فاصبر فإن السعي في دفنها ... قبل التناهي زايد فيها .
لو قال : فإن السعي في نقصها كان أحسن أخو أبي العلاء المعري محمد بن عبد الله بن سليمان هو أبو المجد التنوخي المعري وهو أخو أبي العلاء أحمد المعري المشهور وسوف يأتي ذكره إن شاء الله تعالى في الأحمدين في مكانه وأبو المجد هذا هو الأكبر من أخيه أبي العلاء وله أخ آخر اسمه عبد الواحد يأتي ذكره ومن شعر محمد أبي المجد المذكور : .
كرم المهيمن منتهى أملي ... لا نيتي أرجو ولا عملي .
يا مفضلاً جلت فواضله ... عن بغيتي حتى انقضى أجلي .
كم قد أفضت علي من نعم ... كم قد سترت علي من زلل .
إن لم يكن لي ما ألوذ به ... يوم الحساب فإن عفوك لي .
قاضي المعرة محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن سليمان القاضي أبو المجد التنوخي المعري حفيد أبي المجد أخي أبي العلاء المعري المقدم ذكره كان أبو المجد هذا فاضلاً أريباً مفتياً على مذهب الشافعي قاضياً بالمعرة إلى أن دخلها الفرنج فانتقل إلى شيزر وأقام بها إلى أن مات في محرم سنة ثلث وعشرين وخمس ماية وله ديوان شعر ورسايل ومن شعره وقد فارق المعرة وغلاماً اسمه شعيا : .
زمان غاض أهل الفضل فيه ... فسقياً للحمام به ورعيا .
أساوي بين أتراك وروم ... وفقد أحبة ورفاق شعيا .
قال العماد الكاتب : وقد سبقه الوزير المغربي إلى هذا المعنى لما تغيرت عليه الوزارة وتغرب وكان معه غلام يقال له داهر فقال : .
كفى حزناً أني مقيم ببلدة ... يعللني بعد الأحبة داهر .
يحدثني مما يجمع عقله ... أحاديث منها مستقيم وجابر .
وقال أسامة بن منقذ : لما بليت بفرقة الأهل كتبت إلى أخي استطرد بغلامي أبي المجد والوزير المغربي اللذين ذكراهما : .
أصبحت بعدك يا شقيق النفس في ... بحر من الهم المبرح زاخر .
متفرداً بالهم من لي ساعة ... برفاق شعيا أو علالة داهر .
ومن شعر القاضي أبي المجد : .
ما زال يخدع قلبي سحر مقلته ... ويستقيد له حتى تملكه .
وإن يوماً أراه فيه أحسبه ... أسر يوماً من الدنيا وأبركه .
ومنه : .
ويوم دجن خانته أنجمه ... في الصحو والغيم فهو مشترك .
كأنما الشمس والرذاذ معاً ... فيه بكاء يشوبه ضحك .
ومنه : .
إذا جانبت مقتدراً عليها ... كباير ما جنت كف الأثيم .
فلا تستكثري لممي فإني ... سأقدم في الحساب على كريم .
أبو الفرج ابن رئيس الرؤساء محمد بن عبد الله بن هبة بن المظفر بن رئيس الرؤساء أبي القسم علي بن المسلمة أبو الفرج وزير العراق سمع وروى كان أولاً أستاذ دار المقتفى والمستنجد ووزر للمستضيء وكان فيه مروءة وإكرام للعلماء عزل من الوزارة ثم أعيد إليها وخرج من بيته حاجاً فضربه أحد الباطنية على باب قطفتا أربع ضربات فحمل إلى داره ولم يسمع منه إلا الله ومات سنة اثنتين وسبعين وخمس ماية .
ابن الجد محمد بن عبد الله بن يحيى بن فرج بن الجد أبو بكر الفهري الاشبيلي الحافظ الفقيه أصله من لبلة بالباء الموحدة سمع أبا الحسن ابن الأخضر وبحث عليه سيبويه وأخذ عنه اللغات توفي سنة ست وثمانين وخمس ماية أورد له ابن بسام في الذخيرة قطعاً من رسايله ونظمه فمن شعره ما كتبه إلى الوزير ابن القصيرة : .
سألقى بحد الصبر صم خطوبه ... وإن صيغ فيها الشيب من حدق النبل .
منها : .
روى لي أحاديث المنى فيه غضة ... ولكنها لم تخل من غلط النقل .
وجاد بقرب الدار غير متمم ... ويا رب جود قد من شيم البخل .
منها : .
سأبعث طيفي كل حين لعله ... يصادف... خيالك ما يسلي .
ودونك من روض السلام تحية ... تنسيك غض الورد في راحة الطل .
قال ابن بسام : قوله ويا رب جود البيت يشبه قول الآخر : .
الدهر ليس له صنيع يشكر ... شرب له يصفو وشرب يكدر .
يهب القليل وقد نوى استرجاعه ... هبة البخيل أقل منه وأنزر .
وكأن هذا من قول بشار :