أفضل الدولة طبيب نور الدين محمد بن عبد الله بن مظفر الباهلي الأندلسي ثم الدمشقي أبو المجد بن أبي الحكم رئيس الأطباء بدمشق الملقب أفضل الدولة طبيب نور الدين الشهيد كان يقدمه ويرى له ورد إليه أمر الطب بمارستانه بدمشق ولم يذكره ابن أبي أصيبعة وكان بارعاً في الطب يعرف الهندسة ويجيد اللعب بالعود وصنع له أرغناً وبالغ في تحريره وكان يعرف الموسيقى توفى سنة سبعين وخمس ماية أو ما قبلها .
القاضي كمال الدين الشهرزوري محمد بن عبد الله بن القسم بن المظفر بن علي قاضي القضاة كمال الدين أبو الفضل ابن أبي محمد الشهرزوري ثم الموصلي الفقيه الشافعي ويعرفون قديماً ببني الخراساني تفقه ببغداد على أسعد الميهني وسمع الحديث من نور الهدى أبي طالب الزينبي وولي قضاء بلده وكان يتردد إلى بغداد وخراسان رسولاً من أتابك زنجي ثم إنه وفد على نور الدين فبالغ في إكرامه وجهزه رسولاً من حلب إلى الديوان العزيز وبنى بالموصل مدرسة وبمدينة النبي A رباطاً وولاه نور الدين قضاء دمشق ونظر الأوقاف ونظر أموال السلطان وغير ذلك فاستناب ابنه أبا حامد بحلب وابن أخيه القسم بحماة وابن أخيه الآخر في قضاء حمص وحدث بالشام وبغداد وكان يتكلم في الأصول كلاماً حسناً وكان أديباً شاعراً طريفاً فكه المجلس أقره صلاح الدين على ما كان عليه وتوفى سنة اثنتين وسبعين وخمس ماية ودفن بجبل قاسيون ومولده سنة اثنتين وتسعين وأربع ماية ومن شعره قوله : .
ولقد أتيتك والنجوم رواصد ... والفجر وهم في ضمير المشرق .
وركبت للأهوال كل عظيمة ... شوقاً إليك لعلنا أن نلتقي .
قال العماد الكاتب : قوله والفجر وهم في ضمير المشرق في غاية الحسن مما سمح به الخاطر اتفاقاً سابق الكمال إسرافاً وإشراقاً وتذكرت قول أبي يعلى ابن الهبرية الشريف في معنى الصبح وإبطايه : .
كم ليلة بت مطوياً على حرق ... أشكو إلى النجم حتى كاد يشكوني .
والصبح قد مطل الشرق العيون به ... كأنه حاجة في نفس مسكين .
وأورد العماد للقاضي كمال الدين أيضاً : .
أنيخا جمالي بأبوابها ... وحطا بها بين خطابها .
وقولا لخمارها لا تبع ... سواي فإني أولى بها .
فإنا أناس نسوم المدام ... بأموالها وبألبابها .
وأورد له أيضاً قواه : .
سبينا الجاشرية للبرايا ... وعلمناهم الرطل الكبيرا .
وأكببنا نعب على البواطي ... وعطلنا الأداوة والمديرا .
وأورد له أيضاً : .
قلت له إذ رآه حياً ... ولامه واعتدى جدالا .
خفي نحولاً عن المنايا ... أعرض عن حجتي وقالا .
الطيف كيف اهتدى إليه ... قلت خيالاً لقي خيالا .
وكتب إلى ولده محيي الدين وهو بحلب : .
عندي كتايب أشواق أجهزها ... إلى جنابك إلا أنها كتب .
ولي أحاديث من نفسي أسر بها ... إذا ذكرتك إلا أنها كذب .
ولما كبر وضعف كان ينشد في كل وقت قول ابن أبي الصقر الواسطي : .
يا رب لا تحيني إلى زمن ... أكون فيه كلاً على أحد .
خذ بيدي قبل أن أقول لمن ... ألقاه عند القيام خذ بيدي .
وقد تقدم ذكر ولده محيي الدين محمد ابن أبي العجايز محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن أبو الحسين الدمشقي يعرف بابن أبي العجايز الأزدي سمع الحديث وتوفى بدمشق سنة ثمان وستين وأربع ماية وكان ثقة .
الفقيه أبو علي البغداذي محمد بن عبد الله بن محمد بن صالح أبو علي الفقيه البغداذي أصله من بسطام توفى سنة ثمان وأربعين وخمس ماية في شهر رجب من شعره : .
على تلك العراص بجرجرايا ... من الأنواء أنواع التحايا .
ديار كنت آلفها وأغشى ... بها هيفاء واضحة الثنايا .
فغير آيها صرف الليالي ... وبدل أهلها بالقرب نايا .
غدت أيامها سوداً وكانت ... ليالينا بها بيضاً وضايا .
أخذه من قول ابن زيدون : .
حالت لفقدكم أيامنا فغدت ... سوداً وكانت بكم بيضاً ليالينا .
ومن شعره : .
ما محنة إلا لها غاية ... وفي تناهيها تقضيها