والشعر نار بلا دخان ... وللقوافي رقى لطيفه .
كم من ثقيل المحل سام ... هوت به أحرف خفيفه .
لو هجي المسك وهو أهل ... لكل مدح لصار جيفه .
فته وزد ما علي جار ... يقطع عني ولا وظيفه .
وقال : .
قيل ما أعددت للبر ... د فقد جاء بشده .
قلت دراهة عري ... تحتها جبة رعده .
وينسب إليه وهو لطيف جداً : .
نزلتي بالله زولي ... وانزلي غير لهاتي .
واتركي حلقي بحقي ... فهو دهليز حياتي .
وله البيتان المشهوران اللذان بنى الحريري عليهما المقامات الكرجية وهما : .
جاء الشتاء وعندي من حوايجه ... سبع إذا القطر عن حاجاتنا حبسا .
كن وكيس وكانون وكأس طلا ... بعد الكباب وكس ناعم وكسا .
وقد اشتهر كثيراً ونظم الناس على هذا الأسلوب كثيراً لما قرأت المقامات الحريرية على الشيخ الإمام العلامة شهاب الدين أبي الثناء محمود الكاتب الحلبي C ووصلت إلى بيتي ابن سكرة أنشدني لبعضهم مواليا : .
لقيتها قلت وقيتي من الآفات ... بالله ارحمي صبك المضنى والامات .
قالت تريد بحدوثه وخرافات ... تنصب علينا وتأخذ سادس الكافات .
ثم إنه التفتف إل الحاضرين وقال : هل فيكم من يحفظ من نوع بيتي ابن سكرة شيئاً ؟ فأنشد بعد الحاضرين قول ابن التعاويذي : .
إذا اجتمعت في مجلس الشرب سبعة ... فبادر فما التأخير عنه صواب .
شواء وشمام وشهد وشادن ... وشمع وشاد مطرب وشراب .
وسكت الجماعة فأنشدته لابن قزل : .
عجل إلي فعندي سبعة كملت ... وليس فيها من اللذات إعواز .
طال وطبل وطنبور وطاس طلا ... وطفلة وطباهيج وطناز .
وأنشدته له أيضاً : .
جاء الخريف وعندي من حوايجه ... سبع بهن قوام السمع والبصر .
موز ومز ومحبوب ومايدة ... ومسمع ومدام طيب ومري .
وأنشدته أيضاً قول الآخر : .
رمتنا يد الأيام عن قوس خطبها ... بسبع وهل ناج من السبع سالم .
غلاء وغازان وغزو وغربة ... وغم وغدر ثم غين ملازم .
فأعجبه ذلك علقه ثم إنه قال : إلا أن من خاصة هذا النوعأنه لا بد أن يكون بعض السبعة موصوفاً ليقوم الوزن بذلك فاستقريت ما أحفظه فكان كذلك والعلة في هذا أنها سبعة ألفاظ ويريد الناظم أن يأتي بها في بيت واحد فيضطره الوزن إلى زيادة لفظة ليكون كل أربعة في نصف وبقي هذا الكلام في ذهني ولم أكن إذ ذاك مشتغلاً بغير التحصيل والقراءة والمطالعة إلى أن اشتغلت ببعض العلم فأردت امتحان الخاطر المخاطر بنظم شيء في هذه المادة بحيث أن يكون سبعة ألفاظ بغير زيادة وصف فاتفق لي أن قلت : .
إذا تيسر لي في مصر واجتمعت ... سبع فإني في اللذات سلطان .
خود وخمر وخاتون وخادمها ... وخلسة وخلاعات وخلان .
وقلت أيضاً : .
إن قدر الله لي في العمر واجتمعت ... سبع فما أنافي أنا في اللذات مغبون .
قصر وقدر وقواد وقحبته ... وقهوة وقناديل وقانون .
وقلت أيضاً في الجمع بين ثمانية : .
ثمانية إن يمسح الدهر لي بها ... فمالي عليه بعد ذلك مطلوب .
مقام ومشروب ومزح ومأكل ... ومله ومشموم ومال ومحبوب .
وقلت أيضاً : .
إلى متى أنا لا أنفك في بلد ... رهين جيمات جور كلها عطب .
الجوع والجري والجيران والجدري ... والجهل والجبن والجرذان والجرب .
وللناس في هذا النوع كثير ولكن خفت تطويل هذه الترجمة بايراد ما يحضرني في ذلك فأخرت كل شيء أعرفه ليرد في ترجمة قايله توفي ابن سكرة سنة خمس وثمانين وثلث ماية