أما البخيل فلست أعذله ... كل امريء أعطى على قدره .
ذخيرة الدين ابن القايم محمد بن عبد الله ذخيرة الدين ولي العهد ابن أمير المؤمنين القايم خطب له بولاية العهد سنة أربعين ولقب ذخيرة الدين فأدركه أجله في ثامن عشر ذي القعدة سنة سبع وأربعين وأربع ماية كان قد ختم القرآن وحفظ الفقه والعربية والفرايض قال ابن النجار : وخلف جارية حاملاً فولدت له ابناً وهو أمير المؤمنين أبو القسم عبد الله المقتدي بأمر الله .
أبو جعفر سالإسكافي محمد بن عبد الله أبو جعفر الإسكافي وإسكاف ناحية أديب شاعر أورد له الثعالبي في التتمة : .
ونرجس قد له القد من ... زبرجد في قدر شربن .
فالورق الغض مصوغ له ... من ورق والعين من عين .
قلت : وما أحسن قول التلعفري : .
قد أكثر الناس في تشبيههم أبداً ... للنرجس الغض بالأجفان والحذق .
وما أشبهه بالعين إن نظرت ... لكن أشبهه بالعين والورق .
وأورد للاسكافي : .
فرشت لشيبي أجل البساط ... فلم يستطب مجلساً غير رأسي .
فقلت لنفسي لا تنكريه ... فكم للمشيب كرأسي كراس .
وأورد له أيضاً : .
الله أشهد والملايك أنني ... لعظيم ما أوليت غير كفور .
نفسي فداؤك لا لقدري بل أرى ... أن الشعير وقاية الكافور .
وأورد له أيضاً : .
نفسي فداؤك وهي غير عزيزة ... في جنب نفسك وهي جد عزيز .
ولقد يقي الخز الثمين أذاته ... في وقته كف من الشونيز .
محمد بن عبد الله الخطيب الإسكافي أبو عبد الله اللغوي صاحب التصانيف أحد أصحاب الصاحب ابن عباد وكان من أهل أصبهان وخطيباً بالري قال الصاحب ابن عباد : فاز بالعلم من أصبهان ثلثة حايك وحلاج وإسكاف فالحايك أبو علي المرزوقى والحلاج أبو منصور ابن ماشدة والإسكاف أبو عبد الله الخطيب ومن تصانيفه : كتاب الغرة يتضمن شيئاً من غلط أهل الأدب كتاب غلط كتاب العين كتاب مبادىء اللغة وهو أشهلا كتبه وكتاب شواهد سيبويه وكتاب نقد الشعر وكتاب درة التنزيل وغرة التأويل كتاب لطف التدبير في سياسات الملوك .
قاضي القضاة الناصحي محمد بن عبد الله بن الحسين قاضي القضاة أبو بكر الناصحي النيسابوري أفضل أهل عصره في أصحاب أبي حنيفة وأوجههم مع حظ وافر من الأدب وحفظ الأشعار والطب توفى سنة خمس وثمانين وأربع ماية قال ابن النجار : كان مناظراً جدلاً عالماً له يد في الكلام وله حظ وافر من الأدب يحفظ أشعاراً كثيرة وكان يذهب إلى الاعتزال سمع أبا سعيد محمد بن موسى بن شاذان الصيرفي وأبا بكر أحمد بن الحسن الحيري وأبا ابرهيم اسمعيل بن ابرهيم النصر باذي وغيرهم قدم بغداذ وحدث بها وروى عنه عبد الوهاب الأنماطي وأبو القسم ابن السمرقندي وأبو بكر ابن الزاغوني .
ابن عبد الحكم الشافعي محمد بن عبد الله بن عبد الحكم بن أعين بن ليث الإمام أبو عبد الله المصري الفقيه أخو عبد الرحمن وسعد لزم الشافعي مدة وتفقه به وبأبيه عبد الله وغيرهما روى عنه النسائي وابن خزيمة وثقه النسائي وقال مرة : لا بأس به وكان الشافعي معجباً به لذكايه وحرضه على الفقه وحمل في محنة القرآن إلى بغداذ ولم يجب ورد إلى مصر وانتهت إليه رياسة العلم في مصر له تصانيف منها : أحكام القرآن والرد على الشافعي فيما خالف فيه الكتاب والسنة والرد على أهل العراق وأدب القضاة توفى سنة ثمان وستين وماتين وقال ابن خلكان : سنة ثمانين وماتين وقال ابن قانع : سنة تسع وستين قال المزني كنا نأتي الشافعي فنسمع منه فنجلس على باب داره ويأتي محمد عبد الحكم فيصعد به ويطيل المكث وربما تغذى معه ثم نزل فيقرأ علينا الشافعي فإذا فرغ من قراءته قرب إلى محمد دابته فركبها واتبعه الشافعي بصره فإذا غاب شخصه قال : وددت لو ان لي ولداً مثله وعلي ألف دينار لا أجد لها قضاء وقال القضاعي في كتاب الخطط : محمد هذا هو الذي أحضره ابن طولون في الليل إلى جب سقايته بالمعافر لما توقف الناس عن شرب مايها والوضوء به فشرب منه وتوضأ فأعجب ذلك ابن طولون وصرفه لوقته ووجه إليه بصلة والناس يقولون إنه المزني وليس بصحيح