وإلى محمد هذا تنتسب الفرقة المعروفة بالمحمدية وهم من فرق الشيعة لا يصدق أتباعه بموته ولا بقتله ويزعمون أنه في جبل حاجر من ناحية نجد مقيم إلى أن يؤمر بالخروج وكان المغيرة بن سعيد العجلي وسوف يأتي ذكره إن شاء الله تعالى مع ضلالته يقول لأصحابه إن المهدي المنتظر هو محمد بن عبد الله ويستدل على ذلك بأن اسمه واسم أبيه كاسم النبي A واسم أبيه وقال : هو المراد بقوله A : سيأتي رجل بعدي يوافق اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي الحديث ولعبد الله والدة عدة أولاد محمد هذا وإبراهيم وإدريس وموسى الجون ويحيى فأظهر محمد دعوته بالمدينة واستولى علهيا وعلى مكة واستولى أخوه إبراهيم على البصرة واستولى أخوهما إدريس على بعض بلاد المغرب وكان ذلك في ولاية المنصور ونفذ المنصور عيسى بن موسى في جيش كثيف لحرب محمد فقتلوا محمداً في المعركة ثم نفذ المنصور أيضاً عيسى المذكور لحرب إبراهيم فقتله بباخمرى قرية من قرى الكوفة على ستة عشر فرسخاً منها ومات إدريس بأرض المغرب في تلك الفتنة وقيل إنه سم بها وأما أبوهم عبد الله فقبض عليه المنصور ومات في سجنه وقبره بالقادسية وهو مشهد معروف يزار ولما قتل محمد هذا افترقت المغيرية فرقتين فرقة أقروا بقتله وتبرءوا من المغيرة وكذبوه في قوله وفرقة ثبتت على موالاة المغيرة وقالوا إن محمداً لم يقتل وإنما تغيب عن عيون الناس وهو في جبل حاجر مقيم إلى أن يؤمر بالخروج فيملك الأرض وتعقد له البيعة بين الركن والمقام ويحيى له من الأموات سبعة عشر رجلاً يعطى كل واحد منهم حرفاً من حروف الأسم الأعظم فيهزمون الجيوش وزعم هؤلاء أن محمداً لم يقتل وإنما شيطان تصور بصورته وكان جابر بن يزيد الجعفي على هذا المذهب وكان يقول برجعة الأموات إلى الدنيا قبل القيامة وفي ذلك يقول شاعر هذه الفرقة في بعض أشعاره المشهورة : .
إلى يوم يؤوب الناس فيه ... إلى دنياهم قبل الحساب .
ولما خرج محمد بن عبد الله المذكور هو وأخوه إبراهيم على المنصور قال بعض العلوية بالكوفة : .
أرى ناراً تشب على يفاع ... لها في كل ناحية شعاع .
وقد رقدت بنو العباس عنها ... وباتت وهي آمنة رتاع .
كما رقدت أمية ثم هبت ... تدافع حين لا يغني الدفاع .
أمير المؤمنين المهدي محمد بن عبد الله أمير المؤمنين المهدي ابن المنصور ثالث خلفاء بني العباس مولده بإيذج سنة سبع وعشرين وماية وأمه أم موسى بنت منصور الحميرية كان جواداً ممدحاً مليح الشكل محبباً إلى الرعية قصاباً للزنادقة روى عن أبيه وعن مبارك بن فضالة قال الشيخ شمس الدين : وما علمت قيل فيه جرحاً ولا تعديلاً روى منصور بن أبي مزاحم ومحمد بن يحيى بن حمزة عن يحيى بن حمزة قال : صلى بنا المهدي فجهر ببسم الله الرحمن الرحيم فقلت : يا أمير المؤمنين ما هذا ؟ فقال : حدثني أبي عن أبيه عن جده عن ابن عباس أن النبي A صلى فجهر ببسم الله الرحمن الرحيم فقلت للمهدي : نأثره عنك ؟ فقال : نعم هذا إسناد متصل قال الشيخ شمس الدين : لكن ما علمت أحداً احتج بالمهدي ولا بأبيه في الأحكام كا نقش خاتمه : الله ثقة محمد وبه يؤمن قال الفلاس : ملك المهدي عشر سنين وشهراً ونصف شهر ومات لثمان بقين من المحرم سنة تسع وستين وماية وقالوا مات بما سبدان وعاش ثلثا وأربعين سنة وعقد من بعده بالأمر لابنه موسى الهادي ثم هرون الرشيد بويع له بمكة في المسجد الحرام عند وفاة المنصور في ذي الحجة سنة ثمان وخمسين وماية وكانت خلافته على أصح الأقوال عشر سنين وشهراً ويوماً ثم بويع له ببغداد على أصح الأقوال يوم الثلثاء لثلث عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة ولما مات صلى عليه ابنه الرشيد هرون وكاتبه أبو عبيد الله معوية بن عبيد الله بن يسار مولى عبد الله بن عصاه الأشعري ثم يعقوب بن داود ثم الفيض بن الربيع مولاه وحاجبه الحسن بن عثمان بن الفضل بن الربيع ونقش خاتمه : آمنتن بالله رباً ويقال : الله ثقة محمد بن عبد الله ومن شعره يخاطب جاريته : .
أرى ماء وبي عطش شديد ... ولكن لا سبيل إلى الورود .
أما يكفيك أنك تملكيني ... وأن النأس كلهم عبيدي