الحاجب الملك المنصور الأندلسي محمد بن عبد الله بن أبي عامر محمد بن الوليد القحطاني المعافري الأندلسي الحاجب الملك المنصور أبو منصور كان مدبر دولة المؤيد بالله هشام بن المستنصر الأموي عمد أول تغلبه إلى خزاين كتب المستنصر فأبرز ما فيها من صنوف التواليف بمحضر خواصه العلماء وأمرا بإفراد ما فيها من كتب الأوايل حاشى كتب الطب والحساب وأمر باحراقها وأحرقت وطم بعضها وكنت كثيرة جداً فعل ذلك تحبباً إلى العوام وتقبيحاً لرأي المستنصر غزا ما لم يغزه أحد الملوك وفتح كثيراً وكان المؤيد معه صورة ودانت له الأندلس وكان إذا حضر من غزوة نفض غباره وجمعه وأمر عند موته أن يذر ما جمع على كفنه وتوفي مبطوناً بمدينة سالم سنة ثلث وتسعين وثلث ماية وللشعراء فيه أمداح كثيرة وكان ربما صلى العيد فحدثت له نية في الغزو فلم يرجع إلى القصر وسار لوجهته على الفور . وأصابه النقرس فكان يغزو في محفة وكان مجدوداً في الحروب غزا إحدى وخمسين غزوة قال صاحب الريعان والريحان : والروم تعظم قبره إلى اليوم وكانت مدته ستا وعشرين سنة وولى بعده ابنه عبد الملك بن محمد والحاجب محمد بن عبد الله بن أبي عامر المذكور هو الذي فرق شمل القبايل بالأندلس ودون الدواوين للمرتزقة من الجنود وألزم الناس المعاون دون الحركات على قدر غلاتهم فصار العرب وأصناف الناس رعية وإنما كان الناس من قبل هذا يجاهدون في قبايلهم وعلى أموالهم وحرك الأنفة بينالمضرية واليمانية واستظهر بالبربر والموالي وكان مبلغ المرتزقين في ديوانه اثنى عشر ألف فارس وأربع ماية ثلث من العرب وثلث من البربر وثلث من الموالي لكي لا يتألف على خلافه صنف فيستظهر بالصنفين على مخالفيه وكان حزر المطوعين معه من أهل الأندلس اثنين وعشرين ألف فارس وملك من العدوة إلى سجلماسة وبني مدينة الزاهرة بشرقي قرطبة على النهر الأعظم محاكياً للزهراء وبني قنطرة رشنشاقة على النهر الأعظم محاكياً للجسر الأكبر بقرطبة وزاد في الجامع مثليه .
ابن المستكفي بالله محمد بن عبد الله بن علي بن أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد هارون بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب أبو الحسن ابن المستكفي بالله أمير المؤمنين ابن المكتفي ابن المعتضد ابن الأمير الموفق ابن المتوكل ابن المعتصم ابن الرشيد ابن المهدي ابن المنصور فارق أبو الحسن هذا بغداد لما خلع والده وسملت عيناه وهرب فدخل الشام ومصر وأقام هناك ذكر ثابت بن سنان الصابئ أن محمد بن المستكفي كان عند كافور الأخشيذي فلاذ به جماعة وأطمعوه في الخلافة وقالوا : إن رسول الله A قال المهدي من بعدي اسمه أسمى واسم أبيه اسم أبي وأنت إن عدت إلى بغداد بايع لك الديلم بالخلافة فدخلها سراً وبايعه جماعة من الديلم سنة سبع وخمسين وثلث ماية فاطلع الملك عز الدولة بختيار ابن معز الدولة على ذلك وكان قد قال : إن والدي كان نصبني في الخلافة بعده وكتب اسمي على الدينار والدرهم وصحبه خلق من أهل بغداد منهم أبو القاسم اسماعيل بن محمد المعروف بزنجي وترتب له وزيراً فأمر عز الدولة بالقبض عليه ونفذ إلى دار الخلافة فجدع أنفه وقطعت شفته العليا وشحمتا أذنيه وحبس في دار الخلافة وكان معه أخوه علي وأنهما هربا من دار الخلافة في يوم عيد واختلطا بالناس مضيا فلم يعلم لهما خبر إلى هذه الغاية قال ابن النجار : ولما هرب قصد خراسان ودخل ما وراء النهر وسمع الحديث ببخارا من أبي حاتم البستي سنة تسع وستين وثلث ماية وكان قد اجتمع بالمتنبي في مصر وروى عنه شيئاً من شعره قال : أنشدني المتنبئ لنفسه : .
لاعبت بالخاتم إنسانة ... كمثل بدر في الدجا الفاحم .
فكلما حاولت أخذي له ... من البنان المترف الناعم .
ألقته في فيها فقلت انظروا ... قد خبت الخاتم في الخاتم