نظم ) .
( معها نظام مثل خط بالقلم ... وقرمة ولست ادري من قرم ) .
( عرض وخبط لمجليها الوسم ... ) .
وقال الله تبارك تعالى ( سيماهم في وجوههم من أثر السجود ) وكما خالفوا بين الاسماء للتعارف وقال D ( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عن الله اتقاكم ) .
فعند العرب العمة وأخذ المخصرة من السيما وقد لا يلبس الخطيب الملحفة ولا الجبة ولا القميص ولا الرداء والذي لا بد منه العمة والمخصرة وربما قام فيهم وعليه إزاره قد خالف بين طرفيه وربما قام فيهم وعليه عمامته وفي يده مخصرته وربما كان قضيبا وربما كانت العصا وربما كانت قناة وفي القنا ما هو اغلظ من الساق وفيها ما هو أدق من الخنصر وقد تكون محككة الكعوب مثقفة من الاعوجاج قليلة الابن وربما كان العود نبعا وربما كان شوحا وربما كان من أبنوس ومن غرائب الخشب ومن كرائم العيدان ومن تلك الملس المصفاة وربماكانت لب غصن كريم فان للعيدان جواهر كجواهر الرجال ولولا ذلك لما كانت في خزائن الخلفاء والملوك ومنها ما لا تقربه الأرضة ولا تؤثر فيه القوادح والعكاز اذا لم يكن في اسفله زج فهوعصا لأن أطول القنا ان يقال رمح خطل ثمرمح نائر ثم رمح مخموس ثم رمح