مربوع ثم رمح مطرد ثم عكاز ثم عصا ثم من العصي نصب المساحي والمرور والقدم والفؤوس والمعاول والمناجل والطبرزينات ثم تكون من ذلك نصب السكاكين والسيوف والمشامل وكل سهام نبعية وغير ذلك من العيدان التي امتدحها أوس بن حجر او الشماخ بن ضرار او أحد من الشعراء فانما هي من كل عصا وكل قوس بندق فانما جيء بقناتها من بروص ومدح ببريها وصنعتها عصفور القواس وقال الرقاشي .
( أنعت قوسا نعت ذي انتفاء ... جاء بها جالب بروصاء ) .
( عند اعتيام منه وانتصاء ... كافية الطول على انتهاء ) .
( مجلوزة الاكعب في استواء ... سالمة من أبن السيساء ) .
( فلم تزل مساحل البراء ... تأخذ من طوائف اللحاء ) .
( حتى بدت كالحية الصفراء ... ترنو الى الطائر في السماء ) .
( بمقلة سريعة الإقذاء ... ليست بكحلاء ولا زرقاء ) .
وقال آخر .
( قد أغتدي ملث الظلام بفتية ... للرمي قد حسروا له عن أذرع ) .
( متنكيين خرائطا لبنادق ... من بين مضفور وبين مرسع ) .
( بأكفهم قضبان بروص قد عدوا ... للطير قبل نهوضها للمرتع ) .
( تقذي منيات الطيور عيونها ... يوما اذا رمدت بأيدي النزع ) .
( صفر البطون كأن ليط متونها ... سرق الحرير نواضر لم تشبع ) .
وكانت العنزة التي تحمل بين يدي رسول الله - وربما جعلوها قبلة - أشهر وأذكر من ان يحتاج في تثبيتها الى ذكر الاسناد وكانت سيماء أهل الحرم اذا خرجوا من الحرم الى الحل في غير الاشهر الحرم ان يتقلدوا القلائد ويعلقوا عليهم العلائق واذا أوذم أحدهم الحج تزيا بزي الحاج واذا ساق بدنه أشعرها وخالفوا بين سمات الابل والغنم وأعلموا البحيرة بغير علم السائبة واعلموا الحامي بغير علم الفحول وكذلك الفرع والرجبية والوصيلة والعتيرة من الغنم وكذلك سائر الاغنام السائمة واذا كانت الابل من حباء ملك غرزوا في أسنمتها الريش والخرق ولذلك قال الشاعر .
( يهب الهجان بريشها ورعائها ... كالليل قبل صباحه المتبلج )